أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح الكردي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح الكردي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 22 مايو 2021

تعريف كتاب "استاتيكية الظلام" المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الأربعاء، 19 يوليو 2017

ختتام مهرجان الـ«مونودراما» الثاني في أربيل

مجلة الفنون المسرحية


ختتام مهرجان الـ«مونودراما» الثاني في أربيل  

جيهان شيركو


      اختتمت مساء يوم الخميس المصادف 13/7/2017 الدورة الثانية لمهرجان المونودراما  في أربيل ، الذي عقدته مديرية المسرح في أربيل ، بالتعاون مع نقابة فناني كردستان – فرع أربيل. الذي استمر لمدة خمسة ايام ، 
       عرضت فيه (10) مسرحيات من مدن كردستان ، جرت فعاليات المهرجان في قاعة مديرية  الفنون المسرحية وقاعة معهد الفنون الجميلة في اربيل .  
      وقد ذكرالمخرج كامران حاجى (أن الهدف من هذا المهرجان هو جمع المسرحيين لمشاهدة نتاجات بعضهم وتبادل الخبرات والاستفادة منها من اجل تقدم المسرح الكردي ، ومن اجل معرفة موهبة الممثل من خلال فن المونودراما ، و تطور هذا الفن المسرحي الصعب  ، وتشجيع  الممثلين الموهوبين ، وتحفيز الكتاب والباحثين والفنانين على تبني ودعم هذا الفن ) .
وكانت لجنة التقييم للمهرجان قد تشكلت من  السادة :
-الدكتور. منصور نعمان   رئيساً - السيد يوسف عثمان  سكرتيراً     
      -السادة / عادل حسن ، ياسين قادر برزنجي ، سيروان بيلانه اعضاء اللجنة .
وفي ختام المهرجان قامت لجنة التقييم بتوزيع الجوائز على الشكل التالي : 
— جائزة أفضل عرض لمسرحية (روح بلا مكان ) تمثيل فخرالدين طه ومن اخراج  قاسم بياتلي  من مدينة دهوك .
— جائزة افضل ممثلة لـ (روبار احمد) عن مسرحية ( صرخة امرأة ) من مدينة السليمانية . 
— جائزة افضل ممثل من نصيب (فرشيد كويلى) عن مسرحية (جنور) من كردستان الشرقية .  
        وقد كانت فكرة المهرجان  قد بدأت منذ العام الماضي ، ليكون رافدا للحركة المسرحية في كردستان ، و توجيه انظار الحضور  لخصوصية وتميز فن (المونودراما) .
     وقد استمرت عروض المهرجان على مدى خمسة ايام ، ورافقه حضور جمهور غفير من محبي هذا الفن ومشجعيه .






الأربعاء، 7 يونيو 2017

عرض مونودراما " روح الأنفال "

مجلة الفنون المسرحية

عرض مونودراما " روح الأنفال "

الثلاثاء، 28 مارس 2017

الممثل نوزاد حاجى شوشة :سبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية

الممثل  نوزاد حاجى شوشة : سبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي  

 حاورته : جيهان شيركو 


ولد الفنان  ( نوزاد ازاد علي ) الملقب  ب(نوزاد حاجى شوشه) في مدينة  أربيل عام 1975 ، تخرج من معهد الفنون الجميلة  قسم المسرح \ أربيل في عام 1999 وكلية التربية جامعة صلاح الدين \ أربيل في عام 2016 ، و حاليا رئيس قسم المسرح في النشاط المدرسي في أربيل .

ويعد ممثل مسرح الاطفال ( نوزاد حاجى شوشة ) واحدا من المهتمين بالأطفال وببرامجهم المتنوعة من كل الفئات ، وبحكم وظيقته رئيس قسم المسرح في النشاط المدرسي في أربيل كرس كل حياته للأطفال الغناء وعروض مسرحية حية ومقدم برامج اطفال وغيره ، تراه متواجدا في جميع الاحتفالات والمناسبات مع شخصية قرقوش ونونو ومستمر في تقديم برنامج عالم نونو على قناة  جيهان ولمعرفة المزيد عن هذا الفنان قمنا بهذا الحوارالشيق وقد أجاب على اسئلتنا مشكورا  :

   استاذ نوزاد لوسمحتم  حدثنا عن بداياتك الفنية  ؟ وكيف تعلمت فن التمثيل  والممثل الذي تأثرت به  ؟

كنت احب التمثيل منذ الصغر وقد كنت اشارك  مع مجموعة من الاصدقاء في المناسبات المدرسة والاحتفالات التي كانت تقام في اعياد نوروز  والسبب الرئيسي عشقي للفن  يعود لجارنا مغني الاطفال المشهور الاستاذ صلاح محمد الملقب (عم عولا)  كان له الدور الكبيرفي تنمية مواهبي  الفنية فضلا عن كوني  متابعا شغوفا للتلفزيون وخاصتا برامج الأطفال والافلام والمسلسلات ...

 ما تأثيرمعهد الفنون الجميلة في  تطوير موهبتك ؟

  للمعهد دور كبير في تقدم هوايتي  للفن وخاصتا قسم المسرح  فقد تعلمت التمثيل  من اساتذتي  وكان لهم الدور الكبير في ذلك  وحتى الأن عندما  امثل معهم  انا اعد  تلميذا  امامهم   .  

كيف ترى مستوى مسرح الطفل في كوردستان ؟ وسبل تقدم هذا المسرح؟

وضع مسرح الطفل كمسرح الكبار ان لم يكن اسوء ضعيف جدا لأننا  لا نملك فرقة خاصا بمسرح الاطفال تشارك شهريا في عروض مسرحية  مستمرة في المسارح .
وسبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي  لتنمية موهبة  التمثيل لدى الطلاب خاصتا لوكان مدرس المادة متخصص مسرحي  ، واتمنى الاهتمام اكثر بحصة مادة الفنون في المدارس  لأننا كما نعلم في أقليم كوردستان مادة الفنون تدرس الموسيقى والرسم لا يتضمن المسرح لأنها غير مدرجة في المناهج حتى لو كانت هناك موهبة في التمثيل المدرس لا يستطيع ان يشرح طرق التمثيل او المسرح لهذا نتمنى معالجة هذة المشكلة  من قبل وزارة التربية  .

استاذ نوزاد .. ايهما تراه مؤثرا  اكثر في المسرح ان يمثل الصغار للصغار او الكبار للصغار ؟

نعم ... انواع مسرح الطفل عديدة منها  مسرح الصغار للصغار ومسرح الكبار للصغار ومسرح الكبار والصغار للصغار وانا حسب تجربتي الشخصية مع مسرح الأطفال طيلة هذه السنين أفضل مسرح الكبار والصغار للصغار لأن في هذا النوع يوجد العنصرين  كلاهما  يستطيع احدهما بتقريب المعلومة إلى ذهن الطفل  .

 وما قصة لقب حاجي شوشة   ؟

نعم .. انه اسم جدتي ام والدي رحمها الله كانت امرأة مشهورة الكل يحترمها ويقدرها  ظل اسمها  يطلق عليا منذ الصغرو انا اعتز به كثيرا .

عوضا عن مسرح الاطفال انت تعمل في التلفزيون ولديك برامج خاصة للأطفال الى اي حد  
      تهتم قنوات  التلفزيون ببرامج الاطفال ؟

نعم ... هناك اهتمام واضح كما نرى برامج متنوعة للأطفال في كل القنوات المحلية والفظائية  بل هناك قنوات مخصصة للأطفال والتي نرى تأثيرها على الأطفال بل الكبار ايضا اصبحو متابعين  .

ما هي عدد الاغاني التي قدمتها  للأطفال ؟ وهل من اهتمام بغناء الأطفال  ؟

نعم .. يوجد لدية اكثر من  عشرين أغنية للأطفال عشرة مسجلة  .. يوجد  اهتمام بالاطفال الموهوبين في الغناء وخاصتا في  النشاط المدرسي في أربيل ولاكن هذا الاهتمام ليس من مستوى وطموح الاطفال الموهوبين نتمنى الاهتمام اكثر .

 هل هناك مخرجين مسرح اطفال  ؟
   مع الاسف .. لا يوجد لدينا مخرج متخصص بمسرح الاطفال ونتمنى في القريب ان نرى مخرج مسرح أطفال .

 الاوبريتات والمسرحيات التي كتبتها للأطفال  ؟

نعم ... اشتركت في جميع المهرجانات والكرنفالات و كتبت واخرجت اكثر من 35 مسرحية و اوبريت للأطفال منها : الاطفال والعمل ، الجريدة ، نوروز ، ابن البيشمركه ، الطالب الذكي ، الخروج ، الفواكه ، فيسبوك ، غرس الشجرة ، الحاكم ، الطبيب والمريض ، حميد بك ، العصفور والوردة ...

استاذ نوزاد  في ختام حوارنا ماهي  اهم الاعمال الدرامية والمسرحية التي شاركت فيها ؟

  نعم .... لدية العديد من الأعمال الدرامية منها: ( رعب وحب ) من تأليف واخراج رفيق نوري حنا ، (اليوم السابع ) ايفان ناصرحسن ، (26 كولان ) زيلوان طاهر ، (الموت، الوصية) تأليف واخراج كريم بايز ، راشمون ( رايونوسوكي اكوتاجاوا ) .
 والعديد من الاعمال المسرحية منها : (دائرة الطباشير القوقازية ) كتابة بريخت للمخرج ارسلان درويش ،( ساحة الديمقراطية  ) كتابة ازاد حمه شريف للمخرج زيلوان طاهر ، (الحذاء ) كتابة هيرش عبدالوهاب للمخرج عبدالخالق جودت . 





الأحد، 26 مارس 2017

مهرجان السليمانية للنصوص المسرحية الكردية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان السليمانية للنصوص المسرحية الكردية

عصمان فارس


للفترة من ٢٧ أذار ولغاية ٣١ أذار ٢٠١٧ وبمناسبة يوم المسرح العالمي نحتفل في مدينة السليمانية نفرح ونبدع رغم كل الظروف والحصار والازمة الاقتصادية وزادنا الثقافي ومسرحنا ينعم بالخير .يشرف على المهرجان اتحاد الفنانين الكرد ومديرية المسارح في السليمانية وتشارك فيه نخبة من الفرق المسرحية والمخرجين والممثلين والممثلات وكتاب النصوص المسرحية الكردية .السليمانية أذار الربيع ومهرجان يوم المسرح العالمي من العروض المسرحية المهمة  مهرجان يوم المسرح العالمي في مدينة السليمانية تعرض مسرحية كويخا تأليف بريز محمود       وإخراج شمال فهمي تمثيل راوند هاورى ، هونر ديوانه ، هيزا سلام ، بيان علي، شمال حسن ، تصميم تصميم وتنفيد الديكور ريبوار محمود وإنتاج جمعية الفنون الجميلة الكردية السليمانية الريبرتوار المسرحي ومرحلة التأسيس والتأصيل للمسرح الشعبي المرتبط بالناس في مدينة السليمانية المسرح هو التعبير عن القضايا المتجددة للمجتمع الانساني وأزمة الانسان وسيلة لمناقشة جميع المشاكل والصراعات المسرح الكردي يتكون من شقين التسلية والمتعة الفكرية فمسرحنا يسعى الى التحرر والحرية وتسليط الضوء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المجتمع والجماهير الكادحة وقسوة الحياة يبقى هدفنا المتلقي في مسرحنا وهو يشكل الجانب الحيوي والمهم لما يجري على خشبة المسرح و الخطاب المسرحي التنويري هدفنا الناس وتقبلهم للواقع المعروض وثيمة العرض المسرحي والقابل للتغيير وفق المهام السياسية والاجتماعية  تحتفل وتتجاوز حدود الممنوع والتابوات مسرحنا الكردي ونشوة المجتمع المدني نعم نعيش أزمة إقتصادية وقسوة الحياة لكننا لانتوقف لازلنا نعمق الاحساس ونشعر بالفرح ونبحث عن الحقيقة والجمال في الحياة .منذ الثمانينات وقلب المسرح ينبض لرسم الحياة الجديدة ومشروعنا الثقافي يهدف للنهوض بالانسان والانتصار لحرية الفنان كنا نصرخ ولازلنا نصرخ في السليمانية لكي نعيد التألق والابداع لخشبة مسرحنا الكردي الجاد والتنويري والانساني.وتشارك الفرق المسرحية مسرحية بيرة وريا الذكريات تأليف وإخراج كاميران رؤوف تمثيل سولي جهاد دلباك،جوبي عزيز،الان هادي،عثمان معروف تعرض المسرحية على مسرح مديرية الثقافة يوم ٢٨ أذار.مسرحية أطول ليلة في السنة تأليف وإخراج هاورى قادر رشيد تمثيل سافان أكو،هاورى قادر رشيد تعرض المسرحية على مسرح قصر الفنون تلاري هونر يوم ٢٨ أذار. فرقة مسرح سالار تعرض مسرحية رؤية إنتحاري تأليف د .دلشاد مصطفى إخراج أرسلان درويش تمثيل يونس حمه كاكا، ياسين قادر برزنجي، ديدار عمر، بيشرو حسين، وضيوف الشرف عمر دلباك ،سهيلة حسن ،ومشاركة عطا حمه صالح،جاوان محمد،محمد عبدالله،شازي زانا،مير شوان،شاناو محمد،سركار سوران،أران بهاءالدين،هست جبار،الاظاءة شيركو حمه سعيد،موسيقى دواستان معروف،مدير الانتاج هلكور صالح،مساعد مخرج يونس حمه كاكا ، تعرض المسرحية يوم ٣٠ أذار على مسرح جمعية الفنون الكردية في السليمانية وهناك العديد من المسرحيات  مسرحية خونكاني جنكاويريك تأليف دلشاد حسين تمثيل رزكار باهر لافين ديار إخراج موفق عارف على مسرح تاوار ومسرحية نوسناوي يادوري إخراج كوران أكرم على مسرح إعدادية السليمانية للبنين ومسرحية كاركي نستلايكي عقل إخراج عزيز عمر على مسرح تاوار،مسرحية بردي سابوري تمثيل شيلان عبدالله إخراج برزان محمد تعرض على مسرح بديعة دارتاش في معهد الفنون الجميلة ومسرحية الماء والنار إخراج أمين بالجينكايا تعرض على مسرح مديرية الثقافة وإقامة الجلسات والحوارات النقدية  

طقوس ايديولوجية حب الناس في مسرح الثمانينات في السليمانية

مسرح مقاتل بالكلمة من أجل الحرية هذه الكلمة الحلوة مسرح التغيير وتنوير المتلقي والتواصل والتفاعل معه، مسرحنا كان حديث الناس في البيت والشارع والمقهى وطقوس احتفالنا يبدأ من موعد اللقاء مباشرة مع المتلقي في قداس ومحراب مسرحنا ومازلت مصرآ على أرشفة تأريخ حافل لمسرحنا الكردي في الثمانينات في مدينة الثقافة والوعي الكردي مدينة السليمانية لكي تعرف الاجيال خصوصية عملنا ومعاناتنا ونحن نواجه غزو الجراد والحروب واحتراق الاخضر واليابس مدن وبشر ماكانت تعرف طعم النوم جراد فَرّقَ الحبيب عن حبيبته وسط ركام الخوف والخراب. مازلت احلم وتأخدني ذاكرتي والحنين الى المسرح الذي كان يفجر الطاقات الشابة المسرحية ويحفز الناس في مدينتنا السليمانية على لغة الحوار والمتعة الفنية، ماكنا نخادع احد ولانجامل احد وكان هدف مسرحنا ومسرحياتنا فسحة التأمل والدعوة للحرية بكل المفاهيم والقيم الانسانية ،كنا نؤمن بثقافة الفنان وكان المسرح بيتنا ووطننا نمارس فيه طقوس أيديولوجية الحب لفننا وللناس وكنا نتجاوز حدود الخوف والمسكوت عنه

المسرح صندوق ذاكرتي وعبثية الذكريات الجميلة

في رحلة العمل المسرحي الى السليمانية كنت أزور معهد الفنون الجميلة ليس حبآ بالمكان كبناية كل شيئ تغير في المدينة الشوارع الناس والعمارات الشاهقة والمعهد تغير أيظآ والجمهور ماعاد ذلك الجمهورالمتعطش للثقافة والفنون لكن تواجدي هناك كنت أعيش ذكريات الزمن في المكان وكنت أتجول في الساحة التي تغيرت والممرات كنت أسمع صرخاتي وصرخات طلابي والبروفات المسرحية في كل مكان ماكنا نعرف حالة السكون البركة بالحركة وكنت اعيش وأتذكر تفاصيل عالم الامس ونبض المسرح الصاخب والجمهور الراقي وكنت أفتش في صندوق ذاكرتي عشت عبثية الذكريات الجميلة فقط عشقي للمسرح والذي مازلت أسير له ولا يمكنني التحرر منه أخترت التمرد والثورة في مسيرتي الفنية ورفضت الانصياع والبكاء على أطلال الماضي لكون التأريخ يتقدم والانسان يرتفع والرغبة الى الحرية لذلك قررت أن أعيش الحاضر والتفكير للمستقبل.

المسرح والاحساس ببهجة الحياة

عندما نتكلم نعني مانقول وعندما نتحدث في الفن بلغة السياسة نصل الى قلب اليقين علمتنا تجاربنا أن لانتكلم كثيرآ بل نعمل كثيرآ فكل عشاق المسرح الكردي في الثمانينات من طلاب معهد الفنون الجميلة في السليمانية هم على رأس الهرم ويشكلون كل القيادات الحالية المتقدمة والمتطورة في المسرح الكردي على مستوى الاخراج والتمثيل وحتى العاملين في التلفزيون والقنوات الفضائية والسينما والاشراف التربوي والفني والمدراء فجلهم يعبر عن طموحنا وتطلعنا فكل الدلائل والواقع الثقافي تشير إن أبرز العاملين في المسرح الكردي من دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وحلبجة وكلار ودربنديخان ورانية هم خريجي وخريحات معهد الفنون الجميلة قي الثمانينات وهم يرفدون ويمدون وشيجة الحب والتواصل مع الجمهور

المسرح المسرح الجاد والمسرح التنويري يمثل عمق حضارة وثقافة الشعب عالم المسرح والثقافة والفنون تحتاج الى مناخ نقي وديمقراطي بعيد عن الحروب والعنف والازمات الاقتصادية وعن نظام العشيرة والاحزاب الدينية ونظام الطوائف تحتاج الى دوائر و مجتمعات مدنية وحضرية لاتؤمن بالخرافة والخزعبلات وتجاوز كل التابوات والفتاوي الممنوعة والمؤدلجة دينيآ وسياسيآ.خلال تواجدي في مدينة السليمانية تابعت بكل فرح وسرور كل الانشطة الثقافية عشت موسم الاشراقات الفنية والادبية وكان موسم حافل كنت أخشى حالة الافول الثقافي الذي يعم المنطقة من عنف وتطرف والتي سرقت البهجة والفرح من المواطن وكذلك البطالة والازمات المالية والنفسية وكان الادب والفن خير وسيلة للتربية الوجدانية للشباب وكل الانشطة بعيدة عن الرقابة وخاصة عروض المسرح والرقص والموسيقى والرسم والندوات الادبية والشعر هناك حالة إنفتاح ثقافي الفرقة السمفونية العراقية من بغداد في السليمانية ومعارض تشكيلية وفرقة هوار المسرحية من كركوك ومهرجان المحافظة السنوي ومهرجان كلاويش الثقافي السنوي وندوات اسبوعية في قاعة كَِلاري أرام وندوة شعرية الاديب الكردي دلاور قرداغي واحتفال قاعة ومكتبة أنديشا الثقافي وعروض مسرحية عديدة ولفرق وتجمعات شبابية وعروض وإطروحات طلبة قسم المسرح لمعهد الفنون الجميلة شيئ مذهل وجميل في إعادة الروح لمدينة السليمانية والحالة الوجدانية لروح شباب المدينة.يمكن إعتبار العرض المسرحي الملك هو الملك للكاتب السوري سعدالله ونوس وإخراج عصمان فارس وتقديم نخبة من طلبة معهد الفنون الجميلة في السليمانية في ألثمانينات برمته شكلآ ومضمونآ في محتواه وصيغه الجديدة بل في حداثة مفردات اللغة المسرحية كنا نلعب ونمثل ونرتجل وفق إلهامات المخرج والممثلون والارتجال المنظم وفق موتيفات أدبية وبصرية تفجر الكثير من الاراء والابداعات مازلت احلم وتأخدني ذاكرتي والحنين الى المسرح الذي كان يفجر الطاقات الشابة المسرحية ويحفز الناس في مدينتنا السليمانية على لغة الحوار والمتعة الفنية، ماكنا نخادع احد ولانجامل احد وكان هدف مسرحنا ومسرحياتنا فسحة التأمل والدعوة للحرية بكل المفاهيم والقيم الانسانية ،كنا نؤمن بثقافة الفنان وكان المسرح بيتنا ووطننا نمارس فيه طقوس أيديولوجية الحب لفننا وللناس وكنا نتجاوز حدود الخوف والمسكوت عنه. كانت لنا هواجس وهموم مشتركة وكنا نلتقي على خشبة المسرح ونسأل من نحن إزاء هذا الضيق والخناق؟ كل شئ إختلط مابين الضحية والملك ولكن كنا ننتظر اللعبة وشبح التنكيل والقتل بيد السياف والزحف البربري. كنا نستقبل الملك والجمهور الغفير من ساحة المعهد ومجاميع الحماية الخاصة تحمل أجهزة الولك توكي وننتظر قدوم الملك المعوق بسيارة إسعاف تدخل الى ساحة معهد الفنون الجميلة في السليمانية ومجاميع من البشر المشوهين يستقبلون الملك بهتافات وتصفيق من فوق السطوح وهم يطرقون على علب دهن الراعي الفارغة ويحيون قدومه يامرحبآ ،يعيش الملك.. يعيش ويختلط الجمهور مع الممثلين الجميع يدخلون مع الملك الى قاعة المسرح المُعدّة للعرض ونبدأ باستهلال برولوج الغناء يأتي ..يأتي الطغاة والبغاة من أقاصي الارض يأتون ليبنوا وطنا بجماجم بيضاء ودم ! من هذه القاعة المغلقة نسألكم أيها السادة هل يستطيع الطغاة والبغاة أن يبنوا الوطن بجماجم بيضاء ودم؟ أمام هذا الاستهلال المروع في إستقبال الملك المعوق من بمنظور التأريخ الزمني الذي يزيد عن عن ثلاثين عامآ اليوم وبمنطق التقويم النقدي حدثآ مهمآ في مسرحنا الكردي هنا كانت تبدأ لعبتنا لعبة البداية في مسرحية الملك هو الملك

كنا نصرخ إنها مجرد لعبة فعلآ هي لعبة ما بين السياف الفكري وهو يقف ويعلن المسموح على قدرْ الممنوع وفي التوازن السلامة والامان. هكذا كان فضاء الحكاية وفضاء المسرحية وميمون يقول نحن نعيش في مملكة خيالية، كنا ولازلنا لانعزل المسرح عن السياسة وتبقى مسرحية (الملك هو الملك) نتاجا يجمع بين التراث والمعاصرة والتركيز على البعد الانساني والتوجه نحو مستقبل بديل ومغاير للواقع لتبقى علاقة الملك والسلطة في كل الانظمة علاقة الجلاد بالضحية ويبقى الجلاد المُهوسْ بالبارونويا ويبقى فضاء مسرحيتنا مفتوح على فضاءأت تأريخية لبزوغ السلطة وعصور الاستبداد والاضطهاد في المجتمعات البشرية ،مثلما تبقى وظيفة المخرج في ذكاء وطريقة إختيار النص المسرحي وقدرته على إقامة علاقة مع الواقع على وفق الخطاب المسرحي مثلما تبقى لعبة الحلم والخيال والتنكر في مسرحية (الملك هو الملك) والكاتب سعدالله ونوس لايغيرْ شيئا ليبق أبو عزة أكثرُ تمسكآ بسلطة الكرسي وأصبح كل شئ في عهده معرضْ للممنوع ،الحلم والخيال والوهم كلها تدخل في خانة الممنوعات ولكن متى تتحقق العدالة؟ وكانت لعبة الختام في مسرحيتنا بصوت المجاميع وهي تعلن ضاق بنا الجور والظلم والشقاء وإزداد غضبا وبدأت ثورته بذبح ملكها. هكذا كانت مسرحية الملك هو الملك محاولة جادة لمعالجة قضايا إنسانية معاصرة وشهادة ضد العصر بكل مافيه من مأساة وقد جسدت المسرحية طموح الانسان الجديد من أجل الحرية والمساواة 

---------------------------------------------
المصدر : ايلاف 

الخميس، 2 فبراير 2017

الفنان المسرحي كامران حاجى الياس : هناك عروض مسرحية مستمرة ولاكن ليس بالشكل المطلوب

مجلة الفنون المسرحية
الفنان المسرحي كامران حاجى الياس : هناك عروض مسرحية مستمرة ولاكن ليس بالشكل المطلوب 

ولد الفنان والكاتب ( كامران حاجى الياس ) في مدينة رواندز عام 1965، تخرج من معهد الفنون الجميلة قسم المسرح من تربية بغداد عام 1993وكلية التربية في الموصل عام 2007 . عين كأستاذ للأخراج المسرحي ومن ثم رئيس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة في أربيل ، وحاليا مشرف فني تربوي في أربيل . 

لدية العديد من الأعمال الفنية في التلفزيون والمسرح والسينما، ابرز اعماله الدرامية :

دموع بيخال ، الخط الابيض ، الكمنجة ، ممي الآن. وابرز الاعمال المسرحية : الاستثناء والقاعدة (للكاتب بريخت) ، اوديب ملك للشاعر والمسرحي اليوناني سوفوكليس ، مدينة العشق (الكاتب طلعت سامان) سرالمهنة(الكاتب أحمد بودشيشة) الرجل الذي رفضه الموت (الكاتب د.ابراهيم البصري) ، زمبيل فروش اعداد( الكاتب زيلوان طاهر) .

ومسلسل اذاعي اسمه ( غواره) للكاتب عزيزملارش كان يذاع في صوت كوردستان سنة 1999. اشهر كتبه المطبوعة : كتاب خشبة المسرح ، كتاب المسرح المدرسي ، كتاب معا المسرح ، كتاب ازمة المسرح بين المسرحين ووزارة الثقافة والاعلام،سعدنا بلقاء الفنان كامران وقد اجاب مشكورا على اسئلتي :

 استاذ كامران لوسمحتم حدثنا عن بداياتك الفنية وكيف تعلمت فن التمثيل ؟ والممثل الذي تأثرت به وتحب اداءه على المسرح الكردي ؟ 

 كنت احب التمثيل منذ الصغر واول مسرحية اشتركت فيها سنة 1978 في مدينة رواندز وهي مسرحية ( صراخ من فلسطين ) تأليف واخراج استاذي زرار محمد ، وبسبب حبي للتمثيل ولتطوير موهبتي ذهبت الى معهد الفنون الجميلة في بغداد كي ادرس التمثيل بشكل اكاديمي ، كنت معجبا جدا ولغاية الأن بأستاذي أحمد سالار و صباح عبد الرحمن.

 سيدي .. لو سمحتم ما هي أبرز ادوارك المسرحية وأحبها إلى قلبك؟ 

 مسرحية (الرجل الذي رفضه الموت ( كنت أمثل شخصية يوسف من أخراج الاستاذ زرارمحمد .

استاذ كامران اذا ممكن حدثنا عن المسرح الكردي وكيف ترى مستوى المسرح في اقليم كوردستان ؟ 

 ليس لدى المسرح الكردي مدرسة خاصة على المستوى العالمي مثل المسرح الإنكليزي والروسي والألماني هناك محاولات من اجل جعل المسرح الكردي مدرسة أو مذهبا خاص . رغم الوضع الراهن والازمات الاقتصادية والمالية هناك عروض مسرحية مستمرة ولاكن ليس بالشكل المطلوب .

/سيدي إذا ما هوالسبيل إلى تطوير الفن المسرحي في ألاقليم ؟ 

 هناك عدة نقاط لتطوير المسرح ومنها الإكثار من عدد المسارح فليس لدينا مسارح كافية والإكثار من العلاقات الخارجية مع فرق مسرحية خارجيه وجعل عمل المسرحين كمهنة وألاكثار من النقاد المسرحين .

استاذ كامران هل الدراما التلفزيونية أثرت سلبيا على السينما والمسرح ؟ 

لا لم تؤثر لأن التذوق المسرحي لها طابع خاص للجمهور وللممثل نفسه لأن الممثل يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر. 

 استاذي كامران ممكن تذكر لنا ابرز اسماء المخرجين المسرحين في أربيل ؟ 

 هناك اسماء كثيرة منها صباح عبدالرحمن ، طلعت سامان ، سعدون يونس ، زيلوان طاهر، يوسف عثمان ، كاروخ ابراهيم ، هيوا سعاد ، فرهادشريف ، محمد جميل .

سيدي ما هي نشاطاتكم بمناسبة يوم العالمي للمسرح العالمي في 27 \ 3 \2017 ؟ 

 نقيم (مهرجان أربيل للمسرح ) الرابع تستمر 10 ايام يشارك فيها فرق مسرحية عالمية وعربية ومحلية وتقام ندوات مسرحية وتصدر مجلات خاصة بهذا الحدث وتوزع جوائز المختلفة .


سيدي .. هل لديكم اية توجيهات او توصيات للجيل المسرحي الجديد ..؟

نعم .. الحقيقة انا انصحهم بالاكثار من التدريبات والتمارين التي من شا'نها ان تعمق تجربتهم وخبرتهم في الاداء المسرحي ، وكذلك انصحهم بالاطلاع وقراءة المسرحيات من الا'داب العالمية لا'ثراء مخزونهم من الثقافة المسرحية.








------------------------------------------
المصدر : جيهان شيركو \ اربيل

السبت، 31 ديسمبر 2016

مسرحية "مليونير" تحظى بإقبال جماهيري كثيف السليمانية..

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

الـــمـــســـرح والـــكـفــيف

مجلة الفنون المسرحية





مســـرح والـــكـفــيف  

           نـــجـــيــــب طـــلال


- 2-

 رابــط
-------
فالإبــداع الانسـاني؛ هو ذاك الذي يـبقى خـالدا عـبر العقود والعـقود؛ وحينما نتلمس مضامينه وأبـعاده؛ كأنه دوّن وكتب الآن ؛ وفي زمان القراءة ؛ وبالتالي فكيف لا يبقى التراث الاغريقي؛ النابع من الأساطير؛ سيصبح نفسه أسطوره ؛ ومـا جـادت به قريحة مسرحـيـيو ذاك الزمان؛ لشيء مبهر ومثير للغاية ؛ومن خـلال الحوار الحاد بينهما والذي توقـفنا عـنده؛ نستشف غطرسة أوديـب وتـعـنـته ضـد القـدر وما تخـفـيه الآلـهة :

    أوديب : قـل ما تشاء فكلامك سيذهـب هباء
    تيرسياس: إذن أقول؛ بأنك دون أن تدري – تعـيش في تعامل  شائن مع                      أقرب  أهلك إليك؛ دون أن تعلـم إلى أية درجة من الشـقاء وصلت.
   أوديب : أتظن أنك تستطيع أن نقول أكثر من هـذا دون أن يكـلفك                          هـذا شـيئـا
        تيرسياس: نعم إذا كانت الحقيقة تملك بعض القوة .
  أوديب: عندغـيرك؛ لا عندك أنت؛ كلا؛ ليس عند أعمى  روحه ؛ أذناه  
        مغلقة  مثل عينيه .
 تيرسياس:لكنك أنت أيضا؛ لست إلاّ شقـيّا؛ حينما توجه إلي إهـانات
             سيوجـه   إليك   مثلـها عما قريب هـؤلاء الـناس.
 أوديب: إنك أنت لا تعيش إلاّ من الظلمات؛ فكيف تستطيـع إذن أن
        تـؤذيني أنا أو أي إنسان مثلي يبصـر ضوء النهار ؟ (1)

فرغـم الاهانات السخرية التي تلقاها – تيرسياس- فكانت الإجابة الضمنية- لأوديب- أنّ الحكمة في البصيرة لا في البصر. وهذا تفسير مبدئيّ وتحدي للإعاقـة ؛ باعـتبارها دافعًا للحكمة والفلسفة والإبداع. تم انصرف بهدوء؛ بعدما طلب من غلامه ذلك؛ وتيرسياس يلقي بنُذرِ وكلمات يلفـّها الغموض؛ مما جعل الّشّك يتسرب إلى نـفس أوديب؛ الذي لم يدرك أن العرّاف يعني تماما ما يقول؛ كما أنه لم يأخذ اتهام العـراف لـه على محمل الـجـد.

 الحــضور والتنويـع
***************

ونجـد الكفيف - تيرسياس - حاضرا بقـوته في مسرحية [ أنتيغـون] لسوفـوكليس؛ بحـيث : يمثل في المسرحية الآلـهة؛ ويبدأ تيريسياس حواره مع كريون؛ بتحذيره من انتهاك حـرمة الموتى؛ لأن الآلهة من دأبها أن تسوق التحذير قبل أن تُنزل العقاب......  وتيريسياس يعلم أن هـناك انتهاكا لقانون الأرباب؛ وهـو يخـبر- كريون - بما يشبه الإنـذار؛ بأن الآلهة غضبت من قراره الجائـر؛ ومن مسلكه الآثـم؛ ولكن "كريون"يـفشل في فـهم التّحذير الذي ساقـه " تيريسياس" وبدلا من أن يشك في سلامة قراراته وصحة تفكيره ؛ يعتقد أن الـعـراف يهاجـمه: " أيها الشيخ؛ أنتم جميعا مـِثـْل حملة الأقواس تتخذون مـنّي هدفا لكم؛ وهاأنذا عـرضة لهجومك ؛ حتى عـن طريق النّـبوءة "(2)
أما أريستوفانس؛ فلقد ألـف سنة 338 ق م مسرحية " بلوتوس " " إله الثروة والجاه عند الإغريق" وتـعـد بـحـق نموذجا فريدا ومتميزا عن السحب أو الضفادع أو المهزلـة... من صنف   الكوميديا الوسطي ؛ ومن خلال الحبكة نستشف روعة هـذا النص::.... و عـند خروج خريميلوس بائسا من المعبد يقابل شيخا كـفيف ، فيبتهج و يحاول باللطف تارة و بالتعنيف تارة أخري اصطحاب الشيخ الضرير إلي منزله ، بناء على نصيحة الإله أبوللو . و لكن الشيخ الضرير يضطر في نهاية المطاف إلي الاعتراف بأنه الإله بلوتوس و بأن زيوس قد جعله ضريرا رغبة منه في إيذاء البشر و إبقائهم تحت سيطرته .و يسعي خريميلوس جاهدا من أجل أن بسترد بلوتوس بصره ، كي يتمكن من أن يهب الثروة للشريف و ذي الخلق القويم ، و يمنعها عن المحتال و الوغـد الزنيم ، و هو الأمر الذي لا يستطيعه بسبب فقدانه للبصر الذي جعله يهب الثروة للأشرار و يمنعها عن الأخيار .غير أن بلوتوس يخشي إن هو استرد بصره أن يثير غضب زيوس و حفيظته عليه ، لكن خريميلوس يقنعه بأنه لو استرد بصره لصار أقوى من زيوس نفسه ، فيوافق الشيخ علي مضض علي الذهاب مع البطل إلي معبد أسكليبيوس كي يشفيه و يرد له بصره . و تتدخل ربة الفقر في الأمر محاولة إفراغ خريميلوس ، و مبينة له العواقب الوخيمة التي سوف تترتب عـلي عودة البصر إلي بلوتوس ...(3) وهناك أعـمال متعـددة يصعب حصرها والترصد إليها؛ وبالتالي إذا كان الكـفيف في المسرح حاضرا حسب الوجهين السلبي/ الايجابي. فما يقابل [في] هـناك[ عـلى] التي تفيد الاستعلاء، فوق الشيء وقد تفيد أيضاً السببية، و تأتي بقصد الاسْتِدْرَاك .فما معنى هـذا إجرائيا وليس لغـويا؟

  قـول  بـعـد القـول:
  ************
أشـرنا بعجالة للمسرح والكفـيف ؛  وذلك تبيانا أن هـنالك نـوع من المسرح؛ و لا أحد ينتبه إليه؛ باستثناء قلـة قليلة ؛ ربما السبب يعـود لغياب إعــلام مكثف حولـه؛ والقضية تتعلق بالعالم العربي برمـته ؛ وإن كانت بعـض الأقـطار؛  تحاول حـسب ما تمليه الظرفـية مساعـدة بعض الجمعيات المهتمة والممارسة؛ لـهذا النوع وبالتالي من حيـث الممارسة الإبداعية ؛ قلنا بأن هناك
1] كـفيف في المسرح
2] كـفيف على المسرح
فـهـذا الــتقسيم؛ فرضته طبيعة الموضوع الذي لا ينفلت عن[ في / على] ماهـــو كائن في المشهد المــــســرحي الـــعـــربي؛ وبالتالي سنحاول مناقشة :

الكفيف عـلى المسرح:
***************
فانطلاقا من مما يُسمعه الكفيف من  كلام السخرية أو مـا يدل على الشفقة والرحمة، أوالتهميش والتحقير الذي يشعر به في وسطه الاجتماعي؛ فمن الطبيعي أن يخلق له ردود فعل حسب اللحظة والظرفية التي يكون فيها؛ ليحقق ذاته عبر عالمه الخاص به؛ وترجمة ما يشعر به في عالمه غير المرئي، ليواجه به الطرف الآخر أو يصوغه إلى رموز ومصطلحات خاصة يختزنها ؛ لكي يستخدمها أثناء تعـبيراته الواقعية . متحديا عبركل طاقاته الموهوبة؛  كـل ما يحيطه من أجل السمو الارتقاء في الوسط الاجتماعي؛ وذلك لمحاولة إبطال سببية التهميش؛ هذا من زاوية؛ ولكم من زاوية أوسع ، حينما يكون التهميش من أعلى المستويات ومن الجهات المسؤولة؛ والتي لها الدور الأساس في حماية ورعاية الكفـيف؛ فالوضع يختلف ؛ من حـيث التحـدي وترجمة ما يشعر به الكفيف؛ ولاسيما أن: العمى ليس عـائقا؛ وليس  مرضا  وليس عيـبا ؛ إنه شكل آخر لرؤية الـعالم  ؛ بل إن الظلام أكثـر نورا من نور الإبصـار)4) ومن هـذه الـزاوية؛ فجملة من الشباب الكفيف؛ حاول اقتحام الركح والاعـتلاء فـوقه؛ للتعبير عن معاناتهم وهـمومهم؛ عـلـّها تصل لتلك الجهات المسؤولة ؟ ولاسيما أن الكفيف لا يتوفر في العالم العربي على جهات ضاغـطة خارج المؤسسات الرسمية؛ وبرؤية أهل الاختصاص والمتابعة نجـد أن التقـرير العالمي حول الإعاقة لعام 2011، الصادر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، تعـذّر وصول الأشخاص ذوي الإعاقة في الكثير من الأحيان إلى البيئة المبنية ووسائل النقل ونظم المعلومات والاتصالات (التقرير العالمي حول الإعاقة: الملخص، الصفحة 10). ويُمنع الأشخاص ذوو الإعاقة من التمتع ببعـض حـقوقهم الأساسية، كالحق في البحث عـن عمل أو الحـق في الرعاية الصحـية، بسبب عـدم توفر وسائل نقـل يسهل عليهم استخدامها. وما زال مستوى تنفيذ قوانين الوصول متدنياً في العـديد من البلدان وغالباً ما يحرم الأشخاص ذوو الإعاقة من حقهم في حـرية التعبير بسبب عدم إمكانية وصولهم إلى نظم المعلومات والاتصالات (5) وبناء عـلى العديد من المعطيات السلبية؛ منها أن المؤسسات المهتمة  تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطق الخيري في أحسن الأحوال؛ وليس بالقانوني والحقوقي.وكذلك المراكز المهتمة بذوي الإعاقة البصرية قـليلة جدًا ؛ وتعـدُّ على أصابع اليد الواحدة في كل قـطر عـربي؛ مما لا ترضي ذات الكفيف ولا طموحه، ولا سيما أن المكفوف بحاجةٍ إلى مركز تدريب أكثر. من هنا ؛ يظل  في شرنقة الحـيرة؛ بين القوانين و المجتمع  والرغـبة من محاولة لإفصاح عن قدراته الفنية والإبداعية؛ وكشف همومه الوجودية مع إعاقة المجتمع ؛ لقـدرات كـل مهاراته؛ فـإن تأمين سبل الوصول؛ كي يعيش الأشخاص  المكفوفين باستقلالية ويشاركون مشاركة تامة في المجتمع، على قدم المساواة مع سواهم؛ شرط أساس ؛ هو التحدي والاعتماد على النفس والذات؛ كل فئة أو جماعة بطريقتها وأسلوبها؛ ونلاحظ بأنه هناك من اتخـذ أسلوب النضال والإنزال طريقة لإثبات وجود الكفيف؛ وإيصال صرخته: قبل أن يسترسل قائلا: "إن المجموعة المناضلة اليوم في شوارع الرباط هي التي دوت صرختها الأولى يوم 29 غشت 2000 أمام الوزارة المكلفة بالمعاقين آنذاك، فواصلت المجموعة فصول نضالاتها المريرة تحت طائل القمع المقيت ورغم فظاعة الظلم، وهكذا كان نضالنا إبان النصف الأول من العقد الحالي متسما بالتحديات والمغامرات إذ تراوحت الأعمال النضالية بين اعتصامات في مواقع عدة ومسيرات احتجاجية وإضرابات عن الطعام، وقد بلغ اليأس بالمجموعة إلى حد الإقدام على الموت إحـتراقـا..(6) وهذا أسلوب يكشف بأن الإعاقة لا يمكن أبدًا أن تكون حجر عثرة في طريق أصحابها؛ علما أن الحـقـوق تنتزع نزعًا. إلا أن الإشكالية في  توعية المجتمع بهذه الفئة ولإظهار قدراتهم حيث نريد تغـيير نظرة المجتمع نحو الكفيف بكونه اتكالي ؛ سلبي ؛ عـالة عـلى نفسه ومحـيطـه؛ وما شابهها من الصفات! وللأسف الكثير لا يعي أن الكفيف فقد البصر وليس البصيرة وقـد يحتاج لترتيبات معيّنة وبرامج مساعدة؛ ليس إلا ! لأن المجتمع العربي بشكل عام بطبيعته مجتمع يتأسس ويتبلور على أحاسيسه ومشاعره ويفتقد التفكير الموضوعي والعقلانية، لذلك فهو يُدخل المشاعر إن كانت شفقة أو رحمة في معاملته مع الكفيف، لأن جـل المكفوفين الذين سمحت لهم الظروف للتعبير عما يخـتـلجهم؛ قـد أجمعـوا على  أن العـقبة القصوى تكمن في ثقافة المجتمع. ثـقافة تجهل التعامل تماما مع المكفوفين: فالنظرة المجتمعية للكفيف وعدم الاكتراث بحقوقنا من جانب الأجهزة التنفيذية هو أكثر ما يواجهنا. والأمر يتطلب منا الاعتماد على الذات في الحصول على حقنا والضغـط بكل ما نملك للحصول على أحقيتنا في الاستقلالية (7) وهذا من ضمن السبب والأسباب التي فرضت على الكفيف أن يحقق [ على] ليقـتحم المجال المسرحي؛ لكن ليس بالصورة المرجوة؛ ولا بالانتشار الواسع عبر المناطق والجهات؛ لأن الحلم دائما ينكسر على عتبة التحـديات وثقافة المجتمع الذي يجهل أبسط  الحقوق تجاه ذوي الحاجات الخاصة بشكل عام؛ وليس الكفيف وحده ؛ وإن كانت وضعية الكفيف أكثر تعقيدا من حيث التواصل والمشاركة . وبالتالي فانخراط هـذا الأخير في عوالم الإبداع المسرحي ؛ ليس مصدره الأساس مباهاة بل لسد حاجاته ورغباته العملية والنفسية أولا. وللتعبير عـن أفكاره وقضاياه؛  لخلق عالم مركـب متماسك ومتناسب بالنسبة لذاته وفي ذاته؛ لتصوير وتقديم  جملة الخبرات في صورة مقنعة؛وبالتالي نجد بأن المحيط المصري؛ يضم بعـضا من المكفوفين الذين انخرطوا وأسسوا فرقا مسرحية كفرقة المفتحين والشروق ؛ أو في بعض الدول العـربية نجد مؤسسة - النور- هي التي تتزعم بادرة الفعل المسرحي؛ لتلامذتها المكفوفين؛ وكذا بعـض الدول الخليجية؛ حتى أنها استطاعت تنظيم مهرجانات للمعاقين؛ وهاته من حسناتها الإنسانية؛ والتي لا يمكن أن نغفلها؛ وإن كان وبكل أسف شـديد، أن العديد من المسرحيين العرب يحضرون التظاهرات المسرحية المنظمة بالخليج؛ ولا أحـد منهم ؛ حاول كتابة سـطر أوتعريف أو مساندة لمسرح المكفوفـين؟ لآن الارتزاق ثم الارتزاق ! لا يترك بوابة للتفكير ولا للمبادرات. حتى أن الذي آمن بالمكفوفين؛ ويؤكد ارتباطه الحـميمي بـهم . فحينما نتعمق في كتابه [ إنما نحن ... جوقة العميان ] يفاجأ القارئ بعـبارات عامة؛ عـبارات فيها مزايدات كذلك؛ ولا تفي بالعرض أمام المهتم ولا في حق الكفيف الممارس! ولنتـمعن قـوله:... شاركوا في أداء عرض مسرحي ضمن المنافسات المسرحية التي  يقيمها تعليم الرياض (يونيو/ حزيران2010) العـرض المسرحي حـمل عـنوان – مصاعب الحياة – وقدمها طلاب ثانوية الأندلس. أبدع المكفوفون فنيا؛ بينما كثير من المبصرين لا يستطيعون منافستهم في إبداعاتهم...(8) خبر سطحي وعام ؛ ولا يشفي الغـليل ولا يذكي أنه فعلا تربطه علاقة حـب ومودة بالمكـفوفين على الأقل كان بالإمكان ذكر بعض الأسماء المشاركة في العرض؟ ومن صاحـب العمل تأليفا وإخراجا ؟ ونبذة أو مخلصا عن العـمل ؟ وهاته الصورة عامة في الإعلام العربي؛ وعند الباحثين؛ وهذا لـه علائق بالخلفية الذهنية العربية تجاه الكفيف . والآمر ليس وليد اليوم بل منذ بروز جمعيات للمسرح المكفوفين في بداية التسعينيات من القرن الماضي: وحسب معلوماتي كانت في أوائل التسعينات فرقة موسيقية وفرقة مسرحية تضم بعض المكفوفين من أصحاب المواهـب الفنية المسرحية التي نالت إعجاب الجمهور، ثم اختفت رغم وجود هؤلاء الفنانين الذين يتمنون إعادة نشاط الفرقة وتقديم الأعمال التي تبرز قدرة وموهبة الكفيف في المسرح والغناء ويجب على الجهات المختصة عدم تجاهل الفرق الفنية المكونة من المبدعين المكفوفين وإتاحة الفرص لهم لممارسة عملهم الإبداعي الواعي.... ومن غير الإنساني أن نجعـل الكفيف مهملاً في زاوية من المجتمع وكأنه إنسان عديم النفع، إن الجمهور اليمني، جمهور واع ومشجع لكـل عـمل فني جـيد يقدمه فـنان كفـيف أو فنان سليم، وعندنا إمكانيات مسرحية نادرة ولكن أمامها عـقـبات يجـب معالجتها (9) فمعالجة العقبات؛ ترتبط بتفعيل المؤسسات؛ عبر القوانين والضوابط المساهمة في ازدياد الثقة للمكفوف؛ وتدعـيمه لممارسة إبداعه فوق الركح ويستطيع أن يعتلي خشبة المسرح بكل حـرية وتلقائية؛ فرغم العراقيل؛ فالعديد من المكفوفين بإرادتهم حاولوا اقـتحام الركح والاعتلاء عليه للتعبير وممارسة شغبهم وهوايتهم الدفينة؛ ولا سيـما أن المسرح فعل اجتماعي ؛ تشاركي؛ يحقق لممارسيه قدرات خاصة؛ وشعور نفسي معين؛ وبالتالي فالكفيف عـلى المسرح يساهـم في تطوير مهاراته وأدواته والتي بدورها ستساعده على تجسيد الشخصية بأفضل صورة ؛ وكذا تنمية حواسه غير البصرية وتدريبها؛ مما  تمكنه من التعرف على الأشياء المحيطة به، وتساعده على الإدراك. ولا يمكن للكفيف أن يعرف الأشياء من حوله كالأسوياء، ولكن قـدرته على الإدراك تتطور وتنموأساسا بعمليات التدريب المستمرة وبالتالي فالـتداريب والمـمارسة .: لم تغـير منظور الممثلين المكفوفين لأنفسهم وزادتهم ثقة في أنفسهم فحـسب، بل أثبت بعـض من هؤلاء المكفوفين بعـد تجربته المسرحية، تحسنه بل تفوقه الدراسي... بل قد تغيرت حتى نظرة عدد من أفراد المجتمع إلى هؤلاء الناس، الذين غالبا ما ينظرالى مصيرهم في الحياة كقراء للقرآن في مداخل الجوامع وعلى المدافن أو متسولين في الأزقة و الشوارع (10)

إحــــالات :

1) سلسلة التراجيديات اليونانية -1- تراجيديا سوفـقـليس: ترجمة عـبد الرحمان بدوي ص 110/111
2) نظرية الدراما الإغريقية لمحمد حمدي إبراهيم  ص 182/183 الشركة المصرية  العالمية للنشر- لونجمان - ط 1/ 1994
3) نـــفـس الإحـــالـــة ص 255
4) كتاب إنما نحن ... جوقة العميان للتركي الدخيل  ص30 الناشر مدارك الإبداع / بيروت - ط 2/ 2011
5) اللجـنة المعـنية بحـقـوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدورة الحادية عشرة- 30 / مارس – 2014 البند 10 من جدول الأعمال المؤقـت
6) تصريح هشام البوكيلي عـضو المجموعة الوطنية للمكفوفين المعطلين-  لشبكة الكفيف العـربي في 14/ 05 / 2007 "ا لمكفوفون المعطلون بالمغرب بين تحديات الإعاقة وسوق الشغـل كتبه: رحمة بوشيوع الجـوهري
7) تصريح أحلام جلال وكيل مدرسة النور للمكفوفين بالاسماعلية: لجريدة الوفـد  - تحقيقات وحوارات تقرير: ولاء وحـيد-24  / 10/ 2015
8) انظركتاب إنما نحن ... جوقة العميان للتركي الدخيل  ص63/64 الناشر مدارك الإبداع / بيروت - ط 2/ 2011
9) عبقرية الكفيف المبدع :لزينب حازم - جريدة 14 أكتوبر في 27/03/2007 عـدد 13708
10) الربيع العربي في الصندوق الأسود: مسرح مكفوفي البصر في سيدي بلعباس-    
     صحيفة القدس العربي بقـلم إدريس الجاي: 2012-12-30

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption