أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 17 أبريل 2016

اتجاهات نقدية معاصرة / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية



لقد ظهرت اتجاهات نقدية معاصرة , كان لها الدور الكبير في ارساء القواعد والأسس النقدية السليمة والعلمية للنقد الحديث , فلم يعد العمل الفني انعكاسا سلبيا لشئ ايجابي خارجه ,بل اصبح أما عالما ايجابيا قائما بذاته يفرز قوانينه ومعناه ,وقيمته في انفصال عن الفرد والمجتمع .وأما فعلا انسانيا ,ايجابيا لايتحقق معناه وقيمته الأ في نتائجه على الأنسان والمجتمع , أي ان اتجاه الفلسفة الى التحليل المنطقي وتحليل اللغة واكبه أتجاه في النظرية الأدبية النقدية اللغويات لفروعه المختلفة ,بينما صاحب الأتجاه الفلسفي الذي يؤكد الفعل الأنساني في علاقته بالتاريخ , وأتجاه في النظرية الأدبية الى أعتبار العمل الأدبي والفني نشاطا أنساتيا يعكس ويؤثر في المجتمع ويحدد توصيفه كأدب .ومعناه في علاقته بالمجتمع في ابنيته المختلفة المختلفة وايديولوجياته المتصارعة وفي محاولة بسيطة يمكننا ان نرصد الأتجاهات النقدية الحديثة التالية في
النظر الى الأدب والفن 
مدرسة النقد الحديث ( الموضوعي ):
أزدهرت هذه المدرسة أساسا في أمريكا وأنكلترا والسمة الأساسية التي هذه المدرسة هي محاولة الأستعاضة عن غياب المطلق والثابت في الطبية البشرية , هذا الغياب الذي أكتشفته الفلسفة الحديثة , يجعل العمل الفني نفسه مطلقا ثابتا له قوانينه الخاصة وقيمته الباقية , لقد صورت هذه المدرسة العمل الفني على أنه عالم عضوي مستقل بذاته من العلاقات اللغوية , والمعنوية ,والشعورية , بحيث يفرز للقارئ تجربة فنية لها معناها الموضوعي وقيمتها الخالدة أنفصال كامل من متغيرات الحياة الأنسانية ونسبيتها .
وفي هذه الحالة فأن مدرسة النقد الحديث تؤكد على أهمية الشكل في العمل الفني وعلى التجربة الجمالية المطلقة التي تتولد عن الشكل وأعطت هذه التجربة دلالات عالمية شبه دينية . ويرتبط النقد الموضوعي ارتباطا شديدا بعودة الأتجاه الكلاسيكي في النقد والخلق على السواء , ذلك الأتجاه الذي يبشر به آرنولد في هجومه على الرومانسية الأنجليزية في القرن التاسعى عشر ,ثم بلوره ت . إ . هيوم في مطلع القرن العشرين حين أعلن أنه بعد مائة سنة من الرومانسية هلت تباشير الصحوة الكلاسيكية , تلك التي تختلف عن الروح الرومانسية اختلافا جوهريا ,فبينما تؤمن الرومانسية أن الأنسان غير محدود القدرات يستطيع ان يحقق كل شئ عن طريق الخيال .
تالكلاسيكية كما قال هيوم بأن (الأنسان حيوان ممتاز محدود القدرات ) (1) ويتجلى الفرق بين الروح الرومانسية ,والروح الكلاسيكية .ومن أشهر رواد امدرسة النقد الموضوعي (ت.س .أليوت , ووكينت بروكس , وجون كرورانسوم)
المدرسة الشكلية :
لقد نشأت المدرسة الشكلية في روسيا في بداية القرن العشرين , وأزدهرت فيلا العشرينات وأستمرت حتى قضى عليها (ستالين ).وقد ركز الشكليون على دراسة الشكل الأدبي والفني في أنفصال تام عن المضمون , ونظروا الى المضمون بأعتباره مجرد وسيلة لأبراز تشكيل فني فني معين , وقد أكد الشكليون على أنكار أن هناك قيمة جمالية مطلقة للعمل الفني , الفعمل الفني كنمط لغوي لديهم يتحدد توصيفه كفن , والبتالي قيمته الجمالية في علاقته بالأنماط اللغوية السائدة في عصر ما ,فأذا أختلف عنهاى كان فنا , وأذا تشابه معها أنتفت عنه صفة الفن , فوظيفة الفن لديهم كانت أستخدام اللغة بطريقة جديدة بحيث يثير لدينا وعيا بالغة كلغة , ومن خلال هذا الوعي يتجدد بدلالات اللغة , هذا الوعي الذي تطمسه العادة والرتابة , ورغم تأكيد الشكلين على نسسبية المعنى والقيمة , بل والتوصيف كفن , في العمل الفني الأنهم يتفقون مع مدرسة النقد الحديث في فصل العمل الفني , تماما من حيث القيمة والمعنى عن الواقع الأنساني , ونفي أي اطار مرجعي له بأستثناء أطار من نفس جنس العمل , أي التراث الأدبي عند (ت ز س ز أليوت ) أو الأنماط اللغوية عند الشكليين , ويمكن القول بأن الشكليين يشتركون مع (سويسير ) وبعض أتباعه في أعتبار اللغة نظاما قائما بذاته , ومنغلقا على نفسه , ومنفصلا عن الواقع الفعلي للأنسان , ومن أشهر رواد المدرسة الشكلية (فيكتور شلوفسكي ,ورومان جاكوبسون , ويوري تينيانوف )
البنيوية أو(البنائية ):
البنيوية او البنائية هي مدرسة نقدية مستمدة من لفظة البنية , فالبنية هي نظام او نسق من المعقولية فهي صورة الشئ او هيكلته , او وحدته المادية او التصميم الكلي الذي يربط اجزاءه , وبذلك فهي القانون الذي يفسر تكوين الشئ ومعقوليته . 
والبنيويةحملت في في تكوينه منذ البداية بذور نظرية التفسير التاريخي والأجتماعي للأدب , وقد جاءت جائت بتيارين من البنيوية (البنيوية الوظيفية الصورية ) , و (البنيوية التكوينية التوليدية )
فالبنيوية الوظيفية الصورية تتمثل في في نظرية (ياكوبسون ) وأتباعه , لقد اعتمد (ياكوبسون ) في نظرته الى العمل الفني على عنصري الوظيفة والبناء , مفسرا أياهما تفسيرا لغويا صرفا .
ويمكن القول بأن بذور البنيوية الأدبية بشقيها قد أتسعت من خلال ( البنيوية اللغوية ) التي أرسى قواعدها (سوسير ) في أوائل هذا القرن , وقد حملت في طياتها بذور التيارين للبنيوية الآدبية , التيار الذي يحاول ان يجد في قوانين الغة مطلقا يحل محل المطلق الذي انتفى من الوعي الأنساني .
وكذلك بذور التيار الذي يرفض المطلق ويبدأ من منطلق الفعل الأنساني في تفاعله مع الظرف البيئيالتاريخي 
التفكيكية :
وهي أحدث النظريات الأدبية النقدية وتلخص في اتجاهاتها الأيجابية والسلبية وعي القرن العشرين بنسبية المعنى الكاملة ,وبخداع اللغة وسطوتها على الفكر وبأهمية الأنسان في أعطاء التفسير ,وبتاثير الأيديولوجية على هم العالم والتعبير عنه وتفسيره , وكذلك بأهمية التحليل اللغوي الدقيق للمعاني والألفاظ وهي ترى في النص مركبا مصطنعا يفتقر بطبيعته الى أي قانون ثابت يحكم تفسيرة ,فكل تفسير للعمل الأدبي يمكن دحضه من داخل النص نفسه عن طريق التحليل وكشف مناطق الغموض واللبس والتورية والتناقض في أستخدام الألفاظ وانتظام المعاني وأن النقد والتفسير نشاءا خلافا يوازي ويساوي الخلق الفني ,وان كل تفسير للنص يمكن معارضته من داخل النص نفسه ,فالنص يحمل داخله نصا آخر أو عددا من النصوص الداخلية او المتلازمة التي يظهرها المفسر بحيث يناقض كل تفسير ماسبقه وأبرز رواد المدرسة التفكيكية (بول دي مان ,وج.هيليسميللر ,وجيفري هارتمان ,وهارولد بلوم ) 
السيمياء:
(علم مكرس لدراسة أنتاج المعنى في المجتمع وتعنى كذلك بعمليات الدلالة وعمليات الاتصال ication أي الوسائل التي بواسطتها تتولد المعاني ويجري تبادلها معا وتشمل مواضيعها شتى أنساق العلامة والكودات التي تعمل في المجتمع والرسائل الفعلية والنصوص التي تنتج من خلالها )(2)
فالنص او العرض المسرحي في المفهوم السيميائي هو مجموعة من الرموز والدلالات التي بلورة افكار ومعاني حدثوية من خلال مجموعة من العلامات التي تهدف الى ايجاد مفهوم معين للنص والعرض المسرحي طالما توافرت فيهما أسس العملية الأبداعية 
فالسيمياء او السيميميولوجيا او السيميوطيقا تعني (علم او دراسة العلامات دراسة منظمة )(3) ويؤكد البعض على انها تتناول ,انظمة العلامات بالنظر الى اسس دلالاتها وكيفية تفسيرها لها , فيما يرى امبرتوايكو انها تشمل كل انظمة الاتصال النطقية وغير النطقية وبذلك يندرج الادب بوصفه نظاما اتصاليا في قائمة الحقول التي تشتغل عليها السيمياء وينظر الى النص الادبي على انه علامة جمالية , يصوغها نظام تشفيري وهذا مادفع بارت الى النظر الى النص الادبي على انه شبكة من الشفرات ( تتيح للعلامات على الصفحة ان تقرأ كنص من نوع معين )(4) ان السيميائيين يرون ان الفهم الانساني (يعتمد على الشفرات أو السنن ,فحيثما نستخلص معنى من حدث ما فذلك لأننا نمتلك نظاما فكريا أو شفرة تمكننا من القيام بذلك ,فالبرق كان يفهم ذات يوم على انه علامة يصدرها كائنة متسلط يعيش في الجبال أو في السماء , اما الآن فنفهمه على انه ظاهرة كهربائية .لقد حلت شفرة علمية محل شفرة اسطورية )(5) وبما ان سيمياء الادب تعد دراسة تهتم بالشفرات فأنها تنفتح على , الأيديولوجية والبنى الاجتماعية ,الاقتصادية ,التحليل النفسي ,الشعرية , نظرية الخطاب , وغيرها من النظريات والمناهج ذات الأهتمام المشترك ان النص طالما توافرت فية البداية والوسط والنهاية فانه يحتوي على الدال والمدلول وفي تكوينهما تظهر مجموعة كبيرة من العلامات النقد السيمياء من الأتجاهات النقدية المعاصرة ,وكان لها الدور الكبير في ارساء القواعد والأسس العلاماتية العلمية السليمة في النقد الحديث 
وبما ان سيمياء الادب تعد منهاج نقدي تهتم بدراسة الشفرات فأنها تنفتح على , الأيديولوجية والبنى الاجتماعية ,الاقتصادية ,التحليل النفسي ,الشعرية , نظرية الخطاب , وغيرها من النظريات النقدية المعاصرة والمناهج ذات الأهتمام المشترك, فيجب على المتتبع للنقد السيمياء ان يكون ملماً بالنظريات النقدية المعاصرة كمدرسة النقد الحديث "الموضوعي" ,والمدرسة الشكلية ,والبنيوية "البنائية " ,والتفكيكية 
النقد السيمياء من الأتجاهات النقدية المعاصرة ,وكان لها الدور الكبير في ارساء القواعد والأسس العلاماتية العلمية السليمة في النقد الحديث 
وبما ان سيمياء الادب تعد منهاج نقدي تهتم بدراسة الشفرات فأنها تنفتح على , الأيديولوجية والبنى الاجتماعية ,الاقتصادية ,التحليل النفسي ,الشعرية , نظرية الخطاب , وغيرها من النظريات النقدية المعاصرة والمناهج ذات الأهتمام المشترك, فيجب على المتتبع للنقد السيمياء ان يكون ملماً بالنظريات النقدية المعاصرة كمدرسة النقد الحديث "الموضوعي" ,والمدرسة الشكلية ,والبنيوية "البنائية " ,والتفكيكية . 

(1)ت .إ .هيوم (التأملات ) كتاب النقد الموضوعي – تأليف د. سمير سرحان ص 13–اصدار دائرة الشؤون الثقافية العامة بغداد 1990

(2)ايلام كير – كتاب سيمولوجيا المسرح والدراما – ترجمة رنيف كرم – طبعة 1 – ص 5 – اصدار المركز الثقافي العربي 1992

(3)نفس المصدر ص 248

(4)د.ميجان الرويلي – د.سعد البازعي – كتاب دليل الناقد الأدبي – الطبعة 2 – ص 106- اصدار المركز الثقافي العربي – بيروت 2000

(5)روبرت شولز – كتاب السيمياء والتأويل – ترجمة سعيد الغانمي ص185- اصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption