أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 16 أبريل 2018

الهيئة العربية للمسرح و نقابة المهن الدرامية تطلقان مشروعا لتوثيق المسرح المغربي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح و نقابة المهن الدرامية تطلقان مشروعا لتوثيق المسرح المغربي

وقعت الهيئة العربية للمسرح و النقابة المغربية للمهن الدرامية، مذكرة تفاهم، تشكل الأساس الذي سينطلق منه الطرفان لتنفيذ مشروع توثيق المسرح المغربي، حيث ستعمل النقابة خلال شهر من التوقيع على اقتراح المخطط العملي ، العلمي و الزمني و الذي يشمل إشراك المؤسسات و الجماعات و الأفراد المعنية بالأمر.
من ناحيته أكد الأمين العام اسماعيل عبد لله أن انجاز هذا المشروع سيكون لبنة أساسية لصياغة مشاريع عربية على ذات النهج، مما يثري مشروع خزانة المسرح العربي، الذي بدأته الهيئة العربية للمسرح قبل سنوات، مدشنة المشروع بخزاتة مهرجان المسرح الأردني..
د. مسعود بوحسين رئيس نقابة المهن الدرامية أكد أن العمل في هذا المشروع التاريخي سيحتاج تضافر كل الجهود الوطنية، و أنه سيشكل فارقة هامة في المسرح المغربي.
من الجدير بالذكر أن الهيئة و النقابة قد عقدنا اجتماعا تحضيريا في الرباط قبل توقيع المذكرة و من المتوقع إنجاز هذا المشروع نهاية عام 2019.






مسرح الغرباوى اغتراب وغُربة تتجاوز مُدن الأحَيْاء فى (سائق الموتى)؟

مجلة الفنون المسرحية

من أصدارات احمد الغرباوي 

مسرح الغرباوى اغتراب وغُربة  تتجاوز مُدن الأحَيْاء فى (سائق الموتى)؟

تغريد شتا

 لاشىء يَهمّ.. حَيْث الأزمنة هى الأزمنة.. والأمِكنة هى الأمِكنة.. فلاشيء يَهم.. لأنّه لن يَحدث شيْئاً..!
لن يَحدث غيْر الموت ـ إنْ اعتبرناه حَدثا ًـ فما السكون غير مَوْتٍ.. والفرق بين أحيْاء  شخوص الغرباوى وأموات قاطرته.. هو الفرق بين الفعل واللا فعل.. فعل يُمْكن مُمْارسته باختيْارنا فيحيينا..!
وحيث.. أنا وأنت.. أو أىّ آخر مِثلنا.. يَعيش حَيْاة لايرغبها.. ويمارس أفعالا مُجبر عَليْها.. فلسنا غَيْر أموات..!
وإن كُنّا ـ لحظة أو بُرهة ـ فى عام واحد فقط أو فى حيْوات عُمرنا ـ سنفعل ما يَجعلنا من الأحَيْاء.. فأيْضا ً بهذه الخدمة نحن من الأمَوات..!
فالغرباوى فى مَجموعته المسرحيّة (سائق الموتى) .. أقصد بين سطوره الفِكريّة يحوّلنا إلى (أجساد سَائرة على أقدام.. فقط أجساد وأقدام..!)  كما يذكر على لسان أحد أبطاله.. ويحوّلنا إلى أصنام قدريّة المَصير..؟
حواديت.. وأفَعال.. وأفكار.. مَلضومة بخيْط حَرير فى نِهايْته وجود واحد.. تجسّده رؤيته فى لوحته: 
( لاشيء يَهمّ.. لايكدرنّكم شيء.. فكلّنا مسافرون.. راحلون فى قِطار الموت.. كُلّنا عَربات.. 
كُلّنا مَوتى..!
كُلّنا فى العَربات.. والموت..
الموت يَقود..!)
استسلام لمصير مَعروف لكلّ من يُولد.. أو مَن يركب قطاره..!
فبيْن أدب المَسرح وإبداع الفِكر.. تأتى عَوالم مَسرح المونودراما للغرباوى فى مَجموعته المسرحيّة (سائق الموتى).. التى ضمّت مسرحيات ( سائق الموتى) و( ثورة المراهق) و(سأقتلها).. ثلاث مسرحيات هى بمثابة أطروحات فِكريّة.. وأوراق فلسفيّة.. زاخرة بحيْرة تساؤلات أبديّة حَول الموت.. جَدليّة القصر والاختيْار.. واعتلال النفس وتأرجحها بَيْن الهَوى والعَقل.. والرغبة وتدوير الفِعل.. وركوب فارس على صهوة جَواد برّى بلا سرج.. يحاول ترويضه.. وهو لايَملك أبجديّات مَهارة ركوب الخيْل.. ولايَعرف الفرق بين مِضمار الخيْل وملعب الكورة.. اجتهاد وتمنّع؟
مَسرحيّات مونودراميّة الشكل.. تضرب العقل بمعاول فِكر.. من خلال حركات مضطربة لشخصيّات تتلاءم مرحلتها العُمريّة.. ودوام بَحثها عن إجابات أزليّة فى النفس البشريّة..!
مَسرحيّات يضفّرها حُلم وخيْال.. واقع وشاذ.. عبث ومنطق..!
وتلصّ من النفس البشريّة سوادها.. وأرقها.. وعَذابات الحِيرة.. بين اختيْارات الذّات، وسوط الشعور بالذنب، ولذّة الخطيئة..!
خطيئة دفينة فى الأعماق..!
مونودراما تعرّينا بقسوة.. رغم محاولتنا سَتر عوراتنا..!
وتلطم خدودنا بصفعات متتاليْة.. رَغْم إنّه قد أُغمىّ عليْنا من شِدّة الصَفْعة الأولى..!
إنه كعادته.. وسمات خريطة إبداع الغرباوى يضغط.. ويضغط بعنف على (الجَرح).. رغم صراخ الألم قبيْل النزف..؟
إبْداع أدبى يصرّ على فضح ( الجُرم ).. ويلبسنا عِنوة ثوب الفضح.. رغم ستر الربّ لنا..!
مَشرط قدر يسرى دون حَاجة إلى يدّ.. تدفع وتُسرع به فى أرواحنا..!
ما كُلّ هذه القَسوة التى تَحملها شَخصيّات القطار.. أقصد الحيْاة.. بالعمل الأدبى الذى ينضح بمُتعة إثارة الفِكر.. ولوحات نَثره الفنّى.. وجَدليّاته الفكريّة.. وتماوج حَركات شخوصه.. ويحوّلنا كقراء.. وكأننا لاعب سيرك.. يسير على حبل.. وحَتى آخر جملة فى مسرحه نسقط ونتهاوى مع  غلق ستار نصوصه الإبداعيّة..! 
وهى أعمال فنيّة كثيراً ما يتركها بلاغلق نهايتها دائما.. امتزاجاً بالحيْاة وتواصلا والجمهور، فى وعاء مكانى وزمانى وفكرى واحد..!
وكأنه يدخل قبضته فى أحشائنا.. وتتحوّل خشبة المسرح لمرآة حَيْواتنا صراعاً.. وضجيجاً.. وطحناً لمشاعرنا وأفكارنا.. ويخلفنا نثرات دقيق.. دون خبز نافع يسدّ جوع اضطرابنا.. أو حتى يتقاسم رغيف خبزه معنا..؟ 
بل يهيل به عليْنا.. ويعفّر به بصيرة أحاسيسنا.. وما كَفاه غيْم بَصرنا..!
عمل أدبى يجيش بتساؤلات حَائرة فى أغلب أعمال الكاتب المصرى (أحمد الغرباوى).. ويبعد عن تجاريّة البيع.. ولا ينظر إلى إغراءات جذب القارئ.. ويخلف لنا شجنا ً.. شجنا ً مؤرقا ً.. ويبعثرنا نثرات روح.. وجزيئات فِكْر هنا بلا هوادة ودون استقرار..!
ويرمينا بكرات رَمل ( عَجز ).. مملّحة بـ (عذابات حِرمان).. وتهدّها ريح عاصف شعوراً جارفاً بــ (الحزن والافتقاد).. ويفتقر للحُبّ.. الذى يجعل الكاتب يركن للهدوء والسكينة.. ويدنو للخنوع  فى ملامح وسلوكيات شخوصه قولاً وفعلاً..!
وكثيراً ما يلهث المؤلف أسلوبا ً.. والغامض فكرا ً فى كثيرمن الأحايين.. حيث تشدّ قوّة كلماته القارئ لمناطق شديدة الرماديّة.. ينشد سواداً.. قد تصل أحيانا ً إلى حِدود مُحرّمة من الفِكر.. ولكن بحسن نيّة دَهشة طفل يبحث عن إجابة..!
ولا أحد يستطيع.. أن يُنكر أنّها فى الأخير تضيف، ويؤخذ منها ثراءا ً وإثراءا ً للعمل الفنى..
وفى المجموعة المسرحيّة.. التى بين أيدينا تدفعنا الشخصيّات لإعمال الفِكر.. وتدور بِنا فى عَالم واحد.. تسلسلنا بأغلال (الموت) و(القتل) و (العجز) و(الخيانة) و(الغدر).. وغيْرها من المعانى.. التى يَحاول أن يغربلها بيْن أنامل (الهذيْان) و(الحقيقة).. يطرحها على مائدة  النقاش تارة بــ (وعى) وأخرى بــ (لاوعى)..؟
وتهتز بنا جيئةً ورواحا ً.. وتتحاور الشخصيّات بلغة مكثفة جداً.. قليلة المُفردات قاسيّة الشجن.. خشنة فى ظاهرها ومؤلمة المعانى.. ورحيمة فى لطمتها.. بقصد وبغير قصد فى كثير من المواقف.. وتعبيراً عن أحَداث مُفجعة..!
وهى نصوص تحتاج للقراءة أكثر من مَرّة..
ومثل ذاك (الإبداع الأدبى) فى حَاجة لمخرج مُبدع خلّاق.. يبتكر فى رؤيْته الحركة.. التى لاتهدأ منذ بدايْة المسرحيّة.. حركة تمتزج وفعل؛ يتنقل بيْن وضعيْة لغة سريعة؛ ومَعانى تندفع وتندفع وتندفع.. حتى آخر مَحطة فى مسار قطار دراما (سائق الموتى) للساخر البائس أحمد الغرباوى..
و بعدما فرغت من قراءة النصّ الأدبى.. أتأمّل سقف حُجرتى.. ويمنع نومى تسارع نهجان قلبى وتساؤلات شتى..
 فما كُلّ ذاك الحُزن الدفين فى الأعماق.. نسيج مغزول بين رقّة جدائل شِعر، ورَحْابة خيْال نثر فنّى.. قماشة أدبيّة مُمتعة على جميع المستويْات الحسّية والمّعنويّة.. حتى تكاد تلامس تلوّثات واقع حَيْاتى نعيشه آنيّا..؟
وما أقسى غِلوّ فِعل مُنحرفاً عن المألوف.. حتى الوصول لحافة موت..؟
وأعود بالذاكرة إلى مَجموعته المسرحيّة الأولى (المتحزّمون).. فأجد الغرباوى ساخراً بائساً.. وأيضا يائساً..!
ويصفع القارئ وجعا ً وألما ً فى مجموعته الثانيْة (السقوط إلى أعلى)..! 
بدايْة من إمعان الفِكر فى العناوين التى يختارها لأعماله كما نرى..؟
وبلا هَوادة.. يَصرعنا مواطنه المقهور جَبراً فى أحلامه.. ومُغتصبا ً فى شَرفه فى (سائق الموتى)..!
وتتركنى دنيْا (خلقه الفنى) فى ترنّح فكر..؟
فمن هم موتاه..؟ 
أهو السائق..؟ 
أم الراكب..؟ 
عربات قطار تحمل نعوش ذواتنا من (أحاسيس) و(فكر).. و.. و..؟
عمل أدبى لايمنح أملا ً (لكل ما يجب أن يكون) بناءا ً درامياً، أو لغة واقعية، أو وضوحا ً فكرياً، أو مهادنة وإنسيابية شعورية..!
اغتراب يَضرب جذوره فى أعماق نفس تغور وتغور.. وثورة عَاشق مايزال يَحلم بمثاليّة عروس قطار.. ينتظرها لى أمل ما لايجىء  سكون مقاعد المحطة الخالية.. دون حياة..!
وأحيانا ًيَهرول خلفها.. ثور هائج يغتالها بفروسيّة ميتادور عاشق..!
ويجلس مُتْرنّحا وباكيْا.. يرثى روحه.. ويعزّى بطولته دون جدوى..!
الجميع لدى (الغرباوى) أموات.. والمحطات خاويّة.. بلا قيْم ولا أخلاق..!
بانوراما عَوالم مِشوّهة من شدّة بؤس مُرّ خواء.. ورغبات عَارمة تنشد (اللامنطق) بمبرّرات (سلوكيّات منحرفة ) و (أفعال مُراهقة )..!
ولكن يظلّ بطل الإبداع يركن فى منطقة بعيدة.. يثير الفكر..ويقلق النفس.. ويوقظ فينا مشاعر وأحاسيس.. تكاد تندثر.. وتنسحب من أعماقنا فى نعومة خدر.. وغفلة خمر.. وسُبات روح..!
إنها دراما الحيْاة.. دراما الإنسان منذ بدء الخلق.. ستحيْا كثيراً على أرفف النفس البشريّة.. قبل أن تركن وعَفرة غبار المكتبة العربيّة..!
 تشكيل جمالى يَدبّ فيه حيْاة قلمٌ ساخر يائس.. يحمّل قطاره (عِشق فن) و(إبداع متميْز) لأحياء الأرض.. حتى لو شحنه فى عَربات (سائق الموتى..!)
وتأكّد سيّدى المُبْدع الشارد.. مَهما اختلفنا فى الرأى.. أيّها الكاتب المصرى المتميز (أحمد الغرباوى).. فإننا على  محطة الأدب نتلهّف لوصول إبداعك الفائق.. والقادم مهما.. تأخّر أو تجاوز القطار مُدننا.. أوحتى تجاوز انتظارنا غضباً أو شططاً..؟


 الغرباوى في سطور

مؤلف وعضو اتحاد الكتاب ـ بكالوريوس اعلام – قسم صحافة – جامعة القاهرة مايو 1985م ـ عمل بجريدة الوفد 86 – 88 ـ عضو النقابة العامة للصحافة والإعلام ـ عمل محرراً صحفى بالشركة العربية لخدمات المعلومات الرياض 1989 – 1991 م ـ مدير القسم الصحفى – الملف رقم واحد ( دار البيان للدعاية والإعلان ) الرياض 1991 – 1993 م .ـ مسؤول الإعلام ( دار طوايق للخدمات الإعلامية والنشر والتوزيع ) الرياض 1991 – 1993 م ـ مدير التحريرمجلة ( بتروبل ) سابقاً ـ حالياً مدير عام مساعد قطاع الإعلام  ( شركة بترول بلاعيم ) .
ـ حصل على المراكز الأولى؛ من الأول حتى الثالث؛ فى المسرح والقصة القصيرة فى المسابقة السنوية لوزارة القوى العاملة والهجرة على مستوى الجمهورية أعوام 2012 حتي 2017م ـ والمركز التاسع فى المسرح فى مسابقة التليفزيون العربى بروما على مستوى العالم العربى والشرق الأوسط .
ـ أصدر العديد من المؤلفات الأدبية والثقافية في مصر منها (المتحزمون)؛ (السقوط إلى أعلى)؛ ( سائق الموتى)  مجموعات مسرحية، و(حب حتى أطراف االأصابع) مجموعة قصصية، و(وجع العشق والبعاد )؛ (اللهم.. اللهم لست أدرى..؟)؛ شيء ما يعنى ربما يكون الحب)؛ من فن الإبداع الادبى الخالص..
وفي السعودية منها (كلمات فى حب الوطن فى ذكرى توحيده) و( مؤتمر الأقليات الإسلامية .. الدعوة والاصداء) و(استجواب غازى القصيبى) و(مركز الامير سلمان الإجتماعى للمسنين)  وغيرها من الكتب الإعلامية
تحت الطبع بإذنه تعالى :
مسرحيات مونودراما ..( مسرح ) .
إنكسار الحلم وسقطة بطل .. ( إبداع أدبى ) .
ولا بأس .. ( إبداع أدبى ) .



الغلاف 

ظهر الغلاف 

بيراندييللو ودور الاقنعة

مجلة الفنون المسرحية

بيراندييللو ودور الاقنعة

 وضاء قحطان حميد

( حياته )
" ولد لويجي بيرانديللو في مدينة جير جنتي وهي قرية قديمة بناها الاغريق في جزيرة صقلية 
في 28حزيران عام 1867"
ومات في 10 ديسمبر عام 1936 , كان أبوه وأمه من أسرتين أشتهرتا بالوطنية وكان جده لامه عضو بالحكومة المؤقتة عام 1848 بصقلية .
" درس في الصبا وفي الثانوية في قريته وقد اغرم بالتأليف والتمثيل وقد أتم دراسته الثانوية 
في باليرمو ثم رحل الى روما ليلتحق بكلية الاداب ولم تعجبه الدراسة وانتقل الى بون بالمانيا 
بنااءاً على نصيحة أحد أساتذته حيث أتم دراسة الاداب عام 1891وعمل لمدة عام بالكلية في
تدريس اللغة الايطالية "(1).
وبعد عودته الى روما نشر ديوان شعره الثاني في 1895 وفي عام 1894تزوج أبنة أحد شركاء أبيه في الصناعة ."(2). وقد أدى هذا الزواج الى سلسلة من المتاعب العائلية كان لها 
أثر كبير في فن بيرانديللو . فينجب طفلين وبنت وعندما تحدث الحرب العالمية الاولى عام 1915 يجند ابنه فيؤسر وتعاني زوجته من اضطرابات وتغار عليه حتى من بنته , فتدخل 
الى مصحة "(3) .
( فلسفته )
" يعد بيرانديللو من أهم كتاب المسرح في ايطاليا في هذا القرن بدأ حياته روائياً وكاتب 
قصة قصيرة . يشرع بيرانديللو في مناقشة طبيعة الحقيقة نفسها ويهتم بالحقيقة الباطنية 
للانسان كما يهتم بنفس القدر بالمظهر أو الشخصية الخارجية التي يعرف بها الفرد في 
العالم أو المجتمع الذي يعيش فيه .
ينجح بيرانديللو في جعل أعظم الموضوعات عسرا وتعقيداً عظيمة التأثير على المسرح "(4).
تعد مسرحية ( الانسان والحيوان والفضيلة 1991 تعد ملهاة مريرة فيها يتعين على العاشق أن يفكر بسرعة ليتخلص من موقف خطير فقد أورط عشيقته في الحمل وقد حان ميعاد عودة زوجها البحار الى الوطن .
ومن أهم مسرحياته ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف )1921و ( هنري الرابع )1922          
و ( كما تشتهي ) 1930 , ويطلق على مسرحه بما يعرف المسرح داخل المسرح او الميتامسرح حيث يحوي على ثنائية الحقيقة والوهم وثنائية الفن والحياة .ومن وجهة نظره
فان في الفن الحقيقة لان الحقيقة في الحياة أكثر حقيقة من الحياة نفسها وان الحياة هي 
الوهم لان اغلب الناس يرتدون اقنعة ملئها الزيف والخداع .
وأوضح مثال على هذه الفلسفة فلسفة بيرانديللو في مسرحية ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف ), فيقول(ريموند وليامز ) عن مسرحية ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف ) ان شيئاً من حوار الاب يفضح الحدود الضيقة التي تفرضها المدرسة الطبيعية في ثقل التجربة الشعرية , ان الطبيعة لا تسمح بالفلسفة لانها تعتمد على حركة الواقع ..
على نمو الحدث الدرامي بشكل يشد الجمهور للتعايش معه .
ان تحليل مفهوم الطبيعية يوصلنا الى الاكتفاء بالمسرحية بحد ذاتها " (5) .
وملخص مسرحية ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف ) لبيرانديللو هو ان هناك زوجة تنجب
طفل ثم تترك زوجها وتنجب من رجل اخر طفل وابنتان ثم تضطر الى العمل في محل ملابس 
,حتى يقتحم الاب وعائلته المسرح ليبحثوا عن مؤلف ويبدؤا مسرحيتهم لعرض قضيتهم وشرح 
أحوالهم فتتداخل فلسفة مسرح داخل مسرح , وفي النهاية يسمع دوي اطلاق نار فبقتل الطفل نفسه والممثلون غير مصدقون بما حدث .
" ويتكرر الامر في مسرحية ( الليلة نرتجل ) حيث يسخر بيرانديللو من من اسلوب كوميديا ديلارتي الذي يعتمد على الارتجال وعلى الشخصيات النمطية .
وعندما يرسم المفارقة بين الاسلوب التجاري وبين رغبة الممثلين في الخروج عن الاطار , 
بحيث يطردون المخرج ليقدموا للمتفرجين مأساة تدفع الدموع من مآقيهم , حتى ليتسائل المرء
هل هم يمثلون نصاً أم انهم أصبحوا تلك الشخصيات الخيالية فعلاً " (6).
( أهم مسرحياته )
 "(فكر في الامر يا جيا كومينو _ هنري الرابع _ الانسان والحيوان والفضيلة _ الجرة _ ليولا_ست شخصيات تبحث عن مؤلف _ الليلة نرتجل _ كما تشتهي _ ستر العرايا _ كل شيخ له طريقة _ عملاق الجبل _ الملزمة _ واجب الطيب _ ليمون صقليا )" (7) .
ثم يبدأ بيرانديللو بكتابة مسرحيات ذات الفصل الواحد مثل الجرة والملزمة ثم كتابة مسرحيات تنتمي الى المسرح داخل مسرح مثل مسرحية ( ست شخصيات تبحث عن مؤلف _ والليلة نرتجل ) .
" أما نموذج مسرحيات ذات الفصل الواحد لبيرانديللو هي مثلاً مسرحية ( الجرة ) وملخص المسرحية أن هناك في قرية صاحب أملاك وضيعة وكان لديه فلاحين يعصرون الزيتون 
ويجلبونه اي الزيتون على البغال ويضعون هذا الزيت في جرة , ومصادفة يكتشف المالك 
بأن هذه الجرة مكسورة فيحزن صاحب الارض ويجلب صانع جرار ليصلح الجرة , فيقرر 
أن يضع لها معجون ويسد الجرة من الداخل ولكن الجرة فيها أكثر من ثقب , فيقرر هذا الصانع 
أن يدخل الى داخل الجرة ليصلح الثقب ولكن عندما يدخل الى الداخل لا يستطيع الخروج من الجرة , فيزداد حزن صاحب الجرة , فيقرر جلب محامي لحل الازمة , فيقول له المحامي 
اما أن تكسر الجرة أو أن يدفع الصانع ثمن الجرة , فيرفض الصانع ويطلب أن يدخن سيجارة 
ويدخن وهو يقول ان الجو داخل الجرة منعش وهو أشبه بالجنة , فيقومون الفلاحون حوله بالغناء والرقص حول الجرة , وتوضع الجرة أعلى مرتفع ثم تتدحرج فتنكسر الجرة ويخرج
الصانع وهو يقول لقد ربحت لقد فزت ويحزن المالك حزناً شديداً وسط فرحة الفلاحون بهذا الامر, وبهذا الحال تنتهي هذه المسرحية ذات الفصل الواحد "(8) .
قائمة المصادر
عوض شعبان , بيرانديللو , ط1 , بيروت , 1979, ص5 .
مقدمة مسرحية لويجي بيرانديللو , قواعد المبارزة , ترجمة : أحمد سعد الدين , تقديم :
سعد أردش, مصر , ص 11_ ص13 .
مقدمة مسرحية لويجي بيرانديللو , مسرحية : قواعد المبارزة أو قواعد اللعبة .
المرشد الى فن المسرح , لويس فارجاس , ترجمة : أحمد سلامة , بغداد , ص 188.
رياض عصمت , البطل التراجيدي في المسرح العالمي , ط1 , بيروت , 1980,ص109.
المصدر السابق , ص 113.
ايليا حاوي , بيرانديللو في سيرته ومسرحياته , ط1 , بيروت , 1980, ص51.
سلسلة أعلام الفكر العالمي , لويجي بيرانديللو , ترجمة : عوض شعبان .

مسرحية " رماد أحزان الكوفة " تأليف حسين عبد الخضر

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب حسين عبد الخضر 

الأحد، 15 أبريل 2018

مسرحية "أيقونة الشجاعة " تأليف نجيب طلال

السبت، 14 أبريل 2018

"المغتربان" عرض مسرحي متقن لفرقة مسرح "نعم" الخليلية الفلسطينية

في اختتام دورتها الخامسة نور الدين عدلي يفتك جائزة "الفوارة الذهبية"

"تقاسيم على الحياة": في المصح الوجودي الكبير

"المئة كرسي": مسرح لجمهور متخصّص

مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 13 أبريل 2018

المسرح التربوي

مجلة الفنون المسرحية


المسرح التربوي 

المسرح هو ذلك العالم الذي شغل أذهان وعقول كثير من الناس ووصلوا به ووصل بهم إلى أن أصبحوا علماء في الفنون وعلماء في الأداب في كل بقاع الأرض منذ بدأ التاريخ، أو منذ بدأ الإنسان الحياة على هذا الكوكب، وليس من العسير إدراك السبب في ذلك؛ فالمسرح كما لا يخفى علينا هو المكان الذي يستطيع أن ينطق بكل لغات البشر وبكل أحاسيسهم، ويعرض الماضي والحاضر وتخيلات المستقبل، فهو المكان الذي لا يقف عند حد معين، وهو قابل للتغير طبقًا لما هو معروض عليه من مادة فنية بإحساس ينبثق من الفنان المبدع.

وفى دراسة بعنوان: «المسرح التربوي»، للأستاذ الدكتور أحمد حسن جمعة، أستاذ المسرح المتفرغ بأكاديمية الفنون، يستعرض المسرح التعليمي والمسرح التربوي، ودور مؤلف النص المسرحي التربوي.


دور المؤلف في المسرح التربوي

المؤلف المسرحي هو ذلك الأديب الذي تقوم على أكتافه مسئولية النص المسرحي المكتوب. وتختلف المؤلفات المسرحية من مؤلف لآخر ومن نص إلى نص آخر كما سبق القول.

وعلى ذلك لا يوجد مؤلف مسرحي يكتب لمجرد الكتابة، بل لا بد ولأن يكون لدى المؤلف فكرة يحاول الكتابة عنها، أو أن يكون له هدف يراه هو وحده في خياله قبل أن يظهره في شكل نص مكتوب، فإن الفكرة والهدف الكامنان داخل رأس المؤلف هما الأساس، ثم تأتي بعد ذلك الوسيلة التي يظهر بها هذه الفكرة وهذا الهدف، فإن الفكرة والهدف يسبقان الوسيلة إلا وهي اللغة التي يكتب بها النص المسرحي سواء كانت لغة عربية أو لهجة عامية تابعة لبيئة معينة أو قرية معينة أو شعرًا أو نثرًا... وهكذا.

ولكن هل جميع النصوص المسرحية تتناسب مع كل المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم وبيئاتهم... إلخ. أم أنه يجب ان يراعى المؤلف المسرحي لمن يكتب هذا النص المسرحي فإن كان المؤدون على المسرح من الممثلين المحترفين وكان الجمهور من الكبار وأصحاب الثقافات العالية أو حتى المتوسطة. جاء النص موافقًا لهؤلاء المشاهدين. أما إذا كان الجمهور من صغار السن فهنا يجب أن يقف المؤلف وقفة مع النفس ليراجع نفسه. ما هو النص المناسب لهؤلاء الصغار؟ ثم هل يقصد بالنص المسرحي مرحله عمرية محددة؟ وأيضًا هل هو نص تعليمي؟ أي أنه ينتمي إلى المسرح التعليمي، أم أنه نص مسرحي لمسرحة المنهاج؟ أم أنه نص تربوي؟ ولذا فإننا هنا بصدد أن نكتب عن موقف المؤلف المسرحي للمسرح التربوي لأن في مثل هذه النصوص المسرحية ما هو هام ومهم.

وعليه فإذا كان المؤلف المسرحي للمسرحية التربوية غير قادر على أن يكون النص له هدف تربوي فمن الأفضل إلا يكتب لمسرح الأطفال؛ ذلك لأنه إذا لم تكن عند المؤلف القدرة على صياغة نص مسرحي تربوي يتناسب مع المرحلة السنية فيفضل إلا يقترب من هذا الفعل ذلك لأن النص المسرحي التربوي لا بد وان يكون له عائد إيجابي على المشتغلين على المسرح وأبضًا على المشاهدين من نفس المرحلة السنية.

والمسرحية التربوية يجب أن تحتوي على كل العناصر المتضمنة المسرحيات عمومًا، فيجب أن تحتوي على مقدمة وتعريف بالشخصيات ثم تبدأ المشكلة الأساسية في الظهور ومنها يظهر الصراع ويكون النسيج الدرامي به وضوح للعمل حتى تصل المسرحية إلى الذروة وتضح الأزمة ويزداد الصراع حتى نصل إلى نهاية المسرحية. التي لا بد وأن تنتهي بنهاية سعيدة وبانتصار الخير على الشر، وحتى يشعر المشاهد الصغير وأيضًا المؤدي الصغير أن الشر بشتى أشكاله لا بد وأن ينهزم أمام قوى الخير، وحتى يصبح الأمل عاملًا من العوامل المهمة في المسرحية التربوية.

والطبيعي أن المسرحية التربوية تنقسم إلى فصول ومن الممكن أن يشتمل الفصل على مشاهد، وأن كل مشهد به عدة مواقف ولا بد للمؤلف أن يعطي كل جزء في العمل المسرحي حقه وأن يبتعد عن الإطالة أو التقصير. وكذلك يجب على مؤلف النص المسرحي للمسرحية التربوية حسن اختيار الألفاظ والعمل على وجود هدف تربوي من هذه المسرحية والموضوعات التي يمكن أن تحتويها المسرحية التربوية ليس بالقطع كل ما سوف أذكره هنا ولكن على المؤلف أن يتناول ما يريد أن يظهره ويؤكد عليه من حيث الناحية التربوية. وهذه السلوكيات والقيم التي ينتج عنها إيجابيات تصل للطالب المؤدي أولًا ثم الطالب المشاهد ثانيًا وهي:

الإيمان بالله وحب الخير للنفس وللغير على السواء.
الولاء والانتماء للأسرة والوطن.
تنمية الإحساس بمسئوليات حقوق المواطنة.
احترام المجتمع ومعاييره وعاداته وتقاليده وترسيخ هذه العادات والتقاليد.
الانسجام والتوافق الأسري والالتزام بقيم العائلة.
القدرة على نقد الذات لتحسين الأداء.
القدرة على التعاون مع الأسرة والزملاء.
تجنب الأفعال الخاطئة والشريرة.
الابتعاد عن الكذب والالتزام بالصدق والابتعاد عن النفاق والرياء.
طاعة المعلمين وأولى الأمر.
الصبر على الشدائد؛ كأن يصاب المؤدي بموت عزيز أو الوقوع في أي شدائد.
النظافة بكل أشكالها: نظافة اليد وعدم الغش– نظافة الملبس– نظافة اللسان والابتعاد عن الألفاظ البذيئة.
الابتعاد عن الغيرة والحقد والأنانية.
الالتزام بالأمانة.
تشجيع الطلاب على العمل الجيد وإثابتهم على ذلك، حتى يبتعدوا عن الأعمال السيئة فنكون سببًا لمعاقبتهم.
تجنب الشرور والمال الحرام وبث روح القدوة الحسنة والالتزام بالنماذج المشرفة في الشرف.
احترام الكبير والعطف على الصغير؛ واحترام بعضهم البعض.
حب العمل واحترامه وتنمية الرغبة في التعلم والتطور– وحب الاستطلاع.
تنمية الإحساس بالإخاء والتسامح، وأن ممارسة ذلك ليس من قبيل الشفقة أو التفضل بل فضيلة إنسانية لازمة وملزمة.
إقامة العدل والمساواة وعدم التحيز.
تنمية النزعات الوجدانية تجاه الأحداث العالمية بما يؤدي إلى التعاطف الإيجابي والتعاون في الشدائد للتخفيف من آثار الكوارث.
الاهتمام بنظافة البيئة وحمايتها من التلوث الناتج من المجتمع، ومحاولة تثقيف الأقربين.
الابتعاد كل البعد عن مظاهر العنف بكل أشكاله.
تنمية الخيال العلمي والذي يتناسب مع المرحلة السنية.
هذه النقاط ليست هي كل ما يجب أن يكتب عنه مؤلف النص المسرحي بل هناك المزيد من النقاط لم أذكرها؛ ذلك أن العلم والمعلومات لا يقتصر عليها فرد. ولكن المهم أن يكون النص المكتوب للمرحلة السنية يتوافق تمامًا معها وأن يكون هدفه التربوي واضحًا.

من هم الممثلون على المسرح التربوي؟ هذا السؤال كثيرًا ما يسأله المتخصصون، ولنا هنا إجابة واضحة من خلال بعض الأسئلة

أولًا: لماذا المسرح التربوي؟

ثانيًا: ما هو العائد من المسرح التربوي؟

ثالثًا: لمن يقدم هذا المسرح التربوي؟

وغيره من الأسئلة.

 

أولًا: لماذا المسرح التربوي؟

يجب أن تكون المسرحية التربوية نموذجًا ومثلًا أعلى لبث مجموعة من القيم يكون الناتج والعائد منها له إيجابية واضحة في تغيير السلوك السيء إلى سلوك حسن، ومع استمرار تنمية السلوك الطيب سيصبح المجتمع كله بعد ذلك يحمل هذا السلوك، فالمجتمع هو مجموعة أسر والأسرة ما هي إلا مجموعة أطفال ذكور وإناث وهم النواة التي بعد ذلك تكون اليد المنتجة لهذا المجتمع. ومن أجل هذا لا بد من تكاتف كل الجهات المسئولة عن تنمية السلوك الجيد لتربية ونمو الوازع الأخلاقي في الطلاب على مستوى جميع مراحلهم السنية، ومنها المسرح وباقي أنواع الفنون.

ثانيًا: أن العائد من المسرح التربوي إذا نجح في مهمته مضافًا إليه أن المؤدي على المسرح ينمي هوايته ويرى بعد ذلك المسألة الفنية بعيون أخرى أكثر إدراكًا ووعيًا عما كان يراها قبل ذلك- فقد دخل المعمل المسرحي نفسه وأصبح هو الذي يؤدي بعد أن كان هو المشاهد وبالتالي سيكون العائد عليه بعد ذلك عائدًا إيجابيًا؛ أما بالنسبة للسؤال الثالث وهو لمن يقدم المسرح التربوي؟ فقد أوضحت ذلك في دور المخرج. ولكن أفضل أن أضيف هنا هل يقدم المسرح التربوي من خلال ممثلين محترفين أم يقدم من أطفال؟ أم يقدم باشتراك الكبار المحترفين مع الصغار؟

لو افترضنا أن هناك دور (جد) مثلًا كما في مسرحية ما. هل يكون الجد من الصغار؟ ام يجب ان يكون رجلًا كبيرًا في السن. إن كان طفلًا فسيكون عبارة عن أضحوكة بين زملائه وإن كان كبيرًا في السن وممثلًا محترفًا، هنا سيكون بالنسبة للصغار نموذجًا، خاصة إذا كان ممثلًا مشهورًا فستكون نظرة الصغار له نظرة إعجاب أكثر فهو كان معروفًا لهم من خلال شاشات التليفزيون وهنا هو معهم ويستطيعون أن يكلموه ويكلمهم، وبالتالي سيحاول كل منهم أن يؤدي دوره بإتقان ويحاول كل منهم أن يظهر نفسه لينال رضا الممثلين المحترفين المشهورين الذين يعملون معهم في المسرحية. إذن على هذا المسرح يشترك الكبار المحترفون مع الصغار الناشئين.

 

دور المخرج في المسرح التربوي

يختلف دور المخرج في المسرح التربوي عن دوره في مسرح المحترفين في عدة مهام. فهو ليس فقط مخرجًا وظيفته نقل النص المسرحي المكتوب إلى عمل مسرحي مسموع ومرئي بإبداع فني جمالي. بل يشتمل على ذلك ويضاف إليه بعض المهام الأخرى التي من شأنها أن يكون هذا الإبداع في الإخراج يتمتع بنواحٍ تربوية كي يتحلى بها المؤدون على هذا المسرح، وهو مسرح الصغار وعلى ذلك لا بد لمخرج هذا النوع من المسرح أن يُلِم إلمامًا تامًا بسيكولوجية المرحلة السنية التي يقدم لها هذا النص المسرحي المكتوب لهذه المرحلة النسية على المسرح بممثلين أطفال ولجمهور أيضا من نفس مرحلة سنهم وغيرهم. ذلك أن معرفة المخرج بهذه السيكولوجية سينتج عنها عرض فني يتخطى السلبيات، بل ويكون له عائد إيجابي على الطالب المؤدي وأيضًا على الطالب المشاهد.

وفى واقع الأمر فإن الطالب المؤدي ستكون الاستفادة بالنسبة له من خبرات المخرج ومساعديه أكثر بكثير من الاستفادة العائدة على الطالب المشاهد، لأن العلاقة المباشرة بين المخرج ومساعديه والطلاب المؤدين ينتج عنها فهم الطالب لآراء المخرج وملاحظاته والاستجابة لها على الفور.

ومن أجل هذا سنوضح بعض النقاط التي ستعود على الطالب المؤدي بأسلوب جديد تربوي وسلوك أكثر تطورًا من خلال مخرج المسرح التربوي. وهي تتمثل في الآتي:

نحن نعرف أن المسرحية المكتوبة لا يعرف الطالب المؤدي مضمونها إلا عندما يوزع المخرج الأدوار على الطلاب. هنا تبدأ تدريبات نسميها تدريبات المنضدة. وهي التي يكون فيها كل طالب معه نسخه من النص المسرحي، وهو يعرف دوره الذي كلف به، وتبدأ التدريبات بقراءة كل طالب لدوره في حضوره المخرج ومساعديه إن وُجد له مساعدين. وهنا يمكن لأي طالب أن يسأل المخرج أسئلة تدور حول شخصية الدور الذي سيقوم به، وعلى المخرج أن يشرح لكل طالب أبعاد هذه الشخصية وما يجب أن تكون عليه. وهذه الأسئلة في حقيقة الأمر ليست ضياعًا للوقت بل هي من صميم العمل. حتى يمكن أن يتولد عند الطالب المؤدي مزيدًا من معرفة الدور الذي سوف يؤديه والانفعالات المتوافقة مع كل موقف. وفي واقع الأمر فإن المخرج هنا ليس بالمعلم الذي يطرح معلومة وعلى الطالب ألا يتناقش معه. بل بالعكس فإن لغة الحوار بين المخرج والطالب المؤدي سينتج عنها مودة وألفة ينتج عنها حب للعمل.
ومن أجل أن يتحقق ما جاء في النقطة السابقة يجب أن يراعي المخرج أن يكون أسلوب التعامل بينه وبين الطلاب يبتعد تمامًا عن التخويف أو التهديد حتى يحبب الطلاب في العمل المسرحي.
في بعض المراحل السنية خاصة عند دخول الطلاب مرحلة البلوغ (سن المراهقة) ينتاب بعض الطلاب من الجنسين شيء من الخجل والانطواء وعدم الثقة بالنفس، ولذا فإن الأداء التمثيلي يعتبر نوعًا من العلاج لمثل هذه الحالات وخروج الطلاب من هذه الأزمة النفسية. وبالتالي فإن العمل المسرحي بما فيه من مواجهات متعددة وهي: أ- مواجهة الطالب بأداء دوره أمام المخرج ومساعديه. ب- أداء الطالب لدوره في حوار مع زميله في الموقف. ج- مواجهه الطالب المؤدي لدوره في العمل الجماعي المشترك للمسرحية ككل. د- مواجهة الطالب المؤدي لدوره أمام جمهور المشاهدين. كل هذه المواجهات قادرة على أن تخرج المنطوي إلى المجتمع فيكون عنصرًا من العناصر الفاعلة في المجتمع بعد ذلك ويكون عنده ثقة في نفسه. يعمل المخرج على تنمية احترام الطالب المؤدي لعنصر الوقت، لأن العمل المسرحي من أوله إلى آخره مرتبط بزمن العرض، ولذا فإن كل دقيقة في العمل المسرحي تتقدم بالأداء حتى يصل إلى نهاية المسرحية. ومن هنا يتعلم الطالب المؤدي الحرص على الوقت وألا يضيعه في أشياء لن تعود عليه بفائدة. فكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم يجب أن يعطى للتطور والتقدم والارتفاع بمستوى الأداء. سواء العلمي أو الحرفي أو الفني.
على مخرج المسرحية التربوية أن ينمي عند الطلاب المؤدين للمسرحية حب العمل واحترامه وبذل كل الجهد وكل ما يؤهله إلى الارتفاع بمستوى الأداء الحرفي والفني على المسرح.
المخرج في المسرح التربوي عليه أن يربي عند الطلاب المؤدين الالتزام بالمواعيد وأن يعلمهم ثقافة المهنة، وأن العمل المسرحي كي يتم لا بد وأن يكون كل مشترك فيه في مكانه ويكون مستعدًا، فالمؤدون لا بد وأن يكونوا في ملابسهم الخاصة بالدور وأن يكون المؤدي حافظًا لدوره ويعرف تمامًا تحركاته على خشبة المسرح. ودخوله وخروجه. وعلاقته بالآخرين وهكذا.
وأيضًا جميع المشتركين من عمال ديكور وإضاءة وجميع المشتغلين بعناصر العرض المسرحي وباختصار كل المهنيين حتى يتم العرض كما أراده المخرج ويظهر بشكل جمالي، ولذا فإن تعود الطلاب المؤدين على الالتزام بالعمل المسرحي سيصبح بالنسبة لهم سلوكًا جيدًا، ويصبح هذا السلوك أحد السمات الأساسية في التربية الحديثة.
إن من مسئولية مخرج المسرحية التربوية ومساعديه هي تعليم الطلاب المؤدين كيفية المحافظة على ملابس الدور الذي يؤدونه وأن تكون دائمًا في مكانها الذي تحدد لكل دور وأن يتم (تعليق) الملابس الخاصة بالدور بعناية بغرفة الملابس حتى تبقى دائمًا نظيفة لإمكان استخدامها في اليوم والأيام التالية.
وهذا السلوك وهذه التربية ستصبح بالتدريج نمط سلوكي متميز، ستشعر به الأسرة التي سوف تلاحظ التغير إلى الأفضل الذي وصل إليه ابنهم بعد أن مارس العمل المسرحي، وأصبح مهتمًا بملابسه بعد أن كان مهملًا ولا يبالي.
من المعروف في مرحلة سن المراهقة أن الطلاب يميلون إلى المزاح والاستهزاء بعضهم لبعض، ولذا فمن الممكن أن يكون بالمسرحية دور لابن شخصية ذات سلطة ونفوذ، ودور آخر لابن شخصية خادم مثلًا، من هنا نجد أنه من الممكن ان يستهزء الطالب القائم بدور ابن الشخصية الكبيرة من الطالب ابن الشخصية الأخرى. ولذا وجب على المخرج أن يبدل الأدوار بين الطلاب حتى لا يستهزئ طالب بطالب آخر. كما أن تبادل الأدوار يعطي فرصة أكبر للطلاب لاكتساب الخبرات الأدائية المسرحية، ويساعدهم على كثير من الحفظ. وهذا أيضا من سمته ألا ينفرد طالب دون آخر بالدور الرئيس ويتملكه الغرور.
إن فن التمثيل المسرحي يعطي المؤدي القدرة على الحفظ، فهو من خلال النص المكلف به يجب أن يحفظه حفظًا تامًا بل ويحفظ أيضا مفاتيح الجمل التي يقولها الممثل (نهايات الجمل التي تسبق حديثه) ونلاحظ أيضا في المسرح التربوي أن المؤدين من خلال التدريبات يكادون يحفظون النص المسرحي كله وهذا يجعل الطالب عنده سرعه الحفظ لما يدرسه من مواد دراسية تهتم بالحفظ. والحفظ عند الصغار عملية هامة جدًا، فهم يحفظون آيات قرآنية وأشعار ونثريات وقوانين علمية وغيرها ويستطيعون استدعاء هذه المعلومات من ذاكرتهم وقت اللزوم. وبالتالي تصبح عندهم ذخيرة علمية ومعرفية مختزنة في ذاكرتهم. كما يوسع بها آفاقه المعرفية والثقافية والعلمية.
فن التمثيل المسرحي يعلم المؤدي لغة الحوار التي يفتقدها كثير من الناس، ولغة الحوار توضحها في أن المؤدي أو المتحدث يجب أن يكون فردًا واحدًا، أما المستمعون فمن الممكن أن يكونوا مجموعة أو اقل. ولذا يجب أن يحترم الجميع المتحدث وألا يقاطعونه حتى يفرغ من كلامه. ثم بعد ذلك يتحدث الآخر ويكون المتحدث السابق هو المستمع أو أحد المستمعين، وأيضًا لا يقاطعه أحد حتى يفرغ من كلامه أيضًا.
إن من مهام مخرج المسرحية التربوية أن يوضح للمؤدين الصغار كيفية الالقاء المسرحي، فلا يصح أن يتحدث المؤدي بسرعة ويصبح كلامه غير مفهوم للمشاهدين وإن علو الصوت أو انخفاضه لا بد وأن يكون تابعًا لمتطلبات الموقف، كما أن مخارج الحروف ووضوحها له جاذبيته الخاصة، وضبط إيقاع المسرحية له أيضًا تشويقه الذي يعود على المشاهدين بالاستمتاع من المسرحية.
إن العمل المسرحي هو عمل جماعي ويشترك فيه العنصر البشرى المتمثل في المؤدين للتمثيل أو المغنيين أو الراقصين. والذين يوصلون النص المسرحي للمشاهدين. والعناصر البشرية الأخرى التي نعتبرها خلف الكواليس ومنهم مهندس الديكور ومصمم الملابس وعمال الورش التابعين لهم وعمال الإضاءة.... الخ. هذه العناصر هي عناصر لها أهميتها على خشبة المسرح وعلى ذلك يجب أن يوضح مخرج المسرحية التربوية للطلاب المؤدون على خشبة المسرح كيفية المحافظة على العمل كفريق واحد له هدف واحد هو توصيل المعلومات التي داخل النص المسرحي للمشاهدين. ولذا فلا يسمح أن يتغيب أحد عن التدريب وبالتالي ينمو عند الطلاب المؤدين حب العمل في هذا الفريق الذي ينتمي إليه وهو مشترك معهم في توضيح الرؤية المسرحية التي يراها زملاءه المؤدين من نفس المرحلة السنية كما سيشاهدها أيضًا أولياء أمور الطلاب وأقاربهم وأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة والإداريين والعمال، ويصبح العمل هنا ليس فقط مشاركة أعضاء الفريق مع بعضهم؛ ولكنها مشاركة اجتماعية. ومن هنا يعرف أولياء أمور الطلاب أن الأداء المسرحي يهم الطالب وأن الهواية التي يميل إليها الطلاب يجب أن يمارسوها حتى يمكن تنمية العقل والحس والوجدان وأيضًا تربية الجسم والارتقاء بالسلوك الاجتماعي.
يجب على مخرج المسرحية التربوية أن يكتشف المواهب عند الطلاب فيعطيهم الفرصة للأداء ومتابعة هذا الأداء بما عنده من خبرة مسرحية تمكنه من اكتشاف الطالب الموهوب وتشغيله وتوجيهه حتى يفرغ كل ما عنده من طاقة في مجال هوايته ولنفترض أنها التمثيل.
ومن الممكن أيضًا أن يكون أحد الطلاب المشتركين في العرض غير موهوب في هذا النوع ولكنه موهوب في نوع آخر من الفن؛ فمثلًا قد ينشغل أحد الطلاب بفن الديكور المعلق على المسرح فبملاحظة المخرج لهذا الطالب يستطيع أن يعطي فكره لولي أمر هذا الطالب عن ميول هذا الطالب.

ذلك لأن كل جيل لا بد وأن يوجد فيه كل مهنة ففي كل زمان يوجد المحامي والمحاسب والطبيب والصيدلي... إلخ كما يوجد أيضًا الشاعر والمؤلف الموسيقى والمغني والممثل والمخرج، ولذا فان جميع القيادات وأيضًا الأسر يجب ملاحظة ومتابعة أبنائهم والتركيز على ما يهون حتى يعملوا بموهبتهم ويحسنوا الأداء فعندما تكون صنعة الإنسان هوايته فهو لن يمل من العمل ولن يبخل بالجهد في سبيل الوصول بهمته إلى أعلى المناصب والدرجات.
--------------------------------------
المصدر :المنتدى العالمي للتربية 

 
 


جولة عربية للهيئة العربية للمسرح لتنفيذ مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

مجلة الفنون المسرحية

جولة عربية للهيئة العربية للمسرح لتنفيذ مبادرة صاحب السمو  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي 
                                        
  وفد الهيئة العربية للمسرح برئاسة الأمين العام إسماعيل عبد الله يصل إلى المغرب، حيث سيشارك الوفد في افتتاح فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018، حيث سيلتقي اسماعيل عبد الله وزير الثقافة المغربي و عددا من وزراء الثقافة العرب المشاركين في الافتتاح لبحث سبل التعاون من أجل تفعيل مشاريع تنمية المسرح العربي، خاصة المبادرة الأخيرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، و المتعلقة بعقد مهرجان للمسرح في كل بلد عربي، حيث بدأت الهيئة العربية للمسرح بالإعداد للمرحلة الأولى و هي إقامة مهرجانات في الدول التي لا تنظم مهرجانات وطنية للمسرح المحلي فيها.
تأتي هذه المشاركة لوفد الهيئة بعد أن قام بلقاءات مع إدارة المسرح الوطني محمد الخامس و دار الفنون في إطار بحث مشروع لتوثيق المسرح العربي.
من الجدير بالذكر أن الوفد قد أنجز منذ مطلع ابريل الحالي لقاءات عمل في مصر مع وزيرة الثقافة و أطر الوزارة لوضع برنامج العمل الخاص بالدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي سيعقد في يناير 2019، كما أنجز لقاءات عمل في تونس لإنجاز بعض المشاريع الهامة.
هذا و سوف يتوجه الوفد في ذات الإطار إلى موريتانيا مطلع الأسبوع القادم

الثلاثاء، 10 أبريل 2018

الملمح المسرحي .. في ديوان البطوسى الرثائي

مجلة الفنون المسرحية



الملمح المسرحي .. في ديوان البطوسى الرثائي

أصدر الشاعر والمؤلِّف المسرحي (عادل البطوسى) ديوانًا كاملًا في رثاء السيِّدة والدته ـ رحمها الله ـ تحت عنوان (رحيل السيِّدة الورد) ضمَّ أكثر من أربعين قصيدة شعرية صاحبتها أكثر من خمسين لوحة فنية تمثل (وجه أمه) من تصميم الفنان السوري (رضوان بصطيقة) كما كتب الأستاذ الدكتور (صلاح جرَّار) وزير الثقافة بالأردن سابقًا والأستاذ بالجامعة الأردنية حاليًا مقدِّمة له أكَّد فيها على مظاهر التجديد في شعر ومسرح (عادل البطوسى) الشعري واستخدامه لتفاعيل عروضية نادرة ومهجورة، وأشار لمكانة الرثاء في تراثنا الشعري الذي أسهم في صياغة الوجدان العربيِّ وقال (إنَّ قراءة واحدة في دواوين الشعر العربيِّ من ديوان الخنساء قديمًا إلى ديوان الصديق المبدع "عادل البطوسي" سوف تكشف للقارئ كم نحن أمَّة مرهفة مسكونة بالحزن والحبِّ والشوق والحنين) ثم أشار لمعرفته الوثيقة على المستويين الإبداعي والإنساني بالبطوسى (لقد عرفت الأستاذ البطوسي كاتباً مسرحيّاً متميّزاً وناقداً أدبيّاً بصيراً بالشعر وقضاياه، وشاعراً متمكّناً من أدواته الشعريّة ولا سيّما في الشعر المسرحيّ) وأضاف (وقد تجلّت هذه الميزات الثلاث لدى شاعرنا في هذا الديوان، فالقارئ له قد يظنّ في الوهلة الأولى أنّ الكتاب نصٌّ مسرحيّ، ولا سيّما أنّ صاحبه بدأه باقتباسٍ من "يوريبيدس" في مسرحيته "ألكيستيس" سنة438 قبل الميلاد يقول فيها على لسان الجوقة :
اليوم يشهد موت امرأة
ليست غالية فحسب
وإنّما أغلى النساء جميعاً
وقال الدكتور جرَّار ـ أيضا ـ في تقديمه للديوان مؤكدًا ما يذهب إليه ( ويطفى على هذا الديوان أدوات الخطاب المسرحيّ وأساليب النداء والإستفهام والتعجب التي تكثر كثرة واضحة، لأنها تناسب حال الشاعر الذي يعاني حزناً شديداً على رحيل والدته، فيناديها ويلحّ في النداء وكأنّه يتوقَّع منها أن تجيب نداءه، ويتساءل عن هذا الموت وما الذي فعله بأمّه ويلقي عليه وعلى أمّه وعلى نفسه حشداً هائلاً من الأسئلة ومن إشارات الإستفهام والتعجب) واستطرد مؤكدا على "الملمح المسرحي" في ديوان "البطوسى" الرثائي قائلا ( ويتجلّى "الملمح المسرحي" في الديوان في الحوار الداخلي (المونولوج) بكثرة، حيث يخاطب الشاعر نفسه مثلما خاطب في حوار خارجي يائس والدته الراحلة وخاطب الموت، فضلاً عن الترابط والبناء السردي في الديوان) ....
وهكذا حمل ديوان "البطوسى" الشعري الرثائي ملامح كثيرة من ثوابت "الخطاب المسرحي" تتجلى لنا من القراءة الأولى للديوان الذي جاء في 128 صفحة من القطع المتوسط وتمت طباعته في طبعتين في وقتٍ واحد (على ورق أبيض ـ على ورق ملون) ومن هنا يلح علينا السؤال بالمناسبة : لماذا لا يصدر عادل البطوسى نصًا مسرحيًا كاملًا عن أمِّه التي رثاها في ديوان كامل؟! أو عن الام والأمومة؟ نترقب وننتظر، بل ونثق في ذلك إن شاء الله قريبا ..!!!


"أيام إبراهيم حجازي المسرحية": أربعة عروض فقط

"أيام مسرح المدينة": دورة أولى وتجميع عروض

"مسرح الفكر": استعادة مفاهيم فالتر بنيامين

الاثنين، 9 أبريل 2018

كتاب "مقالات في المسرح"

مجلة الفنون المسرحية

كتاب "مقالات في المسرح" 

تفاعل الجمهور والسائحين مع عروض مسرح الشارع أبرز ايجابيات شرم الشيخ المسرحى

مجلة الفنون المسرحية

تفاعل الجمهور والسائحين مع عروض مسرح الشارع أبرز ايجابيات شرم الشيخ المسرحى

جمال عبد الناصر - اليوم السابع 

ثلاث سنوات مرت على انطلاق مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى برئاسة الفنان مازن الغرباوى وإدارة الفنان وفاء الحكيم وتحت الرئاسة الشرفية للقديرة سميحة أيوب، يضاف إليهم الدكتورة انجى البستاوى الرئيس التنفيذى للمهرجان، هؤلاء جميعا يديرون مهرجانا يفتح آفاقا كبيرة لشباب مصر والوطن العربى للتعرف على الآخر وعلى فنه وحضارته وثقافته من خلال عروض مسرحية وورش عملية يشارك فيها الشباب مع مدربين من مختلف دول العالم وأيضا ندوات ولقاءات مهنية جميعها تحدث حراكا مسرحيا ونقاشا بناء ينتهى بتوصيات مهمة على المعنيين بالمسرح فى كل الدول العربية تنفيذها ليحقق المسرح العربى غايته وأهدافه.

أجيال ورا أجيال يكرمها المهرجان
وكرم المهرجان فى افتتاحه قامات مسرحية من كل الدول العربية ومن أجيال مختلفة حيث بدا الفنان محمد صبحى سعيدا بتكريمه وعبر لـ"اليوم السابع" عن سعادته قائلا: أى نشاط مسرحى فى أى بقعة فى العالم أنا داعم له طالما يحترم صناعه المسرح وخاصة إذا كان صناعه من الشباب ولذلك أشكر مازن الغرباوى، ذلك الشاب الفنان الذى يحمل الكثير من الطموح وكانت سعادتى أكثر بكم المسرحيين الشباب الذين وجدتهم فى الافتتاح وفى ندوتى التى حضرها أيضا أجيال مختلفة وهذا هو المسرح الحقيقى الذى يسلم فيه الأجيال بعضها البعض ويكتسب الجيل الجديد من خبرة الكبار مثلما أنا اكتسبت من أجيال سبقتنى فاول بطولة لى فى مسرحية "انتهى الدرس يا غبى" كانت مع عملاقين هما محمود المليجى وتوفيق الدقن.

 وكرم المهرجان أيضا الفنانة الإماراتية الكبيرة عائشة عبد الرحمن فى افتتاحه ومُنحت درع سميحة أيوب التقديرى أما محمد هنيدى فأرسل رسالة مصورة اعتذر فيها لإدارة المهرجان عن الحضور.

 وتوالت فى الافتتاح التكريمات لأجيال مختلفة ما بين الممثلين مثل الفنان الشاب مصطفى خاطر نجم مسرح مصر والكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم والفنانة التونسية القديرة منى نور الدين.
 

وفى حفل الختام المقرر  غدا سيكرم المخرج المسرحى الكبير عصام السيد والفنانة مروة عبد المنعم والفنان الشاب محمد ممدوح " تايسون" بالإضافة للفنان القدير سيد رجب والكاتب والمخرج محسن رزق ليصل عدد المكرمين فى الدورة الثالثة من عمر المهرجان إلى 13 نجما.

حراك مسرحى وتفاعل بمسرح الشارع
لو تحدثنا عن العروض المسرحية فى مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى سنجدها تصل إلى 30 عرضا مسرحيا متنوع ما بين المونودراما مثل مسرحيات " تفل قهوة " اللبنانى و" و" واحدة حلوة " المصرى وهناك مسرح الشارع الذى يحدث بالفعل حراكا فى مدينة شرم الشيخ حيث إن التفاعل يكون كبيرا جدا مع السائحين ومع من هم بعيدين عن المسرح فالمهرجان يتوجه اليهم بنقل المسرح للشاطئ مثل عروض " بنوكيو والأحلام " و"قصقوصة" ونوع آخر من مسرح الشارع عرض فى خليج نعمة مثل " قصاقيص " لفرقة بورسعيد وعروض قدمت فى السوق القديم أحدثت تفاعل كبير من الشارع والسائحين الموجودين وقت العروض وهذا هو هدف مهم من أهداف المهرجان.

أما المسرح الذي يحمل تجريبا فأغلب عروض المهرجان بها الكثير من التجريب في عناصر العمل المسرحي  وبالمهرجان أيضا المسرح الآخر الذي يحمل شكلا كلاسيكيا والمسرح الذي  يعتمد علي لغة الجسد وحتي المسرح الطقسي كان له وجود متمثل في العرض التونسي " نزوة " وهكذا يحمل المهرجان تنوعا واختلافا ويضم مدارس مسرحية كثيرة لإشباع كل الأذواق .

ورش تفاعلية وكتاب جدد يمنحها المهرجان الفرصة
من ضمن الإيجابيات بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الورش المسرحية التي يصل عددها لـ 14 ورشة في كل فنون العمل المسرحي ما بين التمثيل والأخراج والرقص المعاصر والبانتومايم وإدارة المسارح وغيرها من الورش التي يواصل مدربوها تدريباتهم النظرية والعملية للشباب من جميع محافظات مصر ليكتسبوا خبرات المدربين المتخصصين فى فنون المسرح المختلفة فالمخرجة سما إبراهيم من خلال ورشة "فن البانتومايم" اكسبت الشباب المشارك معها  مهارات البانتومايم  والتفكير الإبداعى وفي ورشة "الإخراج" للمخرج عبد الفتاح ديورى تحدث عن تكنيك الإخراج ومدارس الإخراج المختلفة ومن أكثر الورش إقبالا وأهمية ورشة فن الرقص المعاصر للفنانة كريمة بدير وهى ورشة تختص بالتكوين الحركى، وكيف يكون للراقص حركة جسدية من خلال حركات الطبيعيه اليوميه للإنسان.
 

هناك ورشة "إيقاع الجسد"  للفنانة نوال ضيف، التى تقوم على الأداء الحركى للممثل وكيفية استخدام جسده فى التمثيل والارتجال، وقامت من خلالها بعمل عدد من التمرينات الجسدية كنوع من أنواع تحفيز الجسد بشكل مبدئى وتمثيل عدد من المشاهد الارتجالية كما قدم المخرج شادى الدالى ورشته التى اتخذ لها عنوان "صناعة المسرح" والتى تضمنت كيفية صناعة الممثل وتعريفه بشكل عام وما الفرق بين صانع التمثيل والمخرج كما تضمت ورشه "الممثل ونظيره" للمخرج التونسى المعز الاقديرى كيفية تعامل الممثل مع عقله الباطن.



















تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption