أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 17 مارس 2018

«هذيان».. الحب بين ذاكرة للفرح وأخرى للألم

مجلة الفنون المسرحية

«هذيان».. الحب بين ذاكرة للفرح وأخرى للألم

محمدو لحبيب - الخليج 


قدمت جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح مساء أمس الأول، على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية، عرض «هذيان»، وذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها 28. ويشارك العرض في «الأيام» ضمن فئة العروض خارج المسابقة الرسمية، وهو من إعداد وإخراج عارف سلطان عن مجموعة نصوص للكاتب والمخرج العراقي الراحل قاسم مطرود.
بدأ العرض بديكور بسيط لكنه مبتكر ومعبر ومتسق مع مضمون العرض، ووسط استعمال متناسق للإضاءة، وتناغمت السينوغرافيا مع حكاية العرض، التي بدا أنها تروي قصة مريضة في مستشفى للأمراض العقلية، تعاني حالة هلوسة وهذيان، وتستعيد من خلال ذلك قصة درامية بطلتها تلك السيدة التي تزوجت من رجل وهي في الأصل كانت متزوجة من أخيه، ويحتدم الصراع في العرض، ليظهر كيف تتوزع مشاعر تلك السيدة بطريقة متناقضة من الحب إلى الكره بين الأخوين، الذين رحل أحدهما «الحبيب» وبقي الآخر.
حاول المخرج من خلال معالجته أن يلعب على المسافة بين الواقع والخيال، فأظهر من خلال حالة الهلوسة لدى السيدة، سهولة استدعاء شخصية الزوج الراحل الميت في أي وقت، واستخدم نفس الحيلة الإخراجية الدرامية، كي يظهر للمشاهد في نهاية العرض، أن كل ما جرى كان فقط مجرد هذيان لتلك السيدة التي تحاول الخروج من ذاكرة الألم، إلى استدعاء لذاكرة الفرح والحب.


حفل النص بشكل عام بلغة شاعرية إلى درجة المبالغة والتكلف في بعض المقاطع منها، فجاءت جمل مثل «افتحي أبواب ذاكرتك وأغلقي نوافذ النسيان»، و«الذاكرة لا تحفظ العابر من الأيام»، متسقة مع المعطى الدرامي العام الذي حاول المخرج تقديمه عبر عرضه ذاك، في حين بدت جمل مثل: «أيها الرجل الراحل من دمي عبر دمي»، و«إنه وهم»، و«نحن خارج مسار الحياة» متكلفة ومباشرة، وتخرج عن خط المعالجة الدرامية بشكل عام.
وظهر المخرج متمكناً إلى حد كبير من أدواته الإخراجية، وحرك فضاءه المسرحي بشكل جيد، غير أن المعالجة لمجموعة النصوص بدت في بعض الأحيان مؤثرة على نص المسرحية، وعلى اتساق بنيانها الدرامي المتسلسل، فبدت الأحداث على الخشبة وكأنها لا رابط بينها في بعض المشاهد، وكأنها مجموعة لوحات جميلة إخراجياً، رصت إلى جانب بعضها من دون أن تمتلك رابطاً درامياً متسلسلاً في شكل قصة محكمة البناء ومتصاعدة درامياً.
وبعد العرض كانت ندوة تطبيقية بحضور مخرجه، أدارها المسرحي التونسي د. يوسف بحري، الذي أثنى كثيراً على المخرج وعلى براعته في تقديم عرضه، معتبراً أن العرض بدأ متقناً وأجاب بامتياز على سؤال البداية الذي يطرحه المتلقي عادة وهو: ما الذي يحدث؟، ولماذا بدأت المسرحية؟.

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption