أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 13 أغسطس 2017

قضايا المسرح العربي في مجلة "ذوات"

مجلة الفنون المسرحية

قضايا المسرح العربي في مجلة "ذوات"

السبت، 12 أغسطس 2017

حازم شبل يفوز بمنصب نائب رئيس الهيئة العالمية لمصممى المسرح

مجلة الفنون المسرحية


حازم شبل يفوز بمنصب نائب رئيس الهيئة العالمية لمصممى المسرح


الفجر الفني :

حصل مصمم الديكور والإضاءة المصرى حازم شبل، على منصب نائب رئيس وعضو مجلس إدارة الهيئة العالمية للسينوجرافيا ومعماريين وتقنيين المسرح OISTAT للفترة من 2017 الى 2021 ) وذلك فى انتخابات الجمعية العمومية للهيئة الدولية والتى أقيمت فى مدينة تايبييه عاصمة تايوان. 

دور حازم كنائب الرئيس وعضو مجلس إدارة دولي يتطلب منه حضور أربعة اجتماعات دولية سنوياً يقام كل منها في دولة مختلفة .. لبحث أعمال ونشاطات هيئة مصممين المسرح.

حازم ومعه الدكتور مروة عودة وعمر المعتز بالله كانوا مشاركين أيضاً "بناء على إختيار أعمالهم من قبل لجنة دولية" فى الدورة الرابعة لمعرض التصميمات العالمية World Stage Design والذى اقيم فى تايبييه فى الفترة من 1 الى 9 يوليو 2017 ومعرض التصميمات العالمية World Stage Design هو من أهم المعارض الدولية الذى يقام كل اربع سنوات فى بلد مختلفة ويتقدم له مصممين المسرح بأعمالهم ويتم اختيار عدد من التصميمات لعرضها بشكل فعلى فى معرض علنى.

جمعية المسرحيين : عبدالحسين عبد الرضا، قامة فنية شاهقة له حضوره الإنساني في الوسط الفني

مجلة الفنون المسرحية


جمعية المسرحيين : عبدالحسين عبد الرضا، قامة فنية شاهقة  له حضوره الإنساني في الوسط الفني

أصدرت جمعية المسرحيين في الأمارات العربية المتحدة بيان تأبين الفنان الكويتي المرحوم حسين عبد الرضا  
وقد جاء في البيان : 

خسارة ثقيلة ضربت الأوساط الثقافية والفنية في الخليج والوطن العربي ليلة أمس الحادي عشر من أغسطس 2017 بخبر وفاة الفنان الكويتي القدير عبدالحسين عبد الرضا بعد صراع مع المرض في إحدى مستشفيات لندن، هذا الرحيل الذي اختار قلوبنا وقلوب أجيال كبرت على محبة "بو ردح" و"حسين بن عاقول" و"عتيج" و"أبو الملايين" ليغرس فيها سهاماً من الألم والوجع، ويرسم فوق الوجوه دروباً من زلق دمع العيون، بحجم ومقدار تاريخ الراحل الكبير وقدر عطائه لما يقترب من ستة عقود من الزمن.
وإذا ما أراد باحث أو دارس الكتابة عن التجربة المسرحية والتلفزيونية في الخليج، فإن صفحات عبدالحسين عبدالرضا ومحطاته الفنية التي مشى في دهاليزها، كفيلة بمدّ الباحثين بكل ما يحتاجون إليه، بما حوته من أصالة وعمق وثراء وغنى وتنوع، وبما طرحه الراحل من مواضيع وقضايا شاكست الواقع والمسكوت عنه عبر بوابة الكوميديا في شتى أشكال القضايا الإنسانية التي رافقت نشوء دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي والوطن العربي منذ ستينات القرن المنصرم وحتى آخر أيام الفارس الذي ترجل رحمه الله.
عبدالحسين عبد الرضا، قامة فنية شاهقة، له حضوره الإنساني في الوسط الفني، وله أدواره الاجتماعية الكبرى في أيام المحن، واحد من أهم مؤسسي الحركة الفنية في الخليج، حيث شارك في صنع ملامح البدايات الفنية في الكويت والخليج، عبر تأسيسه لفرقة المسرح العربي في العام 1961 وفرقة المسرح الوطني في العام 1976 وأسس مسرح الفنون في العام 1979، وتعود بداياته إلى أول عمل مسرحي باللغة العربية الفصحى تحت عنوان "صقر قريش" في العام 1961.
عبدالحسين عبدالرضا قدم للمسرح الكثير من الأعمال المسرحية التي ستظل عالقة في ذاكرة كل مشاهد خليجي وعربي، وكذلك له صولاته وجولاته التلفزيونية التي ستظل شاهدة على جمال ما قدمه الراحل من عطاء ومنجز يحق لنا أن نفخر به على طول المدى، كرمته العديد من المؤسسات والجهات والهيئات الثقافية والفنية في معظم الدول العربية، وحفظت الإمارات قدره وكرمته في أكثر من مناسبة، من بينها مهرجان أيام الشارقة المسرحية ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ومهرجان المسرح العربي.
وإنا إذ نعزي أنفسنا ونعزي أهلنا في الكويت بوفاة صانع الإبتسامة القدير عبدالحسين عبد الرضا، نعبر عن وقوفنا وتضامننا مع فناني الكويت في مصابهم الجلل، سائلين العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جمعية المسرحيين
12 أغسطس 2017

تداولية الايماءة في المسرح الصامت (Pragmatics of gesture )

مجلة الفنون المسرحية


تداولية الايماءة في المسرح الصامت  (Pragmatics of gesture )

*د. أحمد محمد عبد الامير

يعرف علم الإيماءات بمعناه الواسع بأنه : علم يخص جميع القنوات غير اللفظية التي تصدر عن الجسم ، فالإيماءة هي حركة العين والنظرة ووضعية الجسد وحركاته المختلفة والمسافة بين المتحدثين ( المسافة المحيطة بالجسد وكيفية التصرف بها ) ، نغمة الصوت وسرعته ، وحتى مدة الصمت .. الإيماءة جزء أساسي من التواصل البشري القديم ومهما يفعل الإنسان سواء تحرك أم لم يتحرك صمت أم لا ، فإن هناك دوماً إشارات تصدر عنه والتي تهدف لإيصال رسالة ما وليس هناك حركة عشوائية ، إذ أنّ كل حركة تدل على شيء ما ( ) . لذا تُعَرَّف على أنها  "حركة وضعية لها دلالتها ومعناها ، إذ إنّ حركة إصبع صغير تؤدي إلى معنى معين " ( ) . وتعدُّ الصورة المتشكلة لما نفكر فيه ، فهي لا توضح مقاصدنا ونوايانا فحسب ، وإنما تصف مواقعنا كما تظهر للآخرين ، وانعكاساً لجذورنا ، ولثقافتنا ولموقعنا الوظيفي ، ولمشاعرنا أيضاً . ومن هنا يبدو مصطلح تداولية الايماءة واستخدامها الاجتماعي امر هام في عملية التواصل والافهام .
تُعرف التداولية ( Pragmatics ) بأنها " دراسة استخدام اللغة في شتى السياقات والمواقف الواقعية وعلاقة ذلك بمن يستخدمها " ( ) . كما تهتم بدراسة العلاقة القائمة بين العلامات ومفسريها ، بمعنى آخر دراسة دلالات العلامة كما يستعملها مستخدموها ضمن الفعل القصدي لديهم ( ) ، وهي مصطلح يدل على العلاقة القائمة بين الأعمال الفنية والوقائع الحقيقية ( ) . وهي أيضاً " علماً يعنى بالبعد الاستعمالي الانجازي للعلامات كما تعنى بالبؤرة المركزية في الثيمات مع التأكيد على العلاقة بين العلامات وسياقها " ( ) . كما يُعرِّف ( بيرس ) التداولية بأنها علم قواعد التأويل،  لأن كل تأويل للعلامات لديه هو تأويل تداولي بالطريقة التي تكون فيه العلامة هي ما تنتجه القراءة المستندة للسياق ، لذا فكل قراءة للعلامات هي قراءة سياقية ، وان كل سياق هو تداول أيضاً ، كذلك يؤكد ( بيرس ) اهتمامها بدراسة الظروف اللازمة لنقل دلالة العلامة من عقل إلى آخر. كما تهتم بدراسة الظروف الشكلية لقوة الرموز أو السلطة التي يمكن أن تمارسها هذه الرموز على العقل ، وبتعبير آخر ، المرجعيات العامة بالنسبة لمؤولاتها ، ومن ثمَّ تكون التداولية نظرية في الظروف العامة التي تحدد مرجعية الرموز والعلامات ( ) .
يؤكد ( بيرس ) هنا ما سبق للباحث أن طرحه في عدة الإيماءة بنية دلالية تختلف اشتغالاتها من سياق إلى آخر ، فهي بنية متحركة قابلة للتحول خاضعة للظروف المجتمعية التي ترد فيها ، لذا يمكن للباحث الإشارة إلى أنّ البعد التداولي الذي يمنح لبنية الإيماءة جعلها أكثر قدرة على نقل البنى الفلسفية ، المجتمعية وإفرازاتها وتحولاتها وظروفها ، أكثر من غيرها كـ( اللغة اللفظية ) ، لأنها لصيقة بالسياق الذي لا يمكن أن تقرأ بمعزل عنه ، حتى تتمكن من نقل الهوية المجتمعية أو الحالة العقلية إلى الآخر ، لهذا تحمل بنية الإيماءة دلالة معرفية تتمثل بالكشف عن خفايا الواقع نفسياً وفكرياً ودلالة جمالية لأنها تقدمه بصورة يمكن احتمال تناقضاته وقسوته إلى المستوى الذي يسمح بقراءتها ولها أيضاً دلالة تواصلية بنائية ، لأنها بنية مستندة بالأساس إلى سياق محبوك ولا يمكن فهم هذه الدلالة من غير تفسير يقع ضمن سياق العرض وفكرته . 
إنّ قدرة بنية الإيماءة على نقل البنى الفلسفية المجتمعية ، تتضح من خلال نمط التحية الذي يقدم بين الشعوب المختلفة للتواصل كتحية المجتمع الشرقي ( اليابان ) المتمثل بضم الكفين تحت الذقن مع الانحناء البسيط من خلال الجذع ، وهي بذلك تختزل ثقافة شعوب تعكس مقدار الود والسلام والاحترام المتبادل بينها . كما تتمثل التحية العربية من خلال رفع كف اليد اليمنى عالياً تجاه الشخص الآخر ، فهي منبثقة من فلسفة مجتمع بكامله تتمثل فيه قيم الفروسية وحمل السيف ، فتبدو التحية فيها حادة كحدة السيف في القطع ، فشكل الحركة وآلية أدائها ( تشكلها الأدائي ) جاور تاريخ البيئة العربية واستطاعت الإيماءة التعبير عن فلسفة مجتمع واختزلت تاريخ صيرورته . 
إنَّ معنى الكلمة لدى ( برتراند رسل ) يأتي من استعمالها والغرض من هذا الاستعمال، فالكلمة تحمل معنى غامضاً ينكشف فقط عن طريق ملاحظة استعمالها ، فالاستعمال يأتي أولاً ومن ثمَّ يتحدد المعنى ( ) . " والمعنى لا يعطى من خلال الكلمة ولا من خلال الأشياء التي تشير إليها بل من خلال آلية التوظيف والاستخدام والذي يمكن أن يدرس بدوره دراسة دلالية تداولية " ( ) . إنّ إشارة ( رسل ) هذه تدل على أن دلالة الإيماءة هي وليدة دقة أو مهارة الاستخدام لها ضمن سياق مناسب لفكرة العرض ، فهذا الاستخدام يعمل على تأجيل الدلالة ، حتى إكمال العرض وبانتهائه تنتهي القراءة الدلالية التداولية له . كذلك تؤكد إشارة ( رسل ) على أنّ الإيماءة ليست بالمفردة الأدائية ، بل هي بنية دلالية يمكن أن تعطي المعنى عندما ترتبط بغيرها من الإيماءات ضمن سياق واحد . ففكرة قيمة الإنسان وكفاحه ونضاله من أجل وجوده كفرد أو كهوية إنسانية ، لا يمكن أن تعطي في لحظة واحدة في جملة إيماءات المشهد الأول أو الثاني بل من خلال جملة العرض كله ، مع ملاحظة أهمية أن تتضح في العرض أبعاد المعنى الكلي في كل مشهد حتى يدرك المشاهد نمو الدلالات مع استمرار قراءته للعرض . كما في السكون الإيمائي أو الصمت في المشاهد اللفظية والذي يتحول إلى فعل إذا جاء ضمن سياق الكلام وهو قدرة دلالية إذا صمت لغاية ما ، ودلالة السكون تتغير بحسب السياق ، إذ قد تكون دلالة السكون غضباً ، أو عجزاً ... الخ  . لذا فقد اهتمت التداولية بدراسة السياق للكشف عن القوانين العامة التي تحدد دلالة الموضوع أو الفكرة . لهذا يمكن للباحث أن يورد المخطط الآتي لتوضيح ذلك : 






لمفهوم السياق وعلاقته بالتداول ، قدم ( هاليدي ) توضيحاً من خلال تأكيده على أن فهم اللغة كنظام يتطلب فهم الكيفية التي تعمل بها في السياق ( النصوص ) . وبذلك يتحول الاهتمام من الجملة إلى مستوى النص ، فالسياق والنص عنده وجهان لعملة واحدة، والسياق هو النص الآخر أو المصاحب وهو يمثل – أي السياق –  البيئة الخارجية ( ) . وقد نشأت نظرية السياق لدى ( هاليدي ) قبل نظرية النص ، معتمداً على مفهوم سياق الموقف الذي طرحه ( مالينوفسكي ) ، والذي قصد به البيئة الشاملة التي يدور حولها النص ، كذلك أضاف ( مالينوفسكي ) مفهوماً آخر هو سياق الثقافة الذي يجد فيه مع سياق الموقف ضروري لفهم اللغات والثقافات ، على اعتبار أن لكل شعب من الشعوب إيماءاته الخاصة به ( إيماءات إقليمية ) والتي لها الأثر البارز في كيفية أدائها في العرض . أما ( فيرث ) " فقد طوّر هذين المفهومين ( سياق الموقف والثقافة ) وجعلهما مفهوماً عاماً وأساساً في نظرية اللغة ، والذي منحه الاهتمام سواء كانت أشياء أو حوادث أو الآثار التي يحدثها الخطاب على المشاركين  فيه " ( ) . على هذا الأساس حاولت التداولية الجمع بين حركة النص نحو الداخل لتمييز الوسائل الفنية المستخدمة مثل( الإضمار ، الافتراض المسبق ، الإقناع ) ، وإلى الخارج لتقيم العلاقة القائمة واللازمة بين هذه العناصر والسياق الموقفي والثقافي للنص ( ) . 
التداولية الاجتماعية ، تهتم بمناسبة أو صحة استخدام المعنى كما يرد في السياق الاجتماعي الذي يتداول فيه ، وتهتم التداولية الجمالية بمفاهيم متعددة من مثل قدرة الحوار ، أي ملاءمة الكلمات لنصوصها اللغوية ( ملائمة المنطوق لفكرة النص ) ، أي معرفة الآلية التي يتم بها توحيد الجمل وتنسيقها شكلياً وبطريقة تعمل على ترابط المعنى ،بينما تهتم إدارة الحوار بالتناوب في إدارة الحوار والاستخدام الأصح للعبارات ، أما قدرة التخطيط فتهتم  بعملية التعويض التي تمكن المشاهد من سد أي فجوة تواجه مشاهده ، وتستخدم لتصحيح أي إعاقة في التواصل ولزيادة حدته أيضاً ( ) . 
بذلك تكون القدرة التداولية المجتمعية أحد الأسس لفهم العرض الإيمائي الصامت ، وذلك من خلال رد دلالات الإيماءات إلى السياق الاجتماعي ، إذ تساعد آلية استخدام وتوظيف بنية الإيماءة على تعزيز ذلك من خلال ملاءمتها مع ثقافة المشاهد وتوحيدها في سلسلة معنوية منسقة أدائياً تكشف بشكل واضح عن ترابط أبعاد الدلالة في العرض ، وبشكل يعمل على قيام حوار جمالي بين أطراف الاتصال ( بنى العرض الإيمائية والمشاهد ) ، يتم من خلاله سد فجوات العرض الجمالية التي تظهر في المشاهدة . 
 يؤكد الباحث على أهمية مراعاة السياق المجتمعي في أثناء التخطيط لتصميم عرض مسرحي إيمائي ، كما يجب عدم إغفال سياقي ( الموقف والثقافي ) ، وما يقدمانه من تفعيل قدرات ( حوارية / جمالية ) تزيد القيمة الوجودية لفكرة العرض المسرحي . 
من خلال ما سبق ، تكون لدلالات بنية الإيماءة المعرفية والجمالية بعداً سياقياً تداولياً يتحكم في العرض ، لأن هذه الدلالات مشتقة أساساً من سياق أوسع هو السياق المجتمعي الثقافي . ويكون هذا التحكم من خلال قيام المشاهد بإرجاع المعنى إليه ، وبالتالي خضوع العرض إلى سياق يشكل أبعاده المعرفية والجمالية . لهذا لابدَّ للعرض الإيمائي الصامت أن يحوي أفكار السياق الثقافية والاجتماعية والتي تؤثر في اكتمال موضوع دلالاته .
         تركيز اهتمام التداولية بهيكل أو بناء السياق بشكل عام وتأثيراته في سياق العمل الفني ، هو لمعرفة الأسس التي تتحكم بدلالة العمل ( الإيماءة ) فإن أي خلل في السياق أو حتى الخطأ فيه ، سيؤدي إلى خرق هذه الأسس ، وتضييع الدلالة وكذلك المعنى ، والذي يسمى بانعدام المواءمة السياقية ، وهذا السياق قد يكون سياقاً ثقافياً أو اجتماعياً أو عرفياً . 
ما يمكن للباحث طرحه هنا ، هو خرق العروض الإيمائية للموائمة السياقية واشتغالاتها على الانزياح الدلالي ، من خلال كسرها لبعض القوانين السياقية أحياناً أو كلياً ، كما هو حاصل حالياً في العروض الحداثوية التي تصل إلى حد تعرية جسد الممثل وتوظيفه لبث سلسلة إيماءات قد تجدها التداولية خرقاً أو طرحاً غريباً ، كما ويحدث أن يضرب العرض بمادية الأشياء المستخدمة لبث الإيماءة وتجريدها ، ولا يستثنى منها دلالة الجسد ، فقد يغير الممثل جنسه من ( ذكر إلى أنثى ) أو العكس لبث إيماءات تتسم بخصائص المرونة والتحول والتكثيف والاختزال . لذا فإن الانزياح الدلالي الذي يتمرد على السياق يعطي للعمل المسرحي تغريباً جمالياً ويدفع المشاهد على تجاوز أطر المشاهدة التقليدية ، أو الحسية ليرتقي به إلى مصاف العقلي المتسامي من غير الالتذاذ بغرائز الجسد أو إيحاءات الإيماءة . 
وبما إن التداولية تدرس المعنى المقصود كما يرد في سياقه ، فإن كسر السياق هو بحد ذاته سيولد المعنى ، وهذا الكسر يخلق حالة من التغريب في المعنى والتشكل الأدائي يمكن أن يؤثر على تحديد معنى إيماءات العرض الأخرى ، وكمثال على ذلك مشهد إيمائي يظهر سياقه حالة عاطفية تزداد حدة بين رجل وامرأة تشتد لتنتهي فجأةً بقتل الرجل للمرأة من غير تلميح أو تمهيد وبما يخالف سير سياقه الطبيعي في المشهد ، فيخلق صدمةً معرفيةً إزاء فعل التغريب الإيمائي ويولد عدة احتمالات دلالية تدفع المشاهد ليعيد تنظيم قراءته وفهمه لدلالة الإيماءات السابقة وقراءته للأحداث اللاحقة والعمل الدرامي ككل ، وبهذا الوصف فهي تتحرك أفقياً وعمودياً في قراءة المشاهد إلى أبعد من الدلالة المباشرة ابتداءً من معطيات الإيماءة الجديدة إلى سياق مرجعي يعتبر قاعدة أساس . 
تهتم التداولية - في موضوع التمثيل الإيمائي الصامت - بالتفاعل المتبادل بين الإيماءة وسياقها ومدلولها ، إذ يتطلب كلاً منها وجود الآخر من جانب ، وبين الإيماءة وسياقها من جانب آخر ، إذ يستدعي سياق الحال بنية إيمائية معينة لتعطي دلالة معينة  مناسبة ، كما في احمرار الوجه عند الخجل والغضب ، أو " ضرب الكف بالكف عند الذم ، كما هو وارد في الآية الكريمة {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } [ الكهف : 42 ] ، وعضّ الأنامل عند الغيظ ، كما في قوله تعالى {وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
[ آل عمران : 119 ] " ( ) . وكذلك يعمل السياق على تبادل المعاني التي تعمل على المستوى الحسي ، الحركي ، وتبقى الإيماءات التداولية العرفية ذات طابع تبادلي من ثقافة لأخرى كأعراف الزواج ، والترحاب ... الخ . 
على سبيل المثال ، تشير قبضة اليد المرفوعة إلى جانب الخد وعلى نحو يتجه الإبهام إلى الخلف ، يشير إلى زمن الماضي المنصرم بخط تخيلي للزمن ، أما إشارة المستقبل فتنتج برفع اليد إلى الوجه والإبهام يشير إلى الأعلى ثمَّ تتحرك اليد إلى الأمام ، وكلما كانت حركة اليد إلى الأمام أكثر كانت فترة المستقبل أكبر ( ) .
كما تدخل طقوس التعبد لدى أي قبيلة أو مجتمع أو مذهب أو إيماءة دينية مدلولة لديهم  يضاف إلى ذلك ، وجود الكثير من الإيماءات النفسية المتداولة كوضع اليد على الفم عند الكذب ، أو تفريغ الانفعال في الجيب عند القلق . 
وهناك أيضاً إيماءات ثقافية متداولة ، كتناول وجبات الطعام ، وارتداء الألبسة 
( بروتوكول ) كما يجري حالياً في عدد من الدول ، إذ يدخل رجالها السياسيون والدبلوماسيون دورات داخل معاهد متخصصة للتدريب على الإيماءات البروتوكولية الثقافية ، أو المعاهد الخاصة بالإيماءات التجارية التي تعمل على تأهيل العمال ليتمكنوا من مزاولة مهنتهم القائمة على إقناع وترغيب المشتري ، ونضرب لذلك مثلاً ، معهد ( آلن بيز ) في نيويورك ، ومعهد ( منى غريب للإيحاء والإيماءة ) في دولة الكويت ، ومعهد الإيماءات التجارية في السعودية والفرق المتخصصة بفنون الاداء والايماءة والتمثيل الايمائي الصامت . 


*سيرة ذاتية
أحمد محمد عبد الأمير حمد .
- مواليد بابل / الحلة (1970 م) .
- بكالوريوس تربية مسرحية / كلية التربية الفنية / جامعة بابل (1993- 1994 م) . 
- ماجستير تربية مسرحية / كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل 2002 م بعنوان : (الملامح الفكرية والفنية لمسرح ما بعد الحرب في العراق 1990 – 2000 م) .  
- دكتوراه اختصاص فلسفة التربية المسرحية –  تمثيل صامت / كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل (2009 م) بعنوان: ( الدلالات المعرفية والجمالية للإيماءة في التمثيل الصامت ) .
- الاختصاص الدقيق : مدرس مادة التمثيل الصامت ، واللياقة البدنية .
- يدرس في قسم الفنون المسرحية المواد التالية : التمثيل الإيمائي الصامت ، التمثيل ، اللياقة المسرحية .
- مؤسس ( ورشة دمى للتمثيل الصامت وخيال الظل ) في كلية الفنون الجميلة / بابل المتخصصة في الأعمال الإيمائية الصامتة والراقصة منذ عام (2005 م) .
- عضو هيئة تحرير صحيفة الاديب الثقافية .
- له كتاب : عن دار الأيام للنشر والتوزيع في العاصمة الاردنية عمان كتاب تحت عنوان : المسرح الصامت بين المفهوم والتقنية (التمثيل الإيمائي، الرقص الدرامي، مايم خيال الظل) .
- البحوث المنشورة في المجلات العلمية التابعة إلى جامعة بابل :
1. التصميم الحركي في فن التمثيل الصامت .
2. تطبيقات القوانين الإدراكية للجشتالت في الرقص الدرامي .
3. الملامح الفكرية في نصوص الخيال العلمي المسرحي(مسرحيات كارل تشابيك نموذجاً) .
4. ظاهراتية (انغارد) في العرض الدرامي العراقي الراقص .
5. الادراك الجمالي للعرض الدرامي الراقص في العراق .
6. تقنية الحركة في فن التمثيل الصامت في العراق .
7. جماليات العناصر البصرية والسمعية للعرض المسرحي الصامت في العراق .
8. جمالية العناصر الفنية لعروض مسرح مايم خيال الظل .
- المشاركات الفنية المحلية والقطرية والعربية في مجال العرض المسرح عن طريق جامعة بابل، ونقابة الفنانين، وزارة الثقافة والإعلام، دائرة السينما والمسرح، دار ثقافة الاطفال : 
1. مهرجان المسرح العراقي (1992 م) .
2. مهرجان المسرح البابلي الأول والثاني (97 – 1998 م) .
3. مهرجان منتدى المسرح / بغداد (1998 م) .
4. مهرجان الموندراما الثاني / بغداد (2000 م) .
5. مهرجان الوفاء الخليجي الثاني (2000 م) .
6. مهرجان الوفاء الخليجي الثالث (2001 م) .
7. الملتقى الدولي الخامس لجامعة جنوب الوادي / مصر (2002 م) .
8. مهرجان الحرية الاول ، والثاني / نقابة الفنانين بابل (2003 - 2004 م) .
9. مهرجان كربلاء التجريب (2007 م) .
10. مهرجان الابداع للشاعر موفق ابو خمره / اتحاد الادباء / بابل (2007 م) .
11. مهرجان الشهادة / النجف (2007 م) .
12. المشاركة في الورشة التطويرية للأداء المسرحي ( ورشة المستقبل ) / دمشق  (2008 م) من قبل المعهد السويدي وفرقة أكيتو كعضو إداري .
13. مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدورة العشرون / القاهرة (2008 م) .
14. مهرجان العرض المسرحي الصامت وزارة الشباب / بابل (2010 م) .
15. مهرجان هواة المسرح / منتدى المسرح بغداد (2010 م) .
16. مهرجان المسرح التعبيري الصامت / الموصل (2010 م) .
17. مهرجان المسرح التعبيري الصامت لوزارة الشباب / فرع بابل (2011 م) .
18. مهرجان مسرح الشوارع الدولي / دربندخان نادي المسرح (2011 م) .
19. المشاركة في ( مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي ) 2012 م ، في عرض ( صور من بلادي / مايم خيال الظل ) على المسرح الوطني .
20. ( مهرجان المسرح التعبيري الصامت ) لوزارة الشباب / فرع بابل 2012 م ، في العرض الايمائي (القضية) .
21. ( مهرجان التراث البابلي الاول ) لوزارة الشباب / فرع بابل 2013 في عرض مسرحية (صور من بلادي) .
22. مهرجان (بابل للثقافات والفنون العالمي الثاني) 2013 م .
23. مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية ( أيام مسرحية عراقية ) المركز العراقي للمسرح في مسرحية (صور من بلادي ) على المسرح الوطني 30 / 9 / 2013 م.
24. (مهرجان بغداد الثالث للطفولة) وزارة الثقافة / دار ثقافة الطفل في المسرحية الصامتة (شارلي شابلن وعازفة البيانو) بغداد 29 / 20 / 2013 م .
25. (مهرجان جماعة المسرح المعاصر الاول للشباب) البصرة الندوة الفكرية الموسومة (مسرح الشباب .. الواقع والافاق المستقبلية) 20 / 10 / 2014 م .
26. المشاركة في مهرجان مسرحنا ضد الارهاب / بغداد صمم مشاهد خيال الظل لعرض (امام الباب ) 20015 م .
27. مهرجانات كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل لسنوات عديدة ومشرفا على اعمال الطلاب .
28. ملتقى فنون العرائس والفرجة العربية الشعبية / الشارقة للهيئة العربية للمسرح شارك في تقديم اعمال ايمائية صامتة 2016 م .
- عضو في : 
عضو عامل في نقابة الفنانين / فرع بابل منذ عام 1993 م .
عضو في فرقة أكيتو للرقص الدرامي / السويد 2002 م ، عضو إداري 2008 م .
عضو مؤسس لفرقة مسرح بابل / دائرة السينما والمسرح – وزارة الثقافة 2010 م .
عضو مؤسس منتدى ثقافة الطفل / اتحاد الأدباء المركز العام / بغداد 2013 م .
- مؤلف ومخرج وممثل مسرحي . 
- الجوائز المشاركات والشهادات التقديرية في مجال المسرح : 
1. جائزة أفضل ممثل / مناصفة في مهرجان المسح البابلي الأول 1997 م .
2. جائزة أفضل نص مسرحي في مهرجان المسرح البابلي الثاني لتألفه مسرحية (أسطورة عودة التنين) 1998 م .
3. جائزة افضل عرض مسرحي متكامل لمسرحية (أسطورة عودة التنين) 1998 م لذات المهرجان .
4. أفضل عرض مسرحي متكامل عن تأليفه ومشاركته في أخراج وتمثيل مسرحية (في انتظار ...) في مهرجان منتدى المسرح / بغداد 1998 م .
5. جائزة نقاد المسرحيين العراقيين لنفس العمل في مهرجان منتدى المسرح / بغداد 1998م.
6. جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان الوفاء الخليجي الثاني / بصرة 2000 م.
7. جائزة أفضل مخرج مسرحي عن مشاركته في أخراج عرض مسرحية (الشاهد والمشهود) في مهرجان الوفاء الخليجي الثالث 2001 م .
8. جائزة الإبداع في الملتقى الدولي الخامس / مصر 2001 م .
9. جائزة تقديرية من فرقة (مسرح خور فكان / الإمارات) 2001 م .
10. جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل عن تأليفه ومشاركته في تمثيل مسرحية (حافلة الزمن المفقود) في مهرجان الحرية الأول / بابل 2003م .
11. جائزة مهرجان كربلاء التجريبي لإخراجه العرض الدرامي الراقص (كرستال) / كربلاء 2007 م .
12. جائزة تقديرية من فرقة أكيتو للرقص الدرامي لمشاركته في ورشة المستقبل / سوريا 2008م.
13. أفضل عرض مسرحي صامت عن إخراجه وتقديمه عرض (لاصقوا إعلانات) بانتومايم / بابل 2010 م .
14. جائزة أفضل مؤلف مسرحي في مهرجان هواة المسرح (حافلة الزمن المفقود) ونال العرض جائزة أفضل إخراج وأفضل سينوغرافيا، وأفضل عرض مسرحي متكامل من قبل لجنة نقاد المسرح في العراق 2010 م .
- المشاركة في (مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي) 2012 م في عرض (صور من بلادي / مايم خيال الظل) على المسرح الوطني .
- المشاركة في ( مهرجان يوم المسرح العالمي ) نقابة الفنانين العراقيين / بابل في عرض مسرحية (صور من بلادي) 2013. 
- المشاركة في (مهرجان التراث البابلي) المقام من قبل وزارة الشباب والرياضة  2013 في عرض صور من بلادي  .
- المشاركة في فعاليات ( بغداد عاصمة الثقافة العربية ) أيام مسرحية / للمركز العراقي للمسرح 30 / 9 / 2013 م في عرض (صور من بلادي) على المسرح الوطني . 
- المشاركة في فعاليات (بغداد عاصمة الثقافة العربية) مهرجان مسرح الطفل العراقي / دار ثقافة الطفل الثالث / بغداد في عرض (شارلي شابلن وعازفة البيانو) 29 / 10 / 2013م .
- المشاركة في فعاليات (يوم السلام العالمي) بغداد على مسارح شارع المتنبي في عرض ايمائي صامت للأطفال (أثر صورة) لدار ثقافة الطفل / بابل 2014م .
- المشاركة في الندوة الفكرية الموسومة (مسرح الشباب .. الواقع والافاق المستقبلية) (لمهرجان جماعة المسرح المعاصر الاول للشباب) البصرة 20 / 10 / 2014 م .
- عضو لجنة تحكيم المهرجانات التالية : 
1. مهرجان مسرح الدمى / وزارة الشباب / فرع بابل 2012 م . 
2. مهرجان المسرح المدارسي للمدارس الثانوية / النشاط المدرسي / بابل 2012 م .
3. مهرجان كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل 2013 م .
4. مهرجان المسرح الحسيني الثاني / نقابة الفنانين / بابل 2013 م .
- من مؤلفاته المسرحية ، نص: في انتظار ...، أسطورة عودة التنين ، حافلة الزمن المفقود، معقول، شك . 
- ألف سيناريوهات لأعمال صامتة ( بانتومايم ، مايم ) ورقص درامي ( لورشة دمى للتمثيل الصامت ): لاصقوا إعلانات (بانتومايم)، شك (رقص درامي)، كريستال (رقص درامي )، السينما تحت أقدام شارلي (رقص درامي ، ومايم)، الولوج من الباب الضيق (مايم شوارع)، صور من بلادي (مايم خيال الظل)، شارلي شابلن وعازفة البيانو، أثر صورة (عمل إيمائي صامت للأطفال) قدم لدار ثقافة الطفل/ بابل .
- قدم عدة أعمال مسرحية لعدة مؤسسات فنية : نقابة الفنانين، اتحاد الأدباء، وزارة الشباب والرياضة / مركز شباب بابل، فرقة أكيتو السويدية، نادي المسرح / بابل، المركز العراقي للمسرح / بغداد، دار ثقافة الطفل / بابل .
- قدم دورات حول مادة التمثيل الصامت في مركز شباب بابل 2010 م، 2012 م .
- كتب مقالات تخص الفن المسرحي في عدة صحف ومجلات محلية ومواقع الكترونية . 
- شارك في عدة ورش فنية ( محلية ودولية ) :
1. ورشة فرقة أكيتو للرقص الدرامي بصفة راقص / بغداد 2002 م على المسرح الوطني ومسرح الرشيد . 
2. ورشة خطوة المستقبل ، التابعة للمعهد السويدي التي أقيمت في سورية بصفة إداري ومسؤول عن الأنشطة الطلابية / دمشق 2009 م وشارك فيها عدة دول: سورية، المغرب، الجزائر، العراق. ودرب فيها الجنسيات التالية: السويد، ايطاليا، سورية .
3. ورشة خطوة المستقبل الثانية بصفة إداري / الجزائر 2010 م مدينة وهران .
4. قدم عدة ورش للتمثيل الصامت وخيال الظل في : جامعة بابل وجامعة واسط 2015 – 2016 م ..
5. كتب مقالات تخص الفن المسرحي في عدة صحف ومجلات محلية وعربية ومواقع الكترونية.
6. اشرف على مهرجان العروض الايمائية القصيرة في كلية الفنون الجميلة / جامعة بابل 2016 م .

    
م . د. أحمد محمد عبد الأمير
Ahmeed_pantomime@yahoo.com


الجمعة، 11 أغسطس 2017

فرقة هواة الخشبة تقدم دورة في توظيف الفلكلور بسلطنة عمان

مجلة الفنون المسرحية

فرقة هواة الخشبة تقدم دورة في توظيف الفلكلور بسلطنة عمان
 
أبراهيم الحارثي : 

أنطلقت فرقة مسرح هواة الخشبة  يوم الثلاثاء الماضي 8 أغسطس بورشتها المسرحية بعنوان توظيف الفلكلور في المسرح العماني والتي ستستمر حتي 21 من شهر الجاري في النادي الثقافي بمسقط. 

 باشراف وتقديم الدكتور المخرج عبد الكريم جواد  من سلطنة عُمان والمخرج الأستاذ عاهد عبابنه من إيطاليا ، تم تجزئة  الورشة إلى ثلاثة مراحل وهي  حركة الممثل على خشبة المسرح وخيال وتخيل واستلهام وستحضار الموروث الشعبي وكيفية توظيفيه من طقوس الفلكلورية إلى لغة المسرحية معاصرة والجدير بذكر أن الورشة بدعم من اللجنة الوطنية للشباب .

أكد الأستاذ المخرج خليفه الحراصي أن من أهداف الورشة التعرف إلى واقع الموروث الشعبي وإلى جوانبه الموسيقية والإيقاعية وكيفية توظيفها كلغة مسرحية معاصرة وكما انها فرصه لإلتقاء المسرحيين العُمانيين وخلق مناخ لتبادل الخبرات المسرحية والأستفادة من الخبرات العالمية . ويشيد الحراصي على أهمية إقامة هذه الملتقيات المسرحية والبحث في الموروث الفلكلوري والتراثي الذي تتميز وتشتهر به السلطنة العُمان وعلى كيفية توظيف الموروث الشعبي في المسرح فهو  إثراء لحركة المسرح العُماني بشكل خاص من خلال أستعراض للمراحل التي قطعتها العلاقة بين المسرح والتراث الشعبي والتوقف عن أبرز الأشكال التراثية العُمانية التي تحمل في بنيتها التركيبية سمات درامية وموسيقية. وكما شكر الحراصي اللجنة الوطنية للشباب الداعمة لهذة الورشة والتي إمنت بمضمون هذا النشاط لما يحمله من فكرة مميزة وأهداف تصب في أنعاش الحراك المسرحي والثقافي العماني .





أزمة اللغة في "المسرح الجديد" في إسبانيا

مسرحية «هن» … خمس نسوة سوريات يروين مأساة الأبناء

مجلة الفنون المسرحية


مسرحية «هن» … خمس نسوة سوريات يروين مأساة الأبناء


سوزان المحمود - الحياة

يحاول الفنانون السوريون في دمشق الاستمرار على رغم الحرب والحصار والظروف الصعبة التي يعيشونها. وعلى خشبة مسرح القباني في دمشق يبدو العرض المسرحي «هُنَّ» للكاتبة والمخرجة آنا عكاش محملاً بالآثار التي تركتها الحرب على النساء. تقول آنا في كلمة على ملصق المسرحية وعلى لسان شخصياتها داخل العرض: «الحرب بتغير مفاهيم كتيرة وبتكشف أشياء مخباية جواتنا ما كنا منعرف إنو موجودة فينا، وبيجوز منعرف، بس ما بدنا نشوف. بس طلعت هيك الحرب مراية كبيرة أصفى من الميّ».
يبدأ العرض بترتيل نسوي للفاتحة، خمس نسوة يرتدين لباس الحدا، فالبلاد في مأتم جماعي كبير، بدأت بإعلانه ترتيلاً إحداهن وأصغرهن سناً ثم بدأن جميعهن بالترتيل معها ثم بترتيل آية أخرى من القرآن كالآيات التي ترتلها عادة النساء الدمشقيات عن روح الميت والتي تدعى «الصمديات» في مجالس العزاء، فجميعهن مفجوعات بأزواج وأبناء وآباء وإخوة، وأعمام، وعشاق وغيرهم. ثم يبدأن بسرد القصص عن أبنائهن الذين كانوا إخوة يلعبون في الحارات نفسها ويأكلون معاً ويدرسون معاً ثم كيف تحولت فجأة اللعبة البريئة بالأسلحة البلاستيكية إلى لعبة وحشية قتل فيها بعضهم بعضاً. تقول إحدى الشخصيات: «من رمى الأسلحة الحقيقية بين أيديهم»؟ وفي معنى آخر من لوث البراءة في قلوبهم وجعلهم قتلة؟ لم تصدق الأمهات أن أيدي أبنائهن يمكن أن تحمل أسلحة حقيقية وتقتل.
الشخصيات النسائية الخمس اللواتي يقتصر عليهن العرض ينتمين إلى ثلاثة أجيال، السيدتان الكبيرتان تمثلان الأمهات، وتسردان قصصاً عن أبنائهما وتبدوان أنهما تمثلان طرفين مختلفين تصارع أبناؤهما فقتل بعضهم بعضاَ. وجعلت إحدى الأمهات ابنها الآخر يصبح لاجئاً لتنقذه من حمام الدم، هذه الأم التي صرخت: «واحد لي وواحد لك يا وطن»، وشخصية سيدة في متوسط العمر تتحدث عن الحب وعن عشاقها وعن قاسيون الجبل الشهير الذي يطل على دمشق والذي يلتقي فيه العشاق ليستمتعوا بجمال إطلالة مدينة دمشق من على كتفه. وكذلك عن أملها بأن تصبح ذات يوم أماً هي التي اضطرت في إحدى مراحل حياتها إلى إجهاض نفسها لكي لا تنجب طفلاً بلا أب في مجتمع يهين الأمهات العازبات فوأدت أمومتها باكراً، لكنها لا تزال تأمل بأن تجد زوجاً حبيباً يقدرها وتنجب منه طفلاً. الشخصيتان الأخيرتان الأصغر سناً من الجميع، الصبيتان اللتان تمثلان الجيل الذي فتح عيونه على الحرب والذي عاش الكارثة بكل تفاصيلها من الموت تحت القذائف إلى الموت على جبهات القتال المختلفة. هكذا أصبحت الفتيات اليافعات كهلات بسبب الحزن وفقدان أحبة، والأصعب من كل شيء، فقدان الأمل بحياة آمنة ومستقبل إنساني طبيعي، وبالحب وبوجود أحبة قادمين. فمعظم الشباب يقتلون في هذه الحرب على مختلف الجبهات. وهنا تستحضر الكاتبة- المخرجة آنا قصة قتل الإخوة وندمهم على القتل من خلال سرد قصة الأخوين قابيل وهابيل وأسقطتها على الواقع المعاصر.
لم يكن مطلوباً يوماً من المسرح مسرحة الواقع، بل كان المطلوب دائماً خلق عالم موازٍ يعيد تشكيل الواقع وهو ما لم تستطع آنا القيام به. قدمت خمس شخصيات واقعية تماماً يسردن القصص التي تحدث كل يوم وفي كل بيت سوري. أصوات متعددة لم يحدث أحياناً بينها هارمونيا خاصة عندما كانت الشخصيات تكرر معاً عبارة واحدة مباشرة تحاول من خلالها التأثير في الجمهور في شكل مباشر وغير مبرر.
بدأ العرض بصرياً بعرض صور ألبومات عائلية يفترض أنها تخص عائلات الشخصيات، صوراً تعطي بعداً ماضياً من زمن آخر مختلف وسعيد، زمن ما قبل الحرب الذي يفترض أنه كان آمناً، على خمس قطع قماش مؤطرة استخدمت كشاشات وكأدوات عرض وكشباك اعتراف أحياناً. وهي مع الكراسي الخمسة والدفوف الخمسة كل أدوات الديكور في المسرحية، وقامت الممثلات بتحريك قطع الديكور جميعها أثناء الأداء، مع الموسيقى والإضاءة. يمكن القول إن العمل مقبول وكان بإمكانه أن يكون أفضل وأقل مباشرة وأكثر هدوءاً وانسجاماً.
ومن المعروف أن وزارة الثقافة السورية تقدم عروضاً متقشفة جداً بسبب الموازنة الفقيرة المرصودة للأعمال الفنية والرصيد المالي الذي يصل إلى أيدي الفنانين من مسرحيين وسينمائيين، قليل جداً، مما يؤثر عادة في نوعية أو جودة الأعمال الفنية.
أما الممثلات فهن: إيمان عودة، إنعام الدبس، رشا الزغبي، لبابة صقر، جولييت خوري. النص والإخراج من توقيع آنا عكاش وهي ناقدة سينمائية سورية وكاتبة ومخرجة مسرحية. ولدت في موسكو- روسيا. حصلت على إجازة في اللغة الإنكليزية من جامعة البعث، 1995 وإجازة في الدراسات المسرحية، المعهد العالي للفنون المسرحية، دمشق 2000 وماجستير في العلوم الثقافية، تخصص مسرح وفنون العرض، من المعهد العالي للفن المسرحي، تونس 2011.
كتبت العديد من السيناريوات آخرها خماسية «إيقاع». ولها مجموعة قصصية بعنوان «الفرح». وترجمت العديد من الكتب منها «تاريخ الأزياء المسرحية»، و «معجزة عادية- نصوص مسرحية 1937-1956» للكاتب الروسي يفغيني شفارتس.

الخميس، 10 أغسطس 2017

مسرحية "حمّام فرعون " تأليف عمر صوفي

مجلة الفنون المسرحية
المؤلف عمر صوفي 

كتاب "نماذج من المسرح الإسباني المعاصر " يمثل كل الاتجاهات الفكرية والفنية في اسبانيا

نجم: المسرح يعكس صورة المجتمع ويغرس القيم لدى الجمهور

مجلة الفنون المسرحية

نجم: المسرح يعكس صورة المجتمع ويغرس القيم لدى الجمهور


خالد الطيب- الوطن 

أكد الفنان والأديب راشد نجم أن "أهمية المسرح في حياتنا فالمسرح يعكس صورة المجتمع ويقول مالا يستطيع المواطن أن يقوله فهو يوجه رسائل ويزرع تساؤلات لدى الجمهور مما يغرس فيهم القيم ويغير السلوك فللمسرح قدرة كبيرة على التأثير".

وأشار، خلال الندوة الفنية "هل نحن بحاجة إلى المسرح" التي نظمتها أسرة الأدباء والكتاب الأحد في مقر الأسرة، إلى أهمية المسرح الوطني فهو مسرح ذا معمار وإمكانيات جميلة ولكن يعمل بسياسة معينة ألا وهي البدأ بالعروض الأجنبية لرؤية كيفية تعاملها مع إمكانيات المسرح ومن ثم بعد فترة السماح للعروض الوطنية للتقديم فيها بعد إنتقاء العروض المتميزة فالعروض الحالية والإمكانيات البسيطة لاترقى لأن تعرض في المسرح الوطني ونتمنى أن يكون هناك عمل مسرحي جدير فعلا بعرضه في المسرح الوطني ليكون بذلك تجربة رائدة ومثال يحتذى به من قبل جميع المسارح.

وأضاف أن العاملين في إدارة المسرح الوطني بلا شك تتوافر لديهم الرغبة في أن تكون هناك اعمال بحرينية تعرض على المسرح الوطني لكن بشروط معينة , ومازلنا في إنتظار ان يتحقق الحلم أن يكون هناك عروض وطنية على خشبة المسرح الوطني كما بين إن المسارح كالمناهج التعليمية قد تؤسس أو تدمر المجتمعات , إن قدمت بالصورة الصحيحة أسست وعدلت وإلا لكانت وبالا وشرا على المجتمع.

وأوضح أن إنقسام المسرح إلى نوعين كوميدي او تراجيدي لا يفقده أهميته فهو يعكس ميول الفرد فقط فالمسرحيات الكوميدية قد توصل رسائل بصورة مضحكة في حين أن التراجيدية توصلها بصورة حزينة وفي ذلك تمثيلا للحياة فليست كلها سعادة وليست كلها تعاسة ولكن تدور بينهما أكد على أن البحرين ملتفتة لذوي الاحتياجات الخاصة ولم تهمشهم فهم فئة فاعلة في المجتمع وأن الإعاقة في جهة لاتعني الإعاقة في الأخرى وفقدان حاسة لايعني فقدان كل الحواس، وهناك تجارب بسيطة لإدخال ذوي الإعاقة في المسارح وقد شاركو في العديد من المهرجانات ونافسو الاسوياء بل وحتى حققو مراكز ولكن نحن لا نحتاج إدخالهم فقط في المهرجانات بل نريد أن لا يخلوا عمل مسرحي إلا ويتم إدخال بعض المسرحيين من ذوي الإعاقة حتى يشعروا بأنهم جزء فاعل في المجتمع يمكن أن يقدم وأن يؤثر كما يؤثر غيره. وقد تم خلال الندوة استعراض الجانب التاريخي للمسرح بدءاً من المسارح العالمية مروراً بالعربية وإنتهاءا بالبحرينية وكانت أول تجربة مسرحية بحرينية في سنة 1925م والتي أقيمت في مدرسة الهداية الخليفية وكانت بعنوان "القاضي بأمر الله" .

وشدد على أن للمسرح هدف أعلى يقصده كل فاعل في التجربة المسرحية ومن هنا تبدو أهمية المسرح لأنه خطاب مؤثر وللتأثير جوانب إيجابية وسلبية فلا يصيب مصادفة بل بتحقيق سليم اجتهاد مستمر وإلا كان ترفاً فكرياً وثقافياً لا يرقى بالمجتمع بل يعرقل مسيرته التنموية حيث لا يوجد مسرح بلا تأثير.

" المسرحجي" أول برنامج مسرح في عالم البرامج الإذاعية

مسرحية "مَيْمُون " تأليف :عزة راجح

23 عرضًا تشارك في تجارب مهرجان نوادى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

23 عرضًا تشارك في تجارب مهرجان نوادى المسرح

 حسين الجندي - الدستور 

أعلنت الإدارة العامة للمسرح بهيئة قصور الثقافة، أسماء 23 عرضا مسرحيا لتجارب نوادي المسرح، والتي تم اختيارها لتمثل أقاليمها الستة بالدورة 26 للنوادي، التي تقام على مسرح "السامر" في السابع عشر من أغسطس الجاري.

وقال صبحي السيد، مدير عام الإدارة العامة للمسرح، إن لجان التقييم بالأقاليم الثقافية الستة، أنهت عملها السبت الماضي، وتسلمت استمارات تقييم 142 عرضا مسرحيا، وتم رصد تلك التقييمات وتحدد على أساسها العروض التي سوف تتنافس على جوائز المهرجان الختامي لنوادي المسرح الدورة 26.

مؤكدًا أن العروض التي تم تصعيدها للمهرجان الختامي، هي الحاصلة على أعلى الدرجات طبقا لتقييمات لجان التحكيم بكل إقليم ثقافي.

وأضاف السيد أن ختام الدورة 26 تعد تتويجا لموسم مسرحي طويل تقدم خلاله شباب النوادي بـ270 مشروعا مسرحيا بكل محافظات مصر، واختارت لجان المشاهدة والمناقشة 160 مشروعا للإنتاج، وانتج بالفعل 142 عرضا مسرحيا قُدموا خلال 73 ليلة عرض بشهري يوليو وأغسطس، وقد تحددت العروض المشاركة كالتالي: 

نوادي المسرح لإقليم القاهرة الكبرى، "عفريت السعادة" و"الخنزير" لنادي مسرح الجيزة، "طائر" لنادي مسرح السلام، "حكايات سيكوباتية" و"باب الفرج" لنادي مسرح بني سويف.

نوادي مسرح إقليم جنوب الصعيد "سينيت" لنادي مسرح الأقصر، "مقتل الغجرية" لنادي مسرح أرمنت.

نوادي مسرح إقليم وسط الصعيد "موال الوجع" لنادي مسرح مطاي، "من الألف إلى الواو" لنادي مسرح أسيوط؟

نوادي مسرح إقليم شرق الدلتا "رقصة الدم" لنادي مسرح المنصورة، و"القطة العميا" لنادي مسرح دمياط ومأساة الحلاج لنادي مسرح الزقازيق.

نوادي مسرح إقليم القناة وسيناء عروض نادي مسرح بورسعيد "+7 أشباح كامل نجفة"، و"وشم الغائب" و"القطة العميا" لنادي مسرح السويس، و"أنا واحنا وكلنا" لنادي مسرح الإسماعيلية.

إقليم غرب ووسط الدلتا "الوحشي" لنادي مسرح شبين الكوم، "باب الفتوح" لنادي مسرح غزل المحلة، "الشبيهان" لنادي مسرح مصطفي كامل، "دكر ولد عمران" لنادي مسرح الشاطبي، "للخلف در" لنادي مسرح مرسى مطروح، "قابل للاشتعال" لنادي مسرح الأنفوشي.

"مسرح المضطهدين".. الفن يعالج مشاكل النازحين بالمخيمات العراقية

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

الدكتور سلطان القاسمي يصدر مرسوما أميريا بشأن إنشاء أكاديمية الشارقة للفنون

مجلة الفنون المسرحية

الدكتور سلطان القاسمي يصدر مرسوما أميريا بشأن إنشاء أكاديمية الشارقة للفنون 

وام : 

أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المرسوم الأميري رقم “59” لسنة2017 م بشأن إنشاء أكاديمية الشارقة للفنون.

ونص المرسوم على أن تُنشأ بموجب هذا المرسوم أكاديمية جامعية للفنون في إمارة الشارقة تُسمى “أكاديمية الشارقة للفنون” ، “Sharjah Academy of the Arts”، وتكون الأكاديمية هيئة علمية فنية مستقلة غير ربحية لها استقلال مالي وإداري تتمتع بالشخصية الاعتبارية والأهلية الكاملة لمباشرة التصرفات القانونية اللازمة لتحقيق أهدافها.

ووفقاً للمرسوم فيكون مقر الأكاديمية الرئيس في مدينة الشارقة ويجوز لها أن تنشئ فروعاً ومكاتب داخل وخارج الدولة، ويصدر قانون بتنظيم الأكاديمية وأقسامها ومراكزها وإداراتها وكافة شؤونها.

ويُعمل بهذا المرسوم من تاريخ صدوره ويُلغى أي حكم يخالف أو يتعارض مع أحكامه وينشر في الجريدة الرسمية.

انطلاق مهرجان مسرح الطفل الأردني الثالث عشر

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق مهرجان مسرح الطفل الأردني الثالث عشر

إبراهيم السواعير - الرأي 


تنطلق برعاية وزير الثقافة نبيه شقم في الثامنة من مساء غدٍ الخميس في المركز الثقافي الملكي فعاليات مهرجان مسرح الطفل الأردني الثالث عشر الذي تنفّذه مديرية الفنون والمسرح في الوزارة بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، ويستهل بعرض مسرحية «دارين تبحث عن وطن».

وتتواصل عروض المسرح الرئيسي يومياً في الثامنة مساءً لنكون الجمعة مع إعادة عرض مسرحيّة «دارين تبحث عن وطن» لمؤلفها د.مصطفى عبدالفتاح ومخرجها سمير خوالدة، ويومي السبت والأحد مع مسرحية «السندبادة» وهي من تأليف حسن ناجي وعمران العنوز، في حين تُعرض الاثنين والثلاثاء مسرحية «عالم مايكرو» من تأليف هيا صالح وإخراج وصفي الطويل.

كما تنطلق عروض المسرح الدائري في السابعة مساءً طيلة أيام المهرجان، حيث تُعرض الجمعة مسرحية « عبالي أفرح واتعلم» من تأليف وإخراج خالد المسلماني، والسبت مسرحية «قش الذهب» من تأليف وإخراج سهاد الزعبي، أما الأحد فتعرض مسرحية «رحلة طرطوش» من تأليف دينا أبو حمدان وفاتن مشرف وإخراج دينا حمدان، لتُعرض الاثنين والثلاثاء مسرحية «الرداء السحري» من تأليف إيمان مرزوق وإخراج محمد الشوابكة.

ويتنافس عدد من المسرحيات على جائزة أفضل عمل متكامل، في المهرجان الذي يستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري، ويحكّم أعماله وفاء القسوس ومحمد الشرع ومجد مدانات.

كما يشتمل المهرجان، الذي تحمل دورته هذا العام عنوان «مهرجان الفرح»، على فقرات ثابتة تقام في الساحة الخارجية للمركز الثقافي الملكي بعنوان «كرنفال المحبّة» الذي يتنوع بين الرسم على الوجوه وتوزيع الهدايا مع الفنان محمد القواسمة، إضافةً إلى ألعاب الخفّة التي يقدمها الساحر سيمون عياد، وفقرات التقليد والغناء لمريم وميرا غنام، وفقرة الحكواتي التي يقدمها يزن وصهيب أبو سليم، كما يكون الحضور مع مشاركة للفنانة ياسمين أحمد، وفرقة صبا للتراث التي تقدّم عدداً من الأغاني التراثية والموشحات لكورال فتيان وفتيات جمعية رعاية الفتى اليتيم بمخيم الحسين.

ويقام خلال المهرجان عدد من الندوات التقييمية للعروض المشاركة، تنطلق في قاعة فخر النساء زيد في الخامسة مساءً بقراءات نقدية يقدمها الأحد الفنان عبدالكريم القواسمي حول مسرحية «دارين تبحث عن وطن»، والاثنين المخرج حسين نافع حول مسرحية «السندبادة»، والثلاثاء الصحفي محمود الداود حول مسرحية عالم مايكرو»، والأربعاء المخرجة عهود الزيودي حول مسرحية «الرداء السحري»، فيما يدير الندوات الصحفي رسمي محاسنة.

وتهتم الأعمال المشاركة بمجملها بتمرير الرسالة الثقافية والفكرية للطفل في مواضيع القناعة وحب الخير والناس والعمل والعطاء وإطلاق الطاقات والمواهب نحو فضاء الإبداع وعدم خنق الحريات وعشق الفضيلة واتخاذها هدفاً وأسلوباً في الحياة، إضافةً إلى الغناء للوطن والتغني بإنسانه وسمائه ومكتسباته.

وتكشف أسماء الأعمال المشاركة عن انزياح في بعضها إلى التجريب والتجديد، عبر خطاب يهتم بإشراك الطفل دون حياء أو مواربة أو خوف، ومباشرة في أعمال أخرى، لتبقى المعالجة الفنيّة ومعايير الإبداع هي صاحبة الكلمة في الفوز أمام موضوعات هذه الأعمال ومعالجاتها بين النمطية والتجديد.

لمصلحة مَن حجب جائزة التأليف المسرحى؟!

مجلة الفنون المسرحية

لمصلحة مَن حجب جائزة التأليف المسرحى؟!

محمد بهجت -  الأهرام 


الجائزة التي تعطى لأي مبدع تحمل عادة معنى التشجيع على بذل الجهد ودعم مشروع الإبداع نفسه بتكريم المتميزين فيه.. فإذا كان أجر المؤلف المسرحي في مسارح الدولة أقل بكثير من أجر حلقة واحدة في الدراما التليفزيونية.. ولا يقاس بأجر سيناريو السينما، فهل نحن بحجب جائزة التأليف المسرحي نساعد علي النهوض بفن المسرح؟!
أم نقول لشباب الكتاب ليس لكم حتى تقدير معنوى وهيا امضوا من هنا.. وإذا أردتم دخلا يكفي لأقل مستوى من الحياة الكريمة فابحثوا عن عمل آخر في برامج المسابقات التافهة أو برامج الحوار السياسي الأكثر تفاهة أو انضموا لورشة من ورش الكتابة الدرامية فى السينما أو التليفزيون، فالمسرح ليس له صاحب.. والكاتب فيه هو أقل المبدعين أجرا وأبعدهم عن فرصة التكريم واعتلاء خشبة المسرح ولو لحظة واحدة فى العمر لنيل تحية الجماهير علي ما أبدعه.. أما مسرح القطاع الخاص فأغلبه متوقف ومغلق للتحسينات أو ينتظر حدوث الانفراجة الاقتصادية وعودة السياحة العربية إلى ذروتها والقليل الذي نراه من مسرح القطاع الخاص الآن لا مكان فيه للكلمة.. بل هو بشهادة صناعه مجموعة من الاسكتشات المرتجلة التى تعتمد أساسا على خفة ظل وحضور مجموعة من الممثلين الشباب دون بناء درامي أو نص مسرحي محكم.. فهل من الحكمة أن نعاقب القلة الباقية من عشاق أبو الفنون والذين يصرون علي التمسك بأصعب أنواع الكتابة وأقلها ربحا بأن نحرمهم من جائزة سنوية ينتظرونها وتقدير معنوي البعض يستحقه؟!

ولعل أعجب ما في الأمر أن رئيس لجنةالتحكيم الذي حجب الجائزة هو في الأساس مؤلف مسرحي كبير وهو الأستاذ محمد أبو العلا السلاموني الذي عانى طويلا مثل سائر الكتاب الكبار من تعقيدات البيروقراطية ومن تدخل غير المتخصصين في إبداع المؤلف ويعرف بالتأكيد أن أجر المؤلف المسرحي هو الأدنى بين أجور مؤلفي الدراما وأن المتمسك بأبي الفنون في هذا الزمان فدائي، لهذا فحجب جائزة المؤلف أمر عجيب ولا يحمل إلا معنى واحدا يقر به منظمو المهرجان القومي للمسرح ولجانه التحكيمية وهو أنه لا يوجد مسرح في مصر!! وإذا كان هذا هو رأيهم بالفعل فنحن نختلف معهم كل الاختلاف.

التأليف المسرحي ومحنة الجوائز

مجلة الفنون المسرحية

التأليف المسرحي ومحنة الجوائز

وليد علاء الدين - العرب 


علينا أن نعيد القيمة إلى التأليف المسرحي بوصفه إبداعًا مستقلًا، وليس مجرد مدخل أولي لعرض مسرحي. المؤلف الذي يكتب للخشبة يظل محدودًا بتصوراته عنها، وهي محدودة مهما اتسعت ومهما بلغت درجة انغماسه وخبرته في المسرح.

بعد إعلان جوائز المهرجان القومي المصري للمسرح، وحجب جائزة “أفضل مؤلف صاعد”، بحثت على الانترنت وعلى موقع المهرجان القومي للمسرح وموقع وزارة الثقافة عن شروط التقدم لنيل هذه الجائزة التي تُمنح للـ”صاعد” وللأسف لم أجد.

بالمنطق العام لن يخرج الأمر عن ثلاث صور: الأولى أن الاختيار يتم من بين العروض المسرحية المشاركة في المهرجان.

وهو في رأيي المتواضع أمرٌ يُعيدنا إلى إشكالية المسرح بين النص والخشبة. فإذا كنا نتحدث عن جائزة أفضل “مؤلف” فليس من الإنصاف أن نحكم على نص المؤلف بعد مروره بكل هذه الفلاتر الفنية وصولًا إلى العرض على الخشبة. فماذا لو أخفق كل هؤلاء وكان النص في أساسه ناجحًا!

إذا كان هذا هو واقع الحال في جائزة “التأليف” في أكبر مهرجان مسرح في مصر، فإنها إشارة إلى أن العقلية التي تدير الأمر متوقفة عند اللحظة التاريخية التي سبقت الجدل الذي أثاره توفيق الحكيم رحمه الله عن المسرح بوصفه نصًّا وعن كون الكتابة لخشبة الذهن هي القائد لنجاح خشبة المسرح. ولا يصبح -والأمر كذلك- حجب الجائزة حكمًا على ضعف حركة التأليف المسرحي بل إدانة للعقول التي تتحكم في المشهد المسرحي الرسمي.

وإذا لم تجد اللجنة بين العروض التي سمحت بمشاركتها عرضًا يستحق جائزة أفضل مؤلف، فعلى أي أساس اختارت هذه العروض للمشاركة في المهرجان؟ إنه في الواقع وضع يستدعي مراجعة شاملة لمنظومة المهرجان ومسابقاته ومفاهيمه.

وعليه فإنني أستبعد هذه الصورة رغم أنها الأقرب إلى واقع ما يحدث، إلى حين توفر المعلومة.

ننتقل إلى الصورة الثانية، وهي أن الاختيار يتم من بين نصوص يتقدم بها المؤلفون أو الناشرون وفق شروط تتعلق بالسن مثلًا -مستوحاة من كلمة صاعد!- أو باللغة، أو بشروط تتعلق بالقضايا التي تعالجها النصوص المسرحية.

ولو كان الأمر كذلك فإن حجب الجائزة -أيضًا – يصبح حكمًا على فشل المهرجان في استقطاب نصوص مسرحية راقية، إما بسبب تراجع مستويات الثقة “فنيًا” في ذائقته وابتعاده إلى حد الانفصال عن المؤلفين الشباب (مستوحاة أيضا من كلمة صاعد) وما يقدمونه من كتابات تحاول تحريك بعض جوامد المسرح المصري التي توقفت في معظمها عند استلهام الغربي أو استدعاء التراث، وإما بسبب تراجع مستويات الثقة عمومًا في كل مؤسسات الثقافة الرسمية التي أثبتت أنها تغرد خارج سرب الشارع والمجتمع. وهو أمر يحتاج إلى وقفة مراجعة شاملة لمعرفة أسباب هذا الانفصال ومعالجتها.

الصورة الثالثة والأخيرة، هي أن يتم الاختيار من خلال رصد شامل لحركة التأليف المسرحي المنشور على امتداد فترة زمنية معينة، أو بشروط محددة تتعلق بكمّ أو نوع ما ينتجه المؤلف لكي يمكن تصنيفه صاعدًا وتأهيله للمشاركة في الجائزة.

هذه الصورة صعبة التحقق بل مستحيلة التنفيذ، خاصة مع ما نعرفه عن الواقع المترهل لمؤسسات الثقافة الرسمية في مصر. لكن، ويا للمفارقة هي الحالة الوحيدة التي يُسمح معها لرئيس لجنة تحكيم جائزة أفضل مؤلف صاعد -مهما كانت شهرته وخبرته- بالحديث عن عدم وجود مؤلفين جديرين بجائزة أفضل مؤلف صاعد!

علينا أن نعيد القيمة إلى التأليف المسرحي بوصفه إبداعًا مستقلًا، وليس مجرد مدخل أولي لعرض مسرحي. المؤلف الذي يكتب للخشبة يظل محدودًا بتصوراته عنها، وهي محدودة مهما اتسعت ومهما بلغت درجة انغماسه وخبرته في المسرح.

مع تكرار الكتابة لخشبة المسرح يتحول المؤلف إلى مجرد ترس في آلة يشعر بضآلته داخلها فيكتب على قدر هذه الضآلة. والمؤلف الحقيقي لا يمكن أن يكون ترسًا ولا ينبغي أن يشعر بالضآلة. إنه ماكينة إنتاج رئيسية منتجها صالح للتداول الفكري والقراءة، به متعته وله لذته ودهشته المتحققة بالفعل. ليس مجرد نص مكتوب من أجل خشبة محددة الملامح وجمهور محدد الصفات ينتظر التحقق فقط فوقها ولهذا الجمهور. إنما نص إنساني إبداعي متفجر، يزداد ألقه وتفجره بلمسات مخرج لا يقل عن مؤلفه في الثقافة والوعي والإبداع فينتقل به إلى مساحة اتصال أخرى على خشبة المسرح مضاعفًا من حضوره بالتأويل مستعينًا بفنون مبدعين آخرين في مجالات عديدة.

هذا ما نحتاج إليه وإلا فقدنا المسرح، وانغلقت علينا –أكثر وأكثر- دائرة التكرار التي سقطنا فيها منذ عشرات السنين، نعيد القديم أو نستلهم تجارب الآخرين بفرح وفخر وكأننا نعيد اختراع العجلة، ونتعجب من انصراف الجمهور، نتحدث عن تجارب محنطة كأنها إنجازات خارقة، ونقدم التجارب المحفوظة وكأنها ابتكارات خرجت لتوها من أفران الإبداع ونتأسف لتراجع الحركة المسرحية، نثبت الكادر على لقطة تنتمي إلى تاريخ مختلف وبشر مختلفين لم يعد أحد يكتب مثلهم لأنهم ببساطة كانوا يكتبون لبشر آخرين، ونندهش: لماذا لم يعد لدينا مسرح مثلما كان!

ادعموا التأليف للمسرح بوصفه إبداعًا مكتوبًا، واتركوه يستقل وينفصل ويحظى بحركة نقد جيدة، وانتظروا فسوف تثمر التجارب النصية تجارب مسرحية متألقة تشبه النبض الذي يسري في أوردة مصر، والذي -بلا أدنى شك- يختلف كثيرًا عن النبض الذي يحاول البعض تحنيطه من فترة ستينات القرن الماضي أو ربما قبلها.


الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

مونولوجات لخمس نسوة يعانين ألم فقدان الرجل

مجلة الفنون المسرحية

مونولوجات لخمس نسوة يعانين ألم فقدان الرجل

نضال قوشحة - العرب 


النساء، في الأزمة السورية، كن من دفع ثمنا غاليا، فكن الأمهات والزوجات والبنات الثكالى اللواتي رحل الرجال عن بيوتهن، وتركن في مهب الريح بين مخيمات لجوء أو مراكز إيواء أو ربما في أماكن أكثر سوءا.

بخمس حكايات مؤلمة، لخمس نساء من سوريا، تجمع آنا عكاش، المسرحية السورية، تفاصيل عرضها المسرحي الذي قدم على خشبة مسرح أبوخليل القباني في قلب العاصمة دمشق، لتروي من خلال حكاياتهن الوجع السوري. قامت بأداء الأدوار خمس ممثلات هن: إيمان عودة، إنعام الدبس، رشا الزغبي، لبابة صقر وجولييت خوري.

في العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقى في المسرح القومي، التابع لوزارة الثقافة، تجتمع نساء خمس، ليروين بأسلوب متواز قصصهن من خلال مشهد استهلالي يجمعهن وهو مجلس العزاء، ثم تبدأ على ألسنتهن حكاية كل منهن لتفاصيلها، التي ربما تتقاطع مع حكاية امرأة أخرى في بعض تفاصيلها وأوجاعها.

هنا، لم تعتمد آنا عكاش على مبدأ مسرحي ودرامي أساسي، وهو الصراع الدرامي الذي يجب أن يكون موجودا في العرض المسرحي حتى يخرج مشوقا، بل عرضت الحكايات الخمس بشكل متواز حينا، ومتقاطع حينا آخر مع حكايات أخرى.

عن خطورة هذا الأسلوب والمغامرة في اتباعه في عرض مسرحي يفترض التشويق والإثارة تقول آنا عكاش مخرجة العرض إن “النص عبارة عن مونولوجات لخمس نسوة يعانين ألم فقدان الرجل في حياتهن من ابن وزوج وحبيب. حتى لتكاد حكاية كل منهن تشابه حكاية الأخرى من حيث ألم الفقد. وتلك هي المفاصل التي اعتمدت فيها على الجوقة.

فالكثير من الجمل الشخصية المعينة قابلة تماماً لأن تلفظ على لسان شخصية ثانية أو ثالثة. العمل بمجمله كان مغامرة، فكل طرح جديد من حيث النص وطريقة التقديم يكون بمثابة الصدمة في البداية، ومن الطبيعي أن تختلف الآراء حوله بين القبول والرفض، دون وجود مساحة وسطى بين الرأيين. لكن بالعموم تلك هي الطريقة التي أحب العمل بها. والمتعة تأتي من التجريب وكسر السائد والمتعوّد عليه في المسرح السوري”.

العرض المسرحي “هن” دخل في موضوعة هامة وعميقة، تعاش الآن في المجتمع السوري بالكثير من الحرقة والألم، وتحدث عنها بوجع، وهي مسألة الحرب، بمظالمها وأوجاعها. لكن رغم كل ذلك الألم طرح العرض فكرة الأمل، وأن الحياة ستكون أقوى وأفضل، وسوف تكون لهؤلاء النسوة أيام أجمل في مستقبلهن.

تقول عكاش “المرأة في هذه الحرب ابتلعت السكين وسكتت على الوجع، وهي الآن تنتظر أن يمر الوقت خفيفاً كي يخف الألم، لكنها لن تنساه. ورغم كل ما مرت به ما زالت تحمل في قلبها أمل أن يأتي اليوم الذي يتوقف فيه كل ذلك. والدليل هو ختام العرض حيث قامت النسوة بفك مجلس العزاء رافضات كل هذا الموت”.

كان لافتا للنظر استخدام المخرجة في العرض للديكور البسيط، المتغير، في تموضعاته المكانية عبر حركات الممثلات، وكذلك تداخل العنصر البصري عبر سلايد الصور الضوئية التي كانت تعرض بين حين وآخر على قطع الديكور لتزيد من كثافة اللحظة الدرامية، كذلك كان حاضرا اعتماد أسلوب الجوقة، والموقع أحيانا، على نقرات الدفوف التي بين أيدي هؤلاء النسوة، وكأنها وجدت لتعزز فكرة النبض، التي تتعالى أو تنخفض حسب مجريات الحكايات المقدمة.

ونلفت هنا إلى أن آنا عكاش أكاديمية مسرحية، درست اللغة الإنكليزية، ثم المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم النقد، في دمشق، ثم تحصلت على ماجستير في العلوم الثقافية من المعهد العالي للفن المسرحي في تونس. كتبت في النقد المسرحي، وألفت العديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية، وبعضها كان للأطفال، وعملت في الترجمة، حيث ترجمت كتاب “تاريخ الأزياء المسرحية”. لها مجموعة قصصية بعنوان “الفرح”.

المسرح التجاري والكوميديا الموسيقية

مجلة الفنون المسرحية

المسرح التجاري والكوميديا الموسيقية

ترجمة: المدى 

اعجب لماذا تأثرت كثيراً بتلك الدرامات التي تقدم بالدرجة الرئيسة في المسارح الكبيرة والمسماة (المسرح التجاري) مسرح (نو) و(كيرغن) و(بدنراكو) و(الكابوكي) امثلة للكلاسيكيات المسرحية اليابانية والتي مازالت على قيد الحياة عبر الأزمنة المتغيرة لقد كانت موضع تقدير فعلي مع المسارح الجديدة الأخرى الموجودة في اليابان. حقاً فإن تلك المسارح التقليدية هي مسارح جيدة ولكن من الصعب اعتبارها كونها تمثل زماننا هذا.   

تقدم الدرامات التجارية وهدفها الأساس لتسلية الجماهير الواسعة تقدم في المسارح الكبيرة والتي تشجعنا على تسميتها درامات حديثة منذ أن سمينا (شينغيكي) والمسارح الصغيرة بالاسم نفسه، ويفترض أن (شينغيكي) قد تأصلت في الأدب واعتبرت المسارح الصغيرة وحركتها كونها باغية. لا استطيع أن انزع عن تفكيري أن المسرح التجاري يخسر كثيراً شخصيته التي تمثل التعبير عن العصر الحالي. 
وحينما اعود الى الماضي تراودني الفكرة نفسها، موضوعات المسرح التجاري الحالي نادراً ما تتعرض للمجتمع الحديث نفسه، ويبدو ان هناك ميلاً متعاظماً لأن لا تمثل الدراما التجارية المصاعب الكامنة في المجتمع الحديث، ويبدو انها توقفت عن اعتمادها على الاخلاقيات الحديثة الواضحة واخذت مسارحها تمسرح نوعاً من القصص الدرامية تخص الماضي. هناك تحوّل متعاقب في جميع الحقب الزمنية. ويبدو أن زمننا بشكل خاص في مرحلة تحول، ولا يستطيع أحد منا ان يعبر دراماتيكياً عن الأوجه المختلفة للمجتمع الحديث وبفهم عميق.. ومن الأفضل كتابة قصة درامية تحيلك الى الماضي ولنا عنها وجهة نظر مقبولة سلفاً لأن مثل هكذا قصة ليس فيها الا القليل مما هو مرغوب فيه، وعندما نأخذ بنظر الاعتبار اتجاه صفة المسرح فإن المسرح التجاري الياباني يحاول نوعاً ما أن يتجاوز مصاعب المرحلة الانتقالية حيث يزيد ويراقب التغير الزمني. 
عند إلقاء نظرة على السنة الماضية نستطيع القول ونحن بمأمن بأن (الممثلين القادة) وقلة من النجوم تم ترشيحهم للعمل وساندتهم الادارة المستقرة والمتعاقبة لتقديمهم في المسارح الكبيرة.. على سبيل المثال فقط ظهر (يا مادا أيسوزو) في مسرحية بعنوان (ذكريات بودو) فقط وهكذا غيره من اولئك الممثلين المعروفين. 
وقد يكون حقيقة أن التقديم المتكرر أو التكرار intermittent  يحصل بسبب افتقار المسرح الياباني الى نظام العروض الطويلة الأمد (وهي من صفات المسرح التجاري). 
ومن ناحية أخرى، ليس لدينا إلا القليل من الاعمال الجديدة والقليل من كتاب الدراما الذين يجهزون المسارح الكبيرة بالأعمال الجديدة، وعليه فإن المسارح التجارية تعاني من ذلك الافتقار. 
وتعتمد قيمة المادة المسرحية على مدى تقديمها قيماً معتبرة مضافة على سبيل المثال فإن مسرحية (فتاة مضحكة) ادتها (موري) قد حققت تقدماً وتجاوزت عروضها الأولى الاصلية. وقد اظهرت الممثلة (موري) نموها عبر تمثيلها مع الممثل (اشيا غانوسوكي) حيث أدت دوراً انثوياً كوميدياً جاهزاً للبطلة التي توفيت في النصف الأول من مرحلة (شودا). 
البعض من الدرامات المكررة تم اصلاحها واخذت شكلاً جديداً، وعلى سبيل المثال مسرحية مثل (صرفاً في الربيع) كانت من الروائع ومع ذلك فقد اعيدت صياغتها بشكل مسرحية تاريخية، كما تم تحديث نسخة من مقطوعة من مسرح الكابوكي التقليدي بعنوان (زهرة في الظلام) ولكنها لم تحدث ايّ تأثير درامي. بحسب تقديرات الجمهور، فإن القليل من الاعمال الجديدة نالت درجة عالية وذلك بسبب بلادة السنة الماضية وركودها.. مع ذلك فقد جذب كاتب جديد هو (هوريكوشي شين) انتباه الجمهور المسرحي بمسرحيته (جنون في مدينة قديمة) ومسرحيته الأخرى (حياة في قطار متفرقع) وعرضت المسرحيتان من غير ادعاء بكسر بلادة المسرح التجاري المتأصلة، وكانت هناك محاولات مماثلة استحقت الثناء واعتبارها محاولات لتقديم اعمال ناجحة في المسارح الكبيرة لجمهور واسع. 
كانت الكوميديات الموسيقية هي العمود الفقري للمسرح التجاري (لم يطرق المسرح التجاري عندنا ذلك الباب إلا مع (سيدتي الجميلة) من مسرح النجاح من اخراج (محسن العلي). ومن الملاحظ أن عدداً من الكوميديات الموسيقية المترجمة عن الانكليزية أو المقتبسة من المسرح الاميركي قد نجحت تجارياً في اليابان بعد أن استمرت عروضها لمدة طويلة ومنها سأذكر ثلاثاً:
الأولى، مسرحية (قطط) قدمتها (فرقة شيكي المسرحية) في مسرح خاص من مدينة (فوغويا) لمدة سنة كاملة، وأعيد عرضها لألف وخمسمئة وتسعين مرة بعد أن قدمت في (طوكيو) لجمهور تعداده اكثر من مليون وستمائة الف متفرج، وقدمت مسرحية (التعساء) لمدة ثلاثة اشهر هذه السنة واعيد عرضها لخمسمئة واثنتين وتسعين مرة منذ عام 1987 واستذوقها نحو مليون متفرج، اما المسرحية الثالثة فهي (شبح الأوبرا) فقد اعيد عرضها لأربعمئة وتسع عشرة مرة منذ عام 1988 وبلغ تعداد جمهور ما يزيد على الأربعة والخمسين ألفاً.
هناك ايضاً عدد من الكوميديات الموسيقية قدمتها فرق اجنبية في اليابان تولى انتاجها مستثمرون وعرضت تلك المسرحيات لمدد طويلة ومنها (سيدتي الجميلة) و(كان كان) و(سيدات محبطات) ومن الجهة الأخرى هناك اتجاه متنامٍ لتقديم فنون العرض كأحداث مسرحية مثل اوبرا عايدة واوركارمن ومثل هذه الحقيقة تعكس رد فعل ضد انتعاش المسرحيات الاعتيادية في المسرح التجاري القديم.
أود ان اعطي أمثلة قليلة أخرى عن عروض مسرحية لمسرحيات كوميدية موسيقية مترجمة الى اليابانية، (رجل من لامانجا- دون كيشوت) و(الملك وانا) اخرجهما (توهو)، و(عيسى المسيح الأسمى) اخرجها (شبكي) ويبدو أن (توهو) يبحث عن حل وذلك بالعودة الى العصر الذهبي للمسرح التجاري. وكوميدياته في اليابان هناك بالطبع، حركة متنامية باتجاه كوميديا موسيقية يابانية ولكنها مازالت تقع في اخطاء، ومن الحلول التي توصل اليها (توهو) هو الجمع بين الكابوكي الياباني والاوبرا الصينية حيث ستكون فيها تسلية جيدة، ومن جهة أخرى وجد من الضروري العودة الى توظيف النجوم من الفنانين في المسرحيات التجارية لغرض جماهير اوسع من المعجبين بأولئك الفنانين، وذلك لمحاولة اقناعهم للظهور في الكوميديات الموسيقية بعد أن كانوا يرفضون ذلك.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption