أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في لبنان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في لبنان. إظهار كافة الرسائل

السبت، 6 يناير 2024

كوميديا تنَين تنَين : جماليات الترقب والكشف من أجل عائلة سعيدة

مجلة الفنون المسرحية


كوميديا تنَين تنَين :  جماليات الترقب والكشف من أجل عائلة سعيدة  

الخميس، 28 ديسمبر 2023

عرض "إذا هوى": رثاء مدننا الهاوية

مجلة الفنون المسرحية


عرض "إذا هوى": رثاء مدننا الهاوية

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023

قاسم إسطنبولي يطلق مهرجان المسرح الفلسطيني في المسرح الوطني اللبناني

مجلة الفنون المسرحية


 قاسم إسطنبولي يطلق مهرجان المسرح الفلسطيني في المسرح الوطني اللبناني 

الاثنين، 4 ديسمبر 2023

إطلاق مهرجان تيرو الفني الدولي في المسرح الوطني اللبناني

مجلة الفنون المسرحية 


إطلاق مهرجان تيرو الفني الدولي في المسرح الوطني اللبناني 

الجمعة، 27 أكتوبر 2023

قاسم إسطنبولي يعرض مسرحية قوم يابا في بيروت وطرابلس تضامناً مع غزة

مجلة الفنون المسرحية


قاسم إسطنبولي يعرض مسرحية قوم يابا في بيروت وطرابلس تضامناً مع غزة 

الجمعة، 22 سبتمبر 2023

قاسم إسطنبولي يُطلق مهرجان لبنان المسرّحيّ الدّوليّ للحكواتي بدورته الخامسة

مجلة الفنون المسرحية 

قاسم إسطنبولي يُطلق مهرجان لبنان المسرّحيّ الدّوليّ للحكواتي بدورته الخامسة

الأحد، 3 سبتمبر 2023

إختتام فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس بفوز ليبيا والبرتغال والعراق

مجلة الفنون المسرحية


 إختتام فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس بفوز ليبيا والبرتغال والعراق

السبت، 2 سبتمبر 2023

إطلاق مهرجان صور المسرحي الدولي بمشاركة عربية وأجنبية

مجلة الفنون المسرحية


 إطلاق مهرجان صور المسرحي الدولي بمشاركة عربية وأجنبية

الأربعاء، 30 أغسطس 2023

إفتتاح مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس بمشاركة عربية وأجنبية

مجلة الفنون المسرحية 
إفتتاح مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس بمشاركة عربية وأجنبية 

السبت، 26 أغسطس 2023

جمعية" تيرو" ومسرح اسطنبولي أطلقا فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس

مجلة الفنون المسرحية 



جمعية" تيرو" ومسرح اسطنبولي أطلقا فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي في طرابلس

الجمعة، 21 يوليو 2023

جورج.. خبّاز المسرح وعجينته / مصطفى أمين

مجلة الفنون المسرحية


جورج.. خبّاز المسرح وعجينته


"نحن شعب عنّا طلب عالتشيبس أكثر من المسرح بكتير".
(جورج خباز)

من "ينقرش" التشيبس بدلاً من مسرحيات جورج خباز لن يستطيع فهم المجتمع اللبناني في أيّ وقت كان، وحتماً سيُصاب بالقرحة الفكرية.

يحضر طيف الرحباني، كما عادل إمام ودريد لحام، وأداء شارلي شابلن على مسرح خبّاز. مثلاً، فكرة المخرج السينمائي الفاشل والمنتج التجاري التي نراها في مسرحية خباز "بالكواليس" (2016)، قدمها الرحباني سابقاً في "شي فاشل" (1983). أما مسرحية "شو القضية" (2008)، فهي بمثابة نسخة للنصف الثاني من مسرحية "أنا وهو وهي" (1963) التي كانت أولى المسرحيات التي مثّل فيها عادل إمام، فضلاً عن حركات شارلي شابلن وأسلوب سيره. في مسرحية "البروفيسور" (2010)، أخذ خباز فكرة أغنية "كوباكابانا" في الأغنية الأساسية المحرّكة للعمل المسرحي. في مختلف مسرحياته، كانت قصص الحب محرّك العمل، وفيها تجد قضايا المجتمع والإنسان اللبناني.

إنّ جورج خبّاز ليس عنصراً فنياً أو مسرحياً منفرداً أو مقتطعاً من إطار "البازل"، بل هو (إن صح التعبير) لعبة "بازل" كاملة في قطعها الجزئية أو في هيكليتها الكلية. خبّاز خشبة مسرح متنقلة، يصيغ فناً شاملاً، انطلاقاً من اللغة، والحوار، والشخصيات، والديكور، والأغاني، وكلّ ما يتعلّق بالفنون السبعة عموماً.. حيث إنّ المسرح عند خبّاز ليس هو الفن الرابع في تصنيف الفنون، ولكنّه الفنون السبعة كلّها.

صحيح أنّه خباز المسرح وعجينته ولكن حتى المخبوزات يشوبها بعض من عيوب الخبّاز، سنعالج انطلاقاً من ذلك عجينة الخبّاز بصحيحها وعيوبها.

إنّ الخباز عالج بجرأة في مسرحياته موضوعات تمثّل تابوهات اجتماعية آنذاك، والبعض يعتبرها حتى الآن كذلك. فعلى سبيل المثال عالج العلمانية بوصفها الخلطة السحرية لخلاص لبنان، إذ إنّه يتألف من ثماني عشرة طائفة، فلا يمكن تطبيق ثماني عشرة شريعة أو دستوراً على بلد واحد، لذلك نادى بالعلمانية، لأنّها الإطار الأسلم للحكم في لبنان، تحت سيادة الإنسانية ومبدأ الاهتمام بالعنصر البشري الحرّ.

أيضاً عالج سرديات الذكورية بأسلوب ساخر، موضحاً أنّنا لم نختر جنسنا من حيث الجندر، وبناءً على ذلك كلّ إنسان مفوّض تلقائياً بالقيام بمهماته الاجتماعية، بعيداً عن تصنيف جندري، يلبسنا إياه المجتمع بصفة إسقاطية تخنقنا وتجبرنا على قياسات محددة... وما يدعو إليه هنا، هو الالتزام بالراحة مع الجندر الفطري، دون ضغوط اجتماعية من هنا وهناك.

أيضاً شغلت فكره، وبوضوح، مسألة العدالة الاجتماعية، إذ دائماً ما كان يلبس ثوب الإنسان البسيط القلق على رزقه المثقل بواجبات مادية بغنى عنها، بالإضافة إلى المقاربة بين البساطة وبين الرفاهية. هنا "الخبّاز" لم يشأ أن يتبنى بتحيّز اتجاهات الرأسمالية أو الاشتراكية باتخاذ أحد منها ثقافة للعمل المسرحي، بل وضع الثقافتين معاً أمام بعضها البعض ليتجلّى للمتلقي ما يناسبه، مع ميله المضمر إلى الاشتراكية. ولكنّه قرّر أن يترك الخيار والحرية للمشاهدين في الليبرالية المسرحية، إذ إنّ نظام لبنان السياسي هو ليبرالي في الأساس، فضلاً أنّ الحضور من الطبقة المتوسطة آنذاك.

الخباز عالج بجرأة في مسرحياته موضوعات تمثّل تابوهات اجتماعية آنذاك، والبعض يعتبرها حتى الآن كذلك

بالإضافة إلى ذلك أقلقه المصير، إذ دائماً ما عالج موضوعات الحياة والموت، وما بينهما من أسرة، وزواج، وتناسل.. حيث إنّ الحياة نحياها ولكن لم نتخذ موقعنا الوجودي فيها، ظاهراً غضبه أو استياءه الميتافزيقي حيال الحياة والموت على حدّ سواء. فبالنسبة له يعود الموت ليخطف حياتنا وما حيينا لأجله، فيدين نتيجة ذلك ليس فقط الحضارة والدمار، ولكن فكرة الخلق، متبنياً موقفاً عدمياً حيال المصير بطريقة أو بأخرى.

مسألة الله عند "الخبّاز" ليست رمادية أو ضبابية كما تبدو في أعماله المسرحية، بل هو موقف قصدي يدلّ على تحييد الله عن عالمنا، إذ يعتبر أنّ الله موجود بالفعل لا خلاف على ذلك، ولكنّه صامت لا يتدخل، مشيراً بذلك إلى أنّ الله صناعة فردية، أي من ذات الإنسان نفسه، ولا يشترط بالضرورة وجوده خارج ذواتنا.. كما يعتقد إذا كان الربّ موجوداً ولا يتدخل فلا داعي لوجوده، متبنيّاً بذلك موقفاً عدمياً حيال القدر وتبعاته.

هناك تحيّز أظهره "الخبّاز" بوضوح على خشبة المسرح في أكثر من مسرحية، وهو قضية "الاحتلال التركي"، محمّلاً إياه التقسيمات الإدارية والجغرافية للبنان، متجاهلاً أو متناسياً في المقابل قضية "الاحتلال الفرنسي"، فهما وجهان لعملة واحدة؛ تدخل أراضي غير أراضيها ولا تشيع فيها الرضا والسرور.

من حيث الأداء، كان "الخبّاز" أنانياً بعض الشيء، إذ إنّ كلّ الحوار الكوميدي لا يأتي إلا على شخصيته ولسانه، مع العلم أنّ الشخصيات حوله ليست كوميدية بالمطلق، ولكن تدعم بطريقة ما حواره الكوميدي وتفرّده به، ما قد يثير في المشاهد السأم أحياناً.

أيضاً برز في الأداء الأسلوب الجنساني، ليس من محور موضوعاتي، بل من محور الأداء الذي يعبّر فيه عن حرية المسرح، فالمسرح دون إيحاءات جنسية يفقد سلطته المتمردة والصريحة، فيغدو مدرسة تقليدية متزمتة.

بالإضافة إلى ذلك برع "الخبّاز" في قولبة اللغة بالجناس اللغوي، واللعب على المبنى والمعنى على حدّ سواء، دون أن يتبنى نظرية لغوية نقدية من حيث تفضيل المبنى على المعنى، أو العكس، كما في الشكلانية الروسية اللغوية التي تُعنى بالموضوع هذا. كانت اللغة تحسيناً بديعاً لخدمة القضية المعالجة في المسرح دون مبالغة في أركانها وعناصرها واتجاهاتها.

أمّا بالنسبة للأغاني حقيقةً فهي أفكار مغنّاة، وليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالقصيدة الشعرية أو الغنائية، أفكار تُغنّى، تكسر روتين المسرح، وتعزّز تثبيت سيناريو المسرحية في الأذهان.

وقع "الخبّاز" في تكرار "آفاياته" اللغوية والإيمائية ما وضعه على خشبة خبز "كليشة"، صارت مسرحياته مكرّرة من حيث الموضوعات والتأدية، فمن يشاهد على الأقل ثلاث من مسرحياته يفهم التنميط المسرحي الذي سقط فيه "الخبّاز".

أظهر "الخبّاز" في أدائه تحكّماً بارعاً في جسده، متماثلاً بلا وعي منه مع شارلي شابلن فغدا هو ذاته، ولكن بنسخته العربية "شابلن العرب"، على الرغم من إنكاره لذلك مراراً وتكراراً، ولكن القرار ليس له، بل على وجه الدقة للمتلقي والناقد. ما أكسبه بذلك ابتكار الجمع بين الشرقي والغربي، ليكون العمل متجانساً لا متناقضاً، خفيفاً مرحاً دون تثاقل أو تشويش يعوق الرسالة الجمالية للمتلقي.

إنّ أعمال الخبّاز عموماً كوميدية تخرج ضحكات عفوية وآنية، يتركها المشاهدون في القاعة عند خروجهم ليعودوا إلى مشاكلهم الروتينية. حيث يربط بين ما شاهدوه في الداخل وما يواجهونه يومياً في الخارج بطريقة استعراضية، ويردّد ما يقوله الناس يومياً، أو ما يقرأه في الأدب والفلسفة، أو يعيد إنتاج ما سبقه إليه الآخرون من طيف المسرحيين العرب والأجانب، ولكن بأسلوب خاص يدمج بين الشرق والغرب.. لكنّه لا يشرح أسباب وسرديات النتائج؛ يكتفي فقط بالتوصيف الظاهراتي للأمور، وكأنّه يفسّر المجتمع اللبناني، بناءً على المدرسة الظاهراتية في الفلسفة. أن يتعدّى تقييم أعماله خانة الكوميديا، بوصفها رائدة وعبقرية، فهذه مسؤولية تقع على قائلها وعلى الخبّاز إثبات ذلك.

وباختصار يريد خبّاز البحث عن الإنسان الحقيقي فينا لنبني وطناً. في كل مسرحية من مسرحياته يحزن شبيه تشارلي شابلن مرة أخرى، فيغنّي في مسرحية "هللأ وقتا" (2007): "قولك رح تاخدنا الريح/ ما بيكفّي للي راحوا/ سبق وشربنا الكاس وبكينا عل المقابر/ ما اشتقنا ع خطوط التّماس/ ولا اشتقنا عالمعابر/ حاج يضحكوا عل الناس/ للي بيحكوا عل المنابر".  وفي مسرحية "مش مختلفين" (2013): "ما نقّيت اسمي شو/ ما نقّيت شكلي كيف/ عادي ناصح والله ضعيف/ ما نقّيت أهلي مين/ ولا المذهب ولا الدين/ ما نقّينا نحنا مين/ ع شو دخلك مختلفين". ويحرّف في مسرحية "ناطرينو" (2014) النشيد الوطني اللبناني: "كلنا للوطن كلنا للعلم" فيغنّي: "كلنا عل الوطن كل واحد عندو علم/ كيف إلكن عين بهل الزمن/ تعيّشوا الناس بالألم".

إنّ مسرح الخبّاز كان مسرحاً واقعياً نابعاً من المجتمع ويصبّ إليه، عكف بدقة على تجسيد معاناة الأطر الإنسانية عامة، مع حفاظه على الموقع الوجودي للفرد اللبناني، فقد طبّق المسرح الوجودي الغربي على المسرح اللبناني ليغدو المسرح اللبناني الوجودي الذي يحاكي الواقع للإنسان الفرد اللبناني. ولكن مشكلة الخبّاز أنّه استنزف نفسه في المسرح "مياتو خلصو" رصيده الآن في الدراما أعلى مع فرص أفضل، وخاصة أنّ كل فنان إذا استنزف نفسه يكرّر بلا داع أو هدف.. فالخميرة المنتجة لعجينة الخبّاز اليوم ستكون على صاج الدراما.

العربي الجديد

الخميس، 20 يوليو 2023

الرواية الروسية "عنبر رقم 6" تتحوّل إلى مسرحية لبنانية مع عودة المخرجة رنين كسرواني الى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الرواية الروسية "عنبر رقم 6" تتحوّل إلى مسرحية لبنانية مع عودة المخرجة رنين كسرواني الى المسرح

الجمعة، 19 مايو 2023

المسرح الوطني اللبناني : الجوكر وحيداً والعرض مستمر .

مجلة الفنون المسرحية


المسرح الوطني اللبناني : الجوكر وحيداً والعرض مستمر . 

الخميس، 20 أبريل 2023

جيرار أفيديسيان : عَنِ الفَقْدِ توّاً / *الحسام محيي الدين

مجلة الفنون المسرحية


جيرار أفيديسيان : عَنِ الفَقْدِ توّاً  

الجمعة، 13 يناير 2023

بانوراما المسرح اللبناني 2022 : جدَل الذاكرة والمصير / الحسام محيي الدين

مجلة الفنون المسرحية


بانوراما المسرح اللبناني 2022 : جدَل الذاكرة والمصير 

ينقضي العام 2022 على مجموعة غنية من الرؤى النصّية  وهي تعبرُ إلى اللّعب على خشبات المسارح اللبنانية الشغّالة التي تمركزت غالبا في بيروت وكان من الجيد أن تتقاسم العروض فيما بينها في حركة مسرحية صحية إنما مُكلِفة لجمهور الاطراف التي تندر العروض فيها ، وحيث يجد الجمهور المسرحي المقيم هناك صعوبة بالغة في توفير الوقت وتأمين موارد النقل من والى العاصمة  في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تجتاح البلاد بالرغم من رفع شعار " كسر المركزية الثقافية " الذي اجتهد عليه مسرح قاسم اسطنبولي منذ سنوات . إجمالا ، أكدّت العروض أهميةَ الأفكار التي نقلتها إلى الخشبة ، معلنةً تمردها على الأحوال المأسوية السائدة في الوطن الصغير ، رافعة الصوت في وجه كامل الطبقة الحاكمة  التي أهلكت العباد والبلاد وأصابت الانسان في كرامته  وكينونته ، إنما انطلاقا من الثورة على الذات ونقدها والاعتراف بتشتتها وتخاذلها عن مواجهة الأزمات وإلزامية إعادة تأويلها بعمق لاستلهام الدروس والعبر ، بخصوصية درامية اختلفت فيها العناوين بين عمل وآخر ، لكنها انتهت مجتمعة إلى استحضار الذاكرة وطرح أسئلة المصير  تأسيساً على موضوعات اجتماعية مختلفة يمكن بسطها فيما يلي : 
مشاكل نفسية وعضوية : الوسواس القهري ، السرطان ، الاعدام ظلما ، السادية ؛ فلربما كان قدر اللبناني الذي يعيش دائما أزمات نفسية وعضوية وجودية في بنية الحياة الكريمة والعيش المشترك والطائفية والوثوق بالآخر، هو الذي ترجم هذا الاسقاط الواضح لهكذا تيمات على عدة عروض خلال هذا العام .
المرأة : أحوال الزواج ، الطلاق ، الحب والخيانة ، الجنسية ، الحضانة ، العنف الأسري ، مشكلة عاملات المنازل ، رؤاها الخاصة إلى تحقيق أهدافها في الحياة ، وغيرها مما تلقفته الرؤى الاخراجية بمنظور حداثي للقضية النسوية  المحلية ، تحوّلَ معه المسرح إلى متنفس أنثوي  وأفق مفتوح لتفسير آلامها  وتعزيز آمالها  في مواجهة المجتمع الذكوري .
الحرب الأهلية : لا تزال  فوبيا هذه الأزمة الوجودية حاضرة في النصوص ،  في ظل العجز عن التخلص منها حتى في عروض هذا الجيل المسرحي ، مما يشكل حقا هدف استشكال نقدي موسع يغوص في مسوغات وهواجس وحيثيات العودة إليها دائما ، إضافة إلى ما استجد من اأزمات متلاحقة حتى انفجار 4 آب الأخير ، مع التركيز على تفكيك وتأويل المسألة الاقتصادية ومسرحتها كوجه قاسٍ من وجوه تلك الأزمات .
 موضوعات رديفة : الضحك  والترفيه ، أو النقد الساخر في كل العروض  وبمستويات متباينة ، وهذا كان جيدا ومطلوبا على شباك التذاكر في مواجهة  شرسة مع السينما والتلفزيون والسوشيال ميديا صوتا وصورة لمسك الجمهور ، ثم عروض الطفل المقلّة جدا ، إنما النوعية في بناء شخصية الأخيرعلى إعمال العقل والتفكير السليم  ، إلى عروض أخرى اختبارية قيد التطوير ، تحاول تفسير بعض مفاهيم الوجود كعلاقتنا بالمكان والزمان  ، الوجود وما بعد الموت .  
من المفيد للقارىء ملاحظة كل تلك الموضوعات وبوضوح في شروحات موجزة للمسرحيات التي بسطناها أدناه ، مع العلم  بأن أفكارا متوارثة  قد كررها المسرح اليوم عما سبق وعالجه  منذ فترات ماضية تجاوزت عشرات السنين  وإن بتوليفات نصية جديدة ، مما يؤكد أن المشاكل البُنيوية التي يعاني منها البلد لا تزال هي نفسها حتى اليوم ، كما أن من العروض ما لم تقل كلمتها الفصل ، التي هي موقف ورسالة ، فيما يجب أن تصير إليه الأمور ويشكل الأفضل والأجدى للناس وإن نقلت ما يحدث في البلد  كما هو إلى الخشبة  . إلى ذلك ، عانى صانعو المسرح اللبنانيون من قسوة الظروف الاقتصادية وهم يلعبون البروفات والعروض في صالات مستأجرة عطفاً على أجور الممثلين وتكاليف الاعلانات والديكور والاضاءة  وكل ذلك بالدولار الاميركي  وتحت رحمة فواتير أصحاب المولدات  المرتفعة جدا ، وهو ما فسّر ازدهار العروض المنفردة ، سواء منها المونودرامات  أو الوان مان شو والستاند آب كوميدي ، حيث لعب الدافع المادي دوره في ذلك توفيرا لأجور العدد الزائد عن الممثل الواحد ، عطفا على الاقتصاد في السينوغرافيا واستبدال لوازم الديكور التي تواكب ما قد يتعدد ويتغير من مَشاهد في العروض العادية ، مع سهولة معالجة النص دراماتورجيا لشخص واحد لا عدة أشخاص ، إلى عامل نفسي مهم جدا هو طبيعة المبادرة الفردية التي تحكم شخصية اللبناني بشكل عام كمجاز لتوكيد نجاحه كإنسان مستقل ونوعي  إبداعيا ، مما انعكس بالتالي على صناعته لفن المسرح بشكل منفرد . كما ومن الواجب الاشارة إلى أن بعض العروض أعيد عرضها هذه السنة لما لاقته من إقبال جيد على شباك التذاكر ، والبعض الآخر تفاوت في وتيرة الاقبال علوا وهبوطا ، إلا أن " أبو الفنون " أكد بالاجمال أن له جمهورا مُريدا لا بأس به حيث أمكننا  رصد ستين عرضا مُقنعاً في لبنان خلال العام 2022  تزامن بعضها مع بعض في الحفلات ، كما مدد بعضها الآخر بعروض يومية  أو أسبوعية أو شهرية ، إنما متقطعة ، ندرج أهمها أدناه مع ملاحظة صعوبة التصنيف بينها في الأفضلية ، وأنه لا وجود لكلمة  فشل في كل ما عُرض هذا العام  إنما يمكن القول بوجود تفاوت بسيط بينها في المستوى الفني من النص إلى العرض ؛ فما نجح في النص  قد يكون  ضعيفا في السينوغرافيا ، وما نجح في الاخراج ربما تشوّش في الاداء ، وهكذا. كما يلزم التنبه إلى أنّ عروض المدارس والمعاهد والكليات هي نشاطات خاصة يندرج معظمها  في خانة الاحتفاليات والمناسبات الاجتماعية أو التدريس مما هو خارج البحث  في هذا المقام . خلال شهر كانون ثاني ، يمكن البدء بمسرحية سامي خياط  " ولو ؟! Walaw " ( تأليف وتمثيل وإخراج ) على مسرح " مونو " ، نصا كوميدياً ( وان مان شو )  تناول فيه مشاكل الحياة اليومية للمواطن الصالح ، فيما قدم لنا زياد عيتاني مونودراما " ستّ الدّنيا " ، قصة " أميرة " المرأة الثمانينية التي تستذكرُ الزمن الجميل في مدينتها خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات   بإخراج هشام جابر . وفي شباط عرضت مسرحية " تعارفوا "  على دوار الشمس ثم لاحقا في غير منطقة  كعمل  فكاهي لممثلين هواة يطرح مشاكل العنف والتنمر والطائفية والعلاقة بالآخر بشكل أو بآخر ، نص واخراج يحيى جابر ، وعلى مسرح المدينة قُدمت  " السبعة ودمتا " واستمرت حتى منتصف آذار من كتابة واخراج محمد دايخ من تمثيله وآخرين تتناول مجموعة أصدقاء يجمعهم عشاء ينتهي بكشف حقيقة كل منهم متساوين في صفات الخيانة والتلون ،  كما قدمت جمعية " شمس " ثلاثة عروض قصيرة هي : " نحن وناطرين نوح " كتابة كريم شبلي وسارة عبدو  ، تمثيل سينتيا كرم وفؤاد يمين ، " وكأن عايشين " كتابة جورج عبود إخراج هاغوب ديرغوغاسيان ، تمثيل يارا زخور ورامي عطالله ، ثم عرض  " أنا " كتابة نور سعد وتمثيل آية أبي حيدر وأحمد نبها في قصة حب تنتهي مأساويا في ظل انفجار 4 آب أيضا.  إلى شهرآذار حيث لُعبت  مونودراما " ألو " على مسرح مونو ، إخراج وإعداد " هاغوب ديرغوغاسيان " ، وفي آذار عرضت " طلب تعيين " دراماتورج باسل شلغين واخراج حمزة  حمادة على مسرح " دوار الشمس " ، أما في نيسان  فقد أدهشتنا مونودراما  " فولار "  للمُخرج  شادي الهبر ، نص ديمتري ملكي وتمثيل سوسن شوربا على مسرح المدينة : قصة " نورا " في مواجهة مرض السرطان الذي تقرر اطلاق النار عليه من مسدس في خطوة رمزية لمواجهته . وفي أيار قدم لنا قاسم اسطنبولي  " غيّر يا غزيّل " على خشبة المسرح الوطني في صور ثم في تواريخ  لاحقة في صيدا ، النبطية ، بيروت ، طرابلس ، يحاكي فيه واقع المواطن المسحوق اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بسخرية وألم ، دراماتورج وإخراج جنى الحسن . اسطنبولي هو ظاهرة مسرحية  فردية نوعية في تاريخ المسرحين اللبناني والعربي تستحق بحثا متكاملا  في غير هذا المقام . وخلال شهر تموز عُرضت " الثقب الاسود " تأليف واخراج هاشم عدنان في بلدة القبيات العكارية  وهي تطرح نظام الكفالة وظلم خادمات المنازل وتهميشهن وهضم حقوقهن  ، وفي آب  قدم لنا مسرح أشبيلية في صيدا مسرحية  " لأ مش عيب " كتابة واخراج رشيد حنينة ، تتناول مواضيع ومفاهيم اجتماعية كالصحة الجنسية والانجابية  والمخدرات وتربية الناشئة ، إلى مسرحية " اليوبيل " في زحلة لمناسبة مئوية إعلان لبنان الكبير ، بلوحات راقصة مبدعة ترجمت دور المدينة وقيمها الانسانية وتطورها التاريخي حجرا وبشرا بإخراج جورج كفوري ، كوريغرافيا شانتال راباي ، إلى مسرحية " العادلون " لألبير كامو على مسرح معبد باخوس في بعلبك إخراج كارولين حاتم ؛ تتواءم  والواقع اللبناني في عرض بطولات المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي والانتفاضة بوجه الطغاة . وعرضت  " أنا كتير طبيعي " في أيلول على خشبة " جمعية زقاق " لأنيس ناصر الدين في تجربة اخراجية أولى ومن كتابته حول رجل مريض يمارس الايذاء والسادية القاسية في قالب كوميدي على الخشبة ، وعرض " بالزمانات " لرشيد حنينة على مسرح اشبيليا / صيدا تتناول إقفال دور السينما في صيدا منذ عام 1945 .  إلى تشرين أول ، حيث شارك ممثل الايماء الشهير فائق حميصي ، أبو المسرح المدرسي وأحد رواده العرب اليوم ، في عمل بعنوان " فرحة " لكارل حديف وجوليان بطرس  في سينما رويال برج حمود في تجربة مسرح انغماسي تسلط الضوء اجتماعيا على منطقة مهمشة وأبنية مهجورة لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومنها سينما " لورويال " نفسها، ثم قدمت على مسرح دوار الشمس ، مونودراماتان هما " بيروت طريق الجديدة " ، و " بيروت فوق الشجرة "  كلتاهما من إخراج يحيى جابر تمثيل زياد عيتاني ، ومونودراما  " كوكو ماك ماك .. يلا انطلقنا " تأليف واخراج  نبال عرقجي تمثيل كارين مكاري على مسرح مونو  في رسالة قوية للتشبث بلبنان رغم كل شيء .  مونودراما " الجسد الذي  أسكن فيه "  بطولة وإخراج زاهر قيس في إسقاطات نفسية على الجسد الانساني في فضاء حركي وبالتزامن مع الموسيقى  وذلك في جمعية " بيت سرمدى " بتلون / الشوف التي ترفع بجدارة ووعي شعار العمل المسرحي في الريف ، ثم عرض " توك توك " على مسرح مونو ، إعداد وإخراج أنطوان الاشقر وهو يتناول  ست شخصيات تعاني " متلازمة الوسواس القهري " في انتظار الطبيب النفسي الذي تأخرت طائرته .  أما " هيكالو" فهي ستاند آب كوميدي ترفيهية بنص وإخراج يحيى جابر وتمثيل عباس جعفر في تجربة مسرحية أولى على مسرح المدينة ثم لاحقا " دوار الشمس " في حديث العشائر والتقاليد البعلبكية مع رقص وغناء بين شخصيات مختلفة ، وعرضت " البنت يللي حبت خوليو " على مونو كتابة وتمثيل جوزيان بولس إخراج هاغوب ديرغوغاسيان عن قصص خاصة ذاتية أيام الحرب بطابع كوميدي تميزت به بولس دائما . وفي تشرين ثاني : " شي متل الكذب " تمثيل وإخراج مشترك  ليارا زخور وأدون خوري ، وإعداد ومسرحة الأخير على مسرح مونو عن يوميات الحرب الأهلية اللبنانية وإسقاطها على واقعنا اليوم كأن شيئا لم يتغير ، ومسرحية " وصفولنا الصبر " تمثيل واخراج دارين شمس الدين على مسرح مونو حول ستّ نساء كتبت كل منهن نصها الخاص وهي تتكلم عن حالة خاصة اجتماعية تفضفض فيها عن دواخلها ، إلى فضاء ثقافي مسرحي متنوع  ينظمه عمر أبي عازار ، هو " أرصفة زقاق " في الكرنتينا  ، نقدي اجتماعي ، سياسي ، عرضت كلها في قاعات مختلفة في بيروت بين أواخر تشرين ثاني وأوائل كانون أول كما يلي : " من قتل يوسف بيدس " لكريستيل خضر حيث يتركز العرض على أزمة بنك انترا وافلاسه عام 1966 في رؤية عميقة للاقتصاد المحلي الهش منذ تلك الأزمة  وتفكيك علاقته بالمجتمع المحلي ، مما لم يطرح سابقا على الخشبة اللبنانية بهذا التركيز والوضوح ، إلى عروض : " لماذا لست محظوظا " لعبد الرحيم العوجي عن عجز اللبناني عن تحقيق أهدافه بصيغة الحكواتي ، " نوال " لينا أبيض تستلهم نوال السعداوي بمواجهة المجتمع الذكوري القاسي ، " الثقب الاسود " هاشم عدنان ، " ريحة العنبر " عصام بو خالد تتناول ضحايا جنسيات مختلفة لتفجير 4 آب ، " أنا لست في مكان " مدى حرب ، " كوكتيل شقف بلا معنى" تأليف واخراج جنى بو مطر تمثيل فرح الكردي وجو رميا وهي عرضت في قرطاج تونس أيضا هذا العام بإشراف المخرج هشام زين الدين ، " بكرا أحلى يوم بحياتي " يارا بو نصار ، " يا قمر ضوي عالناس " كريم  دكروب عرض دمى رمزي للأطفال يبدل الادوار بين الذئب والانسان ناقدا الأخير لوحشيته في تعامله مع أخيه الانسان ، " رحلة المنام في عالم الحيوان " بول مطر في حكاية حلم لطفل تائه بحثا عن جدته ، " غرباء في سرير" نص واخراج حسن اللحام تمثيل خليل الحاج علي وفرح كردي في عمل مسرحي " قيد التطوير" عن الزمن والمصير والحب والموت ، " هرب"  مونودراما لكاتي يونس  .  وفي شهر كانون أول أيضاً جاء عرض " شليطا في البيت الابيض " للحكواتي زكي محفوض مع عايدة صبرا ، في مترو المدينة ، عن اللعب اللبناني الفكاهي على حقبات التاريخ في تعارف بين فيل وحمار ، ديمقراطي وجمهوري ، وعرض " لعل وعسى " على مونو  جاء تمثيل حنان الحاج علي ورندا أسمر إخراج كريستيل خضر في استعادة للحظات تاريخية من مسيرتهما المسرحية في حضور متقابل على الخشبة يوحي بالانقسام البلد بين فريقين ، ثم مونودراما  " جدار " مسرحة وتمثيل وإخراج أندريه بو زيد على مونو عن رواية بالاسم نفسه لسارتر تتناول معاناة معتقل ينتظر الاعدام ظلما على جدار زنزانة خلال الحرب الأهلية الاسبانية في إسقاط موفق على واقعنا ، إلى مسرحية ضاحكة على مسرح مونو أيضا لماريو باسيل وشادي مارون هي " عندما التقى شكسبير بماريوكا " تتناول علاقة الثقافة بالتجارة وتقليد بعض الشخصيات السياسية والفنية . أما  في " دوار الشمس " فعرضت مسرحيتا :  " مجدرة حمرا " نص واخراج يحيى جابر تمثيل أنجو ريحان ، و" شمس ومجد " تأليف واخراج أسامة غنم عن حديث صديقتين نادلتين في المعيش  والفقر والمصير ،  فيما قدم مسرح الكلية الشرقية في زحلة عرض " بروفا " كتابة واخراج شربل مساعد ، وعرَضَ مونو لمونودراما " الغول " تمثيل وإخراج حمزة يزبك حول فتى يعيش في اضطراب نفسي بسبب التشتت الأسري ، وعلى مسرحَي اليونيسكو وأشبيلية (صيدا ) قدمت  " الأميرة تفاحة " مسرحية غنائية للأطفال كلمات وألحان مروان قاووق ، إخراج ميشيل كفوري ، بطولة وغناء ليال عبود عن قصة ساحرة تخطف ابنة الملك للضغط عليه ليتخلى عن عرشه لكنه يرفض منتصراً على الشر لتحرير ابنته .  



الأحد، 20 نوفمبر 2022

قاسم إسطنبولي يحصد جائزة الشراكة الثقافية في المسرح الوطني اللبناني

مجلة الفنون الفنون
قاسم إسطنبولي يحصد جائزة الشراكة الثقافية في المسرح الوطني اللبناني

تسلم الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي، مؤسّس المسرح الوطني اللبناني ، جائزة التعاون الثقافي من السفير الأوكراني في لبنان إيغور أوستاش في المسرح الوطني اللبناني في مدينة طرابلس وذلك لمساهمة إسطنبولي بإعادة تأهيل وافتتاح عدداً من دور العرض المقفلة في لبنان منها «سينما الحمرا» و«سينما ستارز» و«سينما ريفولي» في جنوب لبنان، و«سينما وأمبير» في طرابلس،وتأسيس العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية والموسيقية وتنظيم الورش التدريبية والكرنفالات ، وتفعيل الحركة المسرحية والسينمائية في المناطق المهمشة وتعزيز الإنماء الثقافي المتوازي عبر فتح المنصات الثقافية المستقلة وإطلاقه الى «باص الفنّ والسلام» للعروض الجوّال
وعلى مدار 15 عاماً قدم إسطنبولي العديد من الأعمال المسرحية بأكثر من 23 دولة وحصل على جوائز بالأردن وفيينا ومصر، حيث أسس فرقة "مسرح إسطنبولي" عام 2008 وساهم في تأسيس "جمعية تيرو للفنون" عام 2014 ، ومن الأعمال المسرحية التي قدّمتها الفرقة منها: "قوم يابا"، "نزهة في ميدان معركة"،"زنقة زنقة"، "تجربة الجدار"، "البيت الأسود"، "هوامش"، "الجدار"، "حكايات من الحدود"، "مدرسة الديكتاتور"، "محكمة الشعب"، "في انتظار غودو"، وشاركت الفرقة في مهرجانات محلية ودولية، ونال ت الفرقة جائزة أفضل عمل في مهرجان الجامعات في لبنان عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان "عشيّات طقوس" في الأردن عام 2013، وتعتبر مسرحية "تجربة الجدار" أول عمل عربي يشارك في المسابقة الرسمية لـمهرجان ألماغرو في إسبانيا عام 2011، وحاز إسطنبولي على جائزة أفضل شخصية مسرحية عربية في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح في مصر عام 2020 وجائزة الإنجاز بين الثقافات في فيينا عن مشروع "شبكة الثقافة والفنون العربية" عام 2021 .

من بيروت : جائزة ناجي نعمان للابداع الأدبي عن البحث المسرحي للناقد اللبناني الحسام محيي الدين .

مجلة الفنون المسرحية 

من بيروت : جائزة ناجي نعمان للابداع الأدبي عن البحث المسرحي للناقد اللبناني  الحسام محيي الدين .

بتاريخ السادس عشر من تشرين ثاني الجاري لهذا العام ٢٠٢٢ ، احتفلت دار نعمان للثقافة في بيروت بتسليم  شهادة جائزة ناجي نعمان للابداع الأدبي عن فئة المسرح ، الى الناقد والكاتب المسرحي اللبناني الحسام محيي الدين عن بحثه الاكاديمي المسرحي الموسوم بعنوان " اعادة بناء الوعي المجتمعي بأهمية المسرح في ظل الحرب الأهلية اللبنانية " لفائدته الوطنية وأهميته النقدية في توثيق واعادة تقييم مرحلة مهمة وتاريخية من مسيرة المسرح اللبناني . كما قدمت له لجنة الجائزة ممثلة بالاستاذ الاديب ناجي نعمان  كتاب " أنطولوجيا عام 2022 الاحتفالية " الذي يوثق النصوص الفائزة محليا ودولياً ، مع مجموعة قيّمة من الكتب  الصادرة عن دار نعمان للثقافة في مختلف أجناس المسرح والفكر والادب والتاريخ والاجتماع . يذكر أن هذا هو الموسم العشرون الذي تمنح فيه هذه الجائزة  ، وأن الناقد محيي الدين هو الوحيد الذي فاز بها لهذا العام  على صعيد لبنان . 

السبت، 4 يونيو 2022

الممثلة اللبنانية رندة أسمر: ممثلو التلفزيون يحتاجون إلى الخبرة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية
في مونودراما "فيفا لاديفا" 


الممثلة اللبنانية رندة أسمر: ممثلو التلفزيون يحتاجون إلى الخبرة المسرحية

هيام بنوت

جاءت إلى الدراما من الاختصاص الجامعي والخبرة الثقافية

بين التمثيل على الخشبة وأمام الكاميرا السينمائية والتلفزيونية والتعليم الجامعي وإدارتها لمهرجان "ربيع بيروت" الذي تنظمه مؤسسة سمير قصير، تجد الفنانة رندة أسمر نفسها مكتفية مادياً ومعنوياً، وأنها ليست مجبرة على الوجود تلفزيونياً خصوصاً في ظل انعدام الفرص والأدوار المهمة التي تتناسب مع مكانتها الفنية.

لمع اسمها في المسرح ولعبت أهم الأدوار مع كبار مخرجي المسرح أمثال ريمون جبارة وجواد الأسدي وشكيب خوري ومنير أبو دبس وغيرهم. شاركت في عروض مسرحية في دول عربية وأوروبية وتم تكريمها في بعض المهرجانات، من بينها "هيئة المسرح العربي" في الشارقة عام 2012 بمناسبة يوم المرأة العالمي. وعلى الرغم من مشاركتها في أدوار أساسية في التلفزيون والسينما، فهي منكفئة عنهما، وكان آخر أفلامها "طيارة من ورق" عام 2009 مع المخرجة الراحلة رندة الشهال، وآخر مسلسلاتها "الشقيقتان" عام 2016.

أدوار البطولة

بداية تتحدث أسمر عما إذا كان عملها تحت إدارة كبار المخرجين، على الرغم من أهميته، شكل عائقاً أمامها في مرحلة لاحقة وجعلها متطلبة أكثر فنياً، تقول: "تعاملي مع هذه الأسماء لم يكن له أي انعكاسات سلبية، بل أنا كنت محظوظة أكثر من غيري الذين لم تتح أمامهم الفرصة للعمل مع تلك الأسماء. منذ صغري اختارني هؤلاء الكبار للعمل معهم، وأسندوا إلي أدوار البطولة وقدمنا أعمالاً راقية وناجحة وشاركنا في مهرجانات دولية، وحصدنا الجوائز. في الأساس كان يهمني أن أشتغل في مستوى معين، ولم يجبرني المال على القبول بأي دور. وأنا أشفق على الجيل الجديد من الفنانين، لأن هناك فئة منهم تريد المستوى الفني العالي، لكنّ القطاعين المسرحي والتلفزيوني لا يوفران لهم احتياجاتهم. كمسيرة وكاسم محترم في العالم العربي في مجال المسرح أنا راضية جداً، ولم أشكُ يوماً، لأنني لم أعتمد على المهنة، بل كان إلى جانب عملي في التمثيل، مهنة أخرى أعتاش منها، فأنا أدرّس في الجامعة وأشغل حالياً منصب مديرة مهرجان ربيع بيروت في مؤسسة سمير قصير، وقبلها كنت مديرة تنفيذية في مسرح المدينة. أنا لم أكتف بأن أكون ممثلة، كي لا أشكو دائماً، بل فضلت أن أعيش بكرامة وأن أقوم بالأعمال التي أقتنع بها".

وعن سبب ابتعادها عن الدراما التلفزيونية، توضح: "أنا أطلب النص أولاً لأنه الأساس، من بعده يهمني المخرج ومن ثم الممثلون المشاركون في العمل. وإذا توفرت هذه العوامل مع الإنتاج الجيد، لا يمكن أن أرفض العمل. الدراما تمر بظروف صعبة والتصوير يحتاج إلى كثير من الوقت والطاقة، وتصح عليه مقولة: اترك كل شيء واتبعني. في "الشقيقتان" شاركت بدور صغير جداً، كي لا يُقال أنني متطلبة، لكن التجربة كانت صعبة، حيث تمّ التصوير في بيوت الناس وفي مناطق نائية جداً. وفي هذه المرحلة من عمري ومن بعد خبرتي وتجربتي، لا يمكنني أن أصرف طاقة على عمل لا يؤمن لي على الأقل مدخولاً معنوياً".

تقارن أسمر بين تجربتها وتجارب ممثلين يشبهونها بالقيمة والخبرة لكنهم رضخوا لمتطلبات الدراما التلفزيونية، تقول: "هم اليوم في مرحلة من حياتهم يستطيعون فيها التفرغ للدراما التلفزيونية. هم يتصلون بالممثل قبل يوم واحد من أجل التصوير، وهذا يعني أنه يجب أن يتجرّد من كل شيء وأن ينتظر الأوردر، وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك، بسبب انشغالي بالتعليم في الجامعة وعملي في مؤسسة سمير قصير وارتباطاتي العائلية. ولا يمكنني أن أنتظر اتصالاً كي أهرع إلى التصوير، خصوصاً وأنني أعتمد النظام والتخطيط ولا أحب العشوائية. إلى ذلك لا يوجد دور مغر يستحق التضحية ويمكن أن يترك بصمة، وآخر دور لعبته وكان مغرياً فعلاً هو شخصية كريمة في مسلسل "ياسمينا". حتى الكُتاب يقولون لي عندما ألتقي بهم (لا يوجد لدينا دور يستحق قيمتك)، وهذا يعني أنهم لا يرشحونني لدور يعتبرون أن قيمتي أكبر منه. أما أصدقائي في المهنة فيقولون لي "نحن نقبل بأي دور لأننا مجبرون على العمل من أجل المال". وأنا أشعر أنني محظوظة، مع أنني تعبت على نفسي من ناحية أخرى لكوني اشتغلت في مهنة أخرى، وهذا الأمر يمكنني من رفض الأدوار التي لا تعجبني".

صحن من فضة

وعما إذا كانت تشعر بوجود هوة بين جيلها الفني والجيل الفني الجديد الذي لم تتوفر له فرص جيلها، تجيب: "لم تسمح لهم أوضاع لبنان بظروف مشابهة لظروفنا، عدا عن أن جيلنا اشتغل في المسرح والتلفزيون خلال الحرب وعرف قيمة العمل والتعب. نحن لم تصلنا الأدوار على صحن من فضة ولم نصبح فجأة نجوماً ونلعب أدوار البطولة. حالياً هم يعيشون مرحلة كيفية تعلم من يعمل في المهنة وكيفية تأمين أنفسهم، ونحن سبقناهم إلى ذلك، لذا نحن أكثر قدرة منهم على التحمل نتيجة خبرتنا في العذاب. إلى ذلك، نحن لم يكن وسيلة للوصول إلى الثقافة، لكننا اشتغلنا على أنفسنا. مثلاً، أنا لم أكن أفوّت مناسبة في المركز الثقافي الفرنسي، رغم الحرب، لكي أواكب الجديد. هذا الجيل "معتّر"، يتعلم قليلاً من نتفليكس، والبهرجة والأسماء الكبيرة لن تستمر لأنها مجرد موجات، ولم يعد هناك أسماء بقيمة أنطوان كرباج وإيلي صنيفر أو غيرهما ممن تركوا بصمة في الدراما اللبنانية. الكل صاروا أبطالاً وضيوف شرف وأصحاب إطلالات خاصة وكلهم متشابهون. وأنا أجنّ عندما أشاهد جنريك المسلسلات، حتى سلم القيم اختلف".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان زملاؤها المسرحيون الذين اتجهوا نحو التلفزيون خانوا المسرح؟ ترد أسمر "بل أنا أفرح لمشاركتهم في الدراما لكونهم يمنحونها ثقلاً. العام الماضي، شاهدنا نقولا دانيال وجوليا قصار وعايدة صبرا في عمل لكارين رزق الله، وهم بوجودهم رفعوا قيمته، بينما الاستعانة بغيرهم كمن يُسمع درسه أمام الكاميرا. بفضل تلك الأسماء يتعرف الناس على نوع آخر من التمثيل، لأن كثيرين لا يعرفوننا بل يكتفون بمشاهدة بعض المسرحيات الكوميدية. قبل أن أولد وحتى اليوم، جمهور المسرح قليل جداً، لأنه لا يوجد لدى الناس فضول لمعرفة ما لا يعرفونه، بل يفرحون ويتابعون ما يعرفونه، ولا يهمهم معرفة ماذا يحصل في العالم، إلى أين يمكن أن يذهب العقل بالتفكير، الحياة، الموت، الحب، الفقر... المجتمع متعب جداً والمسرح يرجعه إلى ذاته ويواسيه، وآخر مسرحياتي "لعل وعسى" التي قدمتها مع حنان الحاج علي للمخرجة كريستيل خضر، وهنا أريد أن أؤكد مجدداً أنني لست فنانة متطلبة ولا أرفض العمل مع شخص لديه القدرة، حققت نجاحاً باهراً، ونحن سوف نقوم بجولة لعرضها في عدد من المدن الفرنسية".

وأشارت أسمر إلى أنها كونت ثنائياً ناجحاً جداً مع الممثلة حنان الحاج علي مع أنهما مختلفتان تماماً، موضحة: "كل واحدة منا عاشت خلال الحرب في ناحية مختلفة من المدينة، كما أن تجربتينا مختلفتان. فهي عاشت تجربة الحكواتي وأنا عشت تجارب مختلفة مع شكيب خوري وريمون جبارة ومنير بو دبس، كما أن كل واحدة منا جاءت من خلفية مختلفة، وما يجمع بيننا هو البلد ووجعه وخيبات أمله. والمسرحية تنتهي ببارقة أمل بأننا مستمرون طالما نحن على قيد الحياة".

لا أقاطع

في المقابل، تنفي أسمر مقاطعتها للسينما، وتقول: "أنا لا أقاطع بل أدرس العروض ثم أقرر. لكن أين هي الأفلام التي أنتجت منذ فيلم "طيارة من ورق" وحتى اليوم". ولأن هناك أفلاماً لبنانية تفوز بجوائز عالمية، تعلق "هذا الأمر يحصل حالياً ولكن في فترة "طيارة من ورق" كان يُنتج فيلم واحد أو فيلمان أو ثلاثة أفلام سنوياً. وهذا العدد يقلل الفرص أمام الممثل للمشاركة فيها، خصوصاً أنهم ينصحون المخرجين الذين يعيشون في الخارج باسم معين، فيتعاملون معه في كل أفلامهم. في السينما، تتكرر الوجوه نفسها تماماً كما يحصل في المسلسلات، فهم يعتبرون "أن الطبخة جاهزة" وينأون بأنفسهم عن البحث عن وجوه جديدة. وعدم إدخال عناصر جديدة تضيف نكهة مختلفة إلى الدراما يحول دون تطورها، وعندها يتحول الفن إلى معمل ولا يعود هناك خلق وإبداع".

---------------------------------------
المصدر : independentarabia

المسرحي جوزيف بو نصار: المخرج المسرحي الطليعي جاء إلى الدراما ورسخ حضوراً متميزاً

مجلة الفنون المسرحية


المسرحي جوزيف بو نصار: المخرج المسرحي الطليعي جاء إلى الدراما ورسخ حضوراً متميزاً
التمثيل فن صعب ويجب عدم التهاون معه

هيام بنوت  - 

جوزيف بو نصار ممثل وكاتب ومخرج مسرحي، بدأ مسيرته الفنية مع رائد المسرح اللبناني المعاصر، منير أبو دبس، قبل أن يسافر إلى بولندا لتعلم أصول الفن على يد المخرج العالمي غروتوفسكي، ثم انتقل مدينة باريس، والتحق بمسارحها واكتسب المزيد من الخبرات والمعلومات. وبعد عودته إلى بيروت أسس فرقة مسرحية خاصة به قدمت مجموعة من الأعمال حصدت نجاحاً كبيراً.

أسباب مادية

وكما كل المسرحيين تمسّك بو نصار بالمسرح، وما لبث أن انتقل بعد تردد إلى التلفزيون، كما يقول ويوضح، "اليوم، تنفذ الدراما المشتركة والمحلية في العالم العربي بمواصفات جيدة جداً لأن المنصات تطلب أعمالاً ذات قيمة فنية عالية. وقد ترددت كثيراً قبل العمل في التلفزيون، خصوصاً أنني عملت لسنوات طويلة في المسرح والسينما، وكنت شبه رافض للعمل فيه، لكن قبل عدة سنوات وافقت كما معظم ممثلي جيلي الفني، على العمل في التلفزيون، ولطالما كانت الأعمال التجارية التافهة موجودة، ولكن عددها تراجع نتيجة ارتفاع سقف الأعمال المحلية والمشتركة. جئت إلى التلفزيون مع المخرج المسرحي شكيب خوري الذي تخرج من إحدى جامعات لندن، وقدمنا عملاً من بطولتي ومنى طايع ومنير معاصري بإمكانات عالية جداً. أما ظهوري الثاني فكان من خلال مسلسل "العاصفة تهب مرتين" للكاتب شكري أنيس فاخوري الذي حقق نجاحاً شعبياً كبيراً. صحيح أنني شاركت في الكثير من الأعمال التلفزيونية، ولكنني لم أقبل يوماً بعمل دون المستوى، لأنني أعرف كيف أختار المسلسلات، ولا أجد نفسي مجبراً على القبول بأي عمل، وفي الأساس أنا عملت في الصحافة 25 عاماً كي لا أضطر القبول بأدوار غير راضٍ عنها لأسباب مادية".

يؤكد بو نصار أن عمله في التلفزيون لم يفقده الشغف بالمسرح الذي بدأ مساره الفني من خلاله عندما اشتغل مع منير أبو دبس في مدرسة "المسرح الحديث"، وعن هذه المرحلة يقول، "درست وشاركت لمدة ست سنوات في أعمال أبو دبس المسرحية، ومن بعدها قصدت محترف غروتوفسكي في بولندا، وكان من أهم المخرجين ومدربي الممثلين في العالم، ثم اشتغلت في فرنسا لمدة 5 سنوات في المسرح قبل أن أعود إلى لبنان وأؤسس فرقة مسرحية ومسرحاً يتسع لـ90 مقعداً. وقدمنا أعمالاً مسرحية عالمية مهمة جداً بعد ترجمتها إلى العربية، كما قدمت كمخرج وممثل أعمالاً كثيرة على أهم المسارح في لبنان. شغفي بالمسرح لم يخف أبداً، ولكن المراحل المرعبة التي عشناها في لبنان بسبب الحروب أثرت علينا وعلى إخلاصنا له، هذا عدا الضائقة الاقتصادية التي بدأت قبل 7 سنوات، ولم يعد بإمكاننا تحمل خسارة عملنا المسرحي. صحيح أننا لم نكن نريد أن نعتاش من وراء المسرح، إلا أننا في الوقت نفسه لم نكن نريد أن يكون سبباً في خسارتنا، كما أن الدولة "يتمت" المسرحي اللبناني ولم تقدم له المساعدة، مع أن 90 في المئة من الدول التي زُرتها أو أعرفها أو اشتغلت فيها، ومن ضمنها الدول العربية، تخصص ميزانية للمسرحيين لكي يتمكنوا من الاستمرار في حال وقعوا في الخسارة. نحن "تساقطنا" الواحد تلو الآخر لأننا لم نعد نملك القدرة على الاحتمال".

خبرة المخرج

في المقابل، يؤكد بو نصار أنه لا يفتقد لعمله كمخرج، ويقول: "لا أريد القول إنني أتعدى على المخرج، ولكنني أدير نفسي كممثل. اللذة التي أشعر بها في المسرح بإعطاء القيمة للدور أمارسها على نفسي، وأنا أتناقش مع المخرج دائماً في أدواري وأصل بها إلى أماكن متقدمة من خلال خبرتي كمخرج". وفي ظل الإقبال على التعامل مع المخرجين الشباب، من يدير الآخر: الممثل المخضرم أم المخرج؟ يرد: "يوجد جامعات في لبنان تعلم الإخراج ومن بين 10 طلاب يدرسون المواد نفسها مع الأساتذة أنفسهم، يمكن أن يكون هناك مخرجان عبقريان والباقون عاديون، والسبب يعود إلى الموهبة والعلم. وأنا أسلم نفسي في عملي الجديد للمخرج التونسي الشاب مجدي السميري الذي لا يتجاوز ستة وثلاثين عاماً، وأنا أكبره بثلاثين عاماً ويوجد مثله في لبنان 3 أو 4 مخرجين. لا توجد معادلة واحدة تسري على كل المخرجين، والموهبة والثقافة هما اللتان تميزان مخرجاً عن آخر".

هل يرى بو نصار أن الفن يتحول إلى مهنة بالنسبة إلى الفنان نتيجة الظروف الاقتصادية الضاغطة؟ يجيب، "التمثيل هو شغف وعندما يتحول هذا الشعف إلى جني للمال فقط فإنه يصبح مهنة، ويبدأ بالانتهاء، ولكن طالما أن فرح العمل وحب المهنة موجودان فإنه يصبح رسالة".

وهل يبقى هذا الشغف موجوداً عندما يشارك الممثل في 7 أعمال سنوياً، وهل ترضي جميعها قناعاته؟ يقول بو نصار: "لا يمكن إدراجي مع هذا النوع من الممثلين. شخصياً، لا يمكن أن أصور عملين في وقت واحد، وعندما أنتهي من تصوير عمل ما، فإنني أنتظر العمل الذي يرضيني وأشتغل عليه من الألف إلى الياء. وبعد إنجاز تصويره أنتظر فترة من الزمن لكي أتثقف وأشاهد أفلاماً عالمية وأستمع للموسيقى لكي أشعر بأنني قادر على العطاء أكثر، لكنّ هناك ممثلين يقبلون بأكثر من عمل في وقت واحد ويقدمون أدواراً متشابهة ولا يبتعدون عن الشاشة، حتى إن الناس يملون منهم، وهؤلاء لهم أسبابهم وآراؤهم".

عمر الشريف وأحمد مظهر

هل يرى بو نصار أن الممثل العربي قادر على منافسة النجوم العالميين بأدائه، وخصوصاً الممثلين الذين يعتبرهم البعض مثلاً أعلى لهم كروبرت دي نيرو وآل باتشينو، وغيرهما. يقول بو نصار، "هم موجودون اليوم وفي الماضي كانوا موجودين أيضاً، ولكن بنسب متفاوتة. فإذا كان هناك 100 ممثل رائع في أميركا، فإنه يوجد 3 ممثلين رائعين في العالم العربي، لكنهم في الغرب معروفون أكثر بسبب وفرة إنتاجاتهم. في أي بلد في العالم كمصر والهند واليابان والصين وأوروبا يوجد ممثلون قادرون على منافسة الممثلين العالميين الهوليووديين. وعربياً، يلفتني أحمد مظهر، فهو ممثل رائع ولا شيء يمنع من أن يكون عالمياً، وهناك أيضاً شكري سرحان، ولكنني لا أقول إنهما أهم من عمر الشريف، بل هو مثلهما، ولكنه وصل إلى العالمية".

ومع أن جوزيف بو نصار نوع في أدواره وفي الشخصيات التي قدمها، هل أسره شكله في أدوار الشر أكثر من سواها؟ يجيب: "ربما! ويعود السبب إلى ملامحي وقوة حضوري وصوتي القاسي والعميق والمسيطر، ومجموعة من العوامل الأخرى، ولكن إلى جانب هذه الأدوار التي أحببتها ولعبتها من قلبي، لعبت أيضاً أدواراً منوعة في المسرح والسينما والتلفزيون، تنوعت بين الكوميدي والهادئ والحنون. وأعتقد أن أول ما يجب أن يفعله الممثل الواعي الذي يحب مهنته هو الموافقة على الدور الذي يحبه، ومن ثم يشتغل عليه مهما كان نوعه. وهناك الذريعة اليي تعطي سبباً لكل المشاهد والتصرفات التي يقوم بها الممثل. يجب على الممثل أن يدرس الدور جيداً ويتعب عليه. لا أحب الممثلين الذين يمثلون فقط من دون التعب على الدور. المهنة صعبة جداً ولا يكفي الوقوف أمام الكاميرا ووضع الميكاب لكي نبدو وسيمين وظرفاء. وبالنسبة لي الممثل كالطبيب ويمكن لأي خطأ أن يقضي عليه".

انتهى بو نصار في سبتمبر (أيلول) الماضي من تصوير مسلسل لبناني - سوري أردني مشترك بعنوان "السجين"، وهو من إنتاج شركة "جينوميديا". ويتابع حالياً تصوير مسلسل "من... إلى" للمخرج مجدي السميري، ويضم عدداً كبيراً من الممثلين، وهو من إنتاج شركة "الصباح"، على أن يباشر خلال الفترة المقبلة تصوير مسلسل جديد. ويعتبر أن المنصات خدمت الدراما لأنها تطلب كمية وفيرة من المسلسلات المحلية والمشتركة المنفذة بشكل جيد جداً، بحيث يستغرق تصوير الحلقة 4 أيام، كما أنها شرعت أبواب العمل أمام الممثلين والمخرجين والكتاب والتقنين. ويوضح أن قطاع التمثيل لم يتأثر بتردي الأزمة الاقتصادية العالمية، وإن جائحة كورونا أبطأت عجلة الإنتاجات قليلاً، ولكنها لم توقفها، عدا عن أنها شجعت المنتجين على المغامرة من خلال زيادة عدد أعمالهم.
-------------------------------------------------
المصدر : independentarabia

الأحد، 27 فبراير 2022

مايا سبعلي: على المسرح استعيد اندهاش الطفولة و«الغياب» فيلمي الصامت قريباً

مجلة الفنون المسرحية
                                مايا سبعلي في مسرحية درج تصوير: كريس غفري


مايا سبعلي: على المسرح استعيد اندهاش الطفولة و«الغياب» فيلمي الصامت قريباً

زهرة مرعي

في مسرحية «درج» ليل ومتاريس وامرأة تبحث عن الحب فتجده ليهجرها إلى الحرب

  هو الـ«درج» الذي وقفت في أعلاه بجدارة الممثلة مايا سبعلي. «درج» عرّفنا إلى محطات تركت علامة فارقة في حياة إمرأة. وجدناها أمامنا على خشبة المسرح وكأنها ولدت متأبطة حقيبة سفر، ومزنّرة بأكياس الرمل. متاريس الحرب ومتاريس الحياة، لا تستأذننا إن قررت الحضور. تفعل فعلتها، وتتركنا مع ندوبنا. النص لديمتري ملكي، والإخراج لشادي الهبر الذي نسّق بدقة شخصية المرأة التي شاهدناها على الخشبة.

إمرأة تجد نفسها في ليلة ليلاء على درج طويل وسط المدينة، لا تعرف إلى أين يؤدي، ولا كيف وصلته. تواجه الجمهور ببوحها والمغامرات التي عاشتها، ومحطات حياتها الثلاث، والتي تركت بصمتها عليها. تواصل الجمهور مع مايا سبعلي بطريقة جميلة. وهي تجلّت في دور أتاح لها تبديل شخصيتها، فأثرت على المتفرجين بقوة حضورها. وربما كانت في جانب من شخصيتها تلك تقول بعض تجاربنا في زمن الحرب. بات لهذه الممثلة تجربتها القوية وهي التي أسست «مسرح شغل بيت» مع زميلها شادي الهبر.
مع مايا سبعلي هذا الحوار:
○ «درج» طويل سلكته وعصفت بك الأحداث المرهقة. لماذا ارتضيت عبوره وحيدة؟
•ألسنا غالباً نعبر محطات الحياة وحيدين؟ رغم وجود الناس المميزين والمحبين في حياتنا، إنما الشعور الداخلي الغالب أننا أو بالنسبة لي خاصة أمشي وحيدة في أموري الأساسية.
○ كم يشبه عرض «درج» الحياة؟
•صحيح، والإختلاف شعوري بأن المسرح معي، وذلك من خلال الطاقة التي يمدني بها. بمجرد الوصول إلى الخشبة تتسلل طاقة الجمهور إليَ، وهذه مشاعر جميلة. والجميل في العروض الثلاثة لمسرحية «درج» حضور الجمهور الكبير، وكأنه متعطش للمسرح. هذه الطاقة التي أستمدها من الجمهور تنسيني بأني أمشي المشوار وحيدة. تقفل الستارة وأدرك أني سأعود وحيدة في طريقي.
○ حقيبة السفر الحرب والحب إشكاليات كبرى وضعك بمواجهتها الكاتب ديمتري ملكي. كيف جمعتها وفككتها على المسرح؟
•تمثّل الحقيبة الحرب، ومراحل أخرى من الحياة. نحن في ترحال، وكان لي منه نصيب. بدأت دراستي في لبنان ثمّ تابعت في باريس. وكسرت حاجز المكان عبر السفر للتصوير والعروض المسرحية. حكايات الحب ليست غريبة عن الحياة. أحضّر الكاراكتير بالأسلوب الكلاسيكي، وأجد في مهنة «التمثيل والمسرح كما بيت بيوت». المهم أن نصدق. تلعب البنت مع شقيقها دور المعلّمة، تؤنبه حتى وإن كانت أصغر منه. تخلع الشخصية بمجرد أن تناديهما والدتهما لتناول طعام الغذاء. استعيد اندهاش الطفولة على المسرح، وأشعر بقدرته على جمع الأمور في تصديق الكاتب وتصديق المخرج. أذوب في كل هذه الخلطة فتتظهّر الشخصية.
○ هل صحيح الإستنتاج أن المرأة التي جسدتها في «درج» كانت تنشد الحب والأمان أولاً؟
•صحيح. وجَدَت هذا الحب لزمن قصير. وتخلّى عنها الجميع لأجل الـ«بارودي». لكن الكاتب لم يتركها تفقد الأمل رغم الانتظار ومرور السنوات وتوالي الخيبات من الحب.
○ هل تحتاج مونودراما مسرحية كما «درج» لجهد استثنائي خاصة وأنك تجسدين ثلاث شخصيات؟
•نعم هي شخصيات متعددة. حتى دورها الأساسي يتضمن عدة مراحل. وهي متقلِّبة في الشخصية نفسها صوتاً وتفاعلاً. وكذلك شخصيات الرجال الذين مروا في حياتها، من دون أن ننسى شخصيتها الداخلية. تصبح هادئة عندما تتكلم عن المنزل القديم ووالدتها. صوتها الداخلي مختلف عنها كراوية لحياتها. اكتشفت أن الدور يحتاج للحب ليمرّ بسهولة، واحتاج لجهد جسدي وإجادة للتقنيات.
○ كم ساعد المخرج شادي الهبر في تذليل العقبات من أمامك؟
•»درج» عملي الثالث مع المخرج شادي الهبر، يعرف قدراتي جيداً، وأعرف إلى أين يرغب بالوصول عبر أسلوبه. جوابي معاكس، فالمخرج شادي الهبر يدفش إلى النهاية طامعاً بالوصول لأقصى قدراتي. بدل تسهيل المهمة يعتمد نظرية «خلينا نستفيد». لجوابي مضمون إيجابي، فالممثل يحب التحديات، ويبحث عن الدور الذي يحتاج لجهد، كونه يغريه.
○ انتهى العرض واستمرت التعقيدات في حياة المرأة. لماذا برأيك قرر الكاتب هذه النهاية؟
•لم يكن الكاتب بصدد حكاية امرأة واحدة بل أكثر. حكايات أكثرنا اختبرها خلال الحرب. وبعيداً عن الحرب، فالحب والإطمئنان منشود من جميع البشر. والحقيبة لا تخصني وحدي، جميعنا له معها ذكريات. في مجتمعنا كثر يرددون «قصتي عند جد بتصلح لفيلم». بمجرد أن يعرف الناس مهنتي يسرعون لسرد قصصهم، فمن وجهة نظرهم تصلح لفيلم أو مسلسل أو مسرحية.
○ في الواقع الذي نعيشه كيف تنظرين إلى المسرح في لبنان؟
•واقعنا «مكركب» لكنه يمنح الأمل. بالإجمال ينمو الفن في رحم الأوجاع وليس في السياق المنظّم والجميل. غالبية الـ«شيه دوفر» في العالم ولدت في الحروب والأزمات الكبرى. من شأن الوجع والعذاب أن يحفرا في داخل الإنسان مما يؤدي لولادة إنتاج قيّم. رغم سوء الوضع في لبنان، واليتم الذي يعيشه المسرح، أرى حافزاً في مكان ما. رغم كل الظروف التي مررنا بها لم أشعر مرّة بالإحباط. تابعنا الطريق وباللحم الحي حتى خلال كورونا. نحن في مسرح «شغل بيت» فريق متكاتف متضامن حتى وإن كنت وحيدة على خشبة المسرح. وصل العرض إلى الجمهور بعد جهود. كان يصاب أحدنا بزكام فتتوقف التمارين. الحمد لله عرضنا، والإقبال لم يكن متوقعاً. البعض لم يجد بطاقات، فيما خرق البعض الآخر مسافة التباعد المفروض بفعل كورونا.
○ هل طرأت تطورات على تجربة مسرح «شغل بيت»؟
•التطور مستمر، نكبر ونرى الأمور بعين مختلفة. دخل «شغل بيت» عامه السادس، تبدّلت أشياء كثيرة على صعيد الطلاب. بات ضرورياً تطوير أسلوب التعامل معهم، ومجاراة سرعتهم وإندفاعهم. هم مستعجلون لاكتشاف ما بداخلهم. لا ينتظرون الزمن الضروري لذلك. هؤلاء الطلاب يحثوننا لإيجاد أساليب جديدة للتعامل معهم. وهذا ما أجده إيجابياً بالنسبة لي.
○ كمعالجة بالدراما كيف تقرأين في طلاب «مسرح شغل» الطامحين بالتمثيل والكتابة؟
•في لا وعيهم يعتقد من ينتسبون للدورات الدراسية في مسرح «شغل بيت» أنهم حيال علاج. ومن دون قصد منه يتعامل القائم على المقرر، بأنه حيال علاج. شادي وأنا نستمع للجميع، ونسعى لاحقاً لإعادتهم إلى مربع الفن، مؤكدين أنه سيشكّل علاجاً مع انطلاقه. بشكل عام تختلف الحياة لدى المقبلين على دورات التدريب المسرحي بين البدايات والختام. فهم يتصالحون مع ذواتهم، ويقاربون الأمور بطريقة أخرى، ويكسرون القيود. إنها حصيلة الدروس الفنية وليس العلاج بالدراما. مع التأكيد بإن خبرتي كمعالجة بالدراما تساعدني في مهمة التدريب. نتفهّم شخصيات المقبلين على هذه الدورات ونتقبلهم، فلكل منهم خصوصيته وتجربته في الحياة. دراستي وخبرتي في العلاج بالدراما سهّلت عملي.
○ هل تستمرين في عملك كمعالجة بالدراما؟
•فعلياً لم أعمل معالجة بالدراما، الفن كان غالباً. تدربت في مستشفى دير الصليب. ومن ثم عملت على التوالي مع مؤسستين تهتمان بذوي الاحتياجات الخاصة. كان علاجاً تعبيرياً من خلال الفن، وأدى إلى نتيجة جميلة. ودرّبت متوحدين وتمكنوا من تقديم عرض مسرحي، وذلك بمساعدة مختصين. أتيت بعلم النفس إلى المسرح أكثر مما أخذت المسرح إلى علم النفس. المسرح شغفي، إنما أصرّ الأهل على دراسة موازية كون «المسرح لا يطعم خبزاً» فأخترت علم النفس. لم أندم فقد أحببت دراستي، واستفدت منها كثيراً. السائد هو الإمساك بالفن للعمل بالعلاج الدرامي، لكني رحت بالطريق المعاكس. علم النفس خدم عملي الفني. فالفن هو الأصل وليس أداة لعمل آخر.
○ وماذا أفادتك دراسة علم النفس على الصعيد الشخصي كممثلة؟
•المسرح والتمثيل كانا يملآن حياتي وجدت أن علم النفس ساعدني بداية في فهم ذاتي، وتفكيك الشخصية التي سألعبها. ومن ثمّ الفصل بين ذاتي والشخصية بعد إقفال الستارة. والسؤال المتكرر من الناس «ألا يصيبك الإكتئاب بعد كل دور»؟ لعبت دور سونيا في مسرحية «خال فانيا» من إخراج منير أبو دبس. هو دور حزين للغاية، وعلم النفس ساعدني للفصل بين ذاتي والدور بمجرد ترك خشبة المسرح.
○ تجربة العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ماذا أضافت لك كممثلة وفنانة؟
•مفيدة وجميلة للغاية. هم أشخاص حقيقيون جداً، ولا يجيدون التمثيل. تعلّمت منهم أن نجاح الفن يكمن بمدى مقاربته للحقيقة. هم أشخاص يعملون ويتعاملون مع الآخرين بحب. يقبلون على التمثيل بعيداً عن غايات الشهرة.
○ أين أنت من دراما رمضان الذي بات قريباً؟
•صورت مع شركة الصبّاح مسلسل «رقصة مطر» من إخراج جو بوعيد، لم أعلم إن كان سيدخل برمجة رمضان. وثمة طلب للتمثيل في مسلسلين آمل حسم الأمر قريباً.
○ ما الذي يشجعك لدور في مسلسل ما؟
•منذ بدأت الحضور في الدراما اللبنانية لم أكن في موقع «اقرأ الورق واعطيكم جوابي». فمنذ البداية يعرف المنتجون أني اُطلب لدور امرأة طبيعية دون بوتوكس وفيلينغ، ولدور يتسّم بحاجته للجهد. وبالتأكيد الطلب محدود قياساً لحضور غيري من الممثلات على الشاشة، خاصة وأني «لا أدقدق وأسأل شوفي عندكم عطوني». وعندما اُطلب تكون الشخصية جميلة ومريحة والحمد لله.
○ وماذا عن حضورك في السينما؟
•حضرت في عدد من الأفلام، لكني قبل سنتين قررت تصوير فيلم قصير خاص بي. تولّى التصوير والإخراج محمد وهبي. اجتاحتني مشاعر حزن كبير بعد انفجار بيروت. تابعت الحدث ووجدت الجميع يحكي بأعداد الضحايا ووزن النيترات، وأهملوا المشاعر. كنت أتابع الشاشات لاحقت الكاميرا إمرأة تائهة. تقدم منها المراسل ليسألها عن من تبحث؟ لفتني حجم الضياع والفراغ في عينيها. كانت تبحث عن ابنها، ساعدها المراسل واتصل من هاتفه ودلّها كيف تتوجه. الحزن البليغ في عينيها طيّر النوم مني لأيام. فقررت تصوير فيلم. وبدأ العمل. هو فيلم تعبيري صامت عن تلك الأم التي تعرّفت إلى ملابس ابنها. شاركني التمثيل بعض طلابي. نحن في مرحلة إنجاز الموسيقى، وهدفنا المشاركة في المهرجانات العربية والدولية. عنوان الفيلم «الغياب» مدته 13 دقيقة.
○ نصحك والداك بدراسة موازية للفن كونه لا يطعم خبزاً. من أين تأكلين الخبز الآن؟
•من الفن. لكل مهنة في الحياة تحديات وتنازلات. وخوض التحدي في مهنة نحبها أفضل من العكس. ما من هدف نبلغه بالسهل.
تصوير: كريس غفري
--------------------------------------------------------
المصدر :بيروت ـ القدس العربي 
المصدر : 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption